للقرآن رب سيحميه / سعدبوه ولد سالم فال ولد اجيه

إننا أمام حرب عقائدية بشعة تستهدف ديننا في الأساس، لما عرف العدو أنه مصدر قوتنا وعزتنا، وبالتالي جند كافة ما لديه من قوة وعتاد قصد النيل منا وإصابتنا في الصميم، وهو لا يزال مستميتا في السعي  لتحقيق أهدافه ومطامحه مستغلا غفلتنا عن ديننا.

إن أمتنا الإسلامية بحاجة ماسة للالتفاف حول مقدساتها والمحافظة على مكتسباتها ونعمة الإيمان التي وفقها الله إليها ، ولن نتمكن من ذلك إلا بتوفيق من الله تبارك وتعالى وصدق مع الذات وإرادة قوية نمتلكها لنصرة هذا الدين في السر والعلانية، إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلادنا هي سلسلة من التحديات السافرة حدثت عن قصد وسبق إصرار من أعداء هذا الدين، ، حيث وصل مسلسل التحدي هذا إلى النيل من سيد البشرية وإمامها وشفعيها محمد صلى الله عليه وسلم على مرأى ومسمع من الجميع، وهاهي الدالة المتزايدة من التحديات تصل إلى قمتها بتمزيق المصحف الشريف والعبث به حتى يقرأ غير المتعلم منا الصورة واضحة وجلية للعيان بدون لبس أو غموض.

إخوتي في الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فاستقامتنا هي الوحيدة التي تضمن لنا البقاء وشحنتنا الإيمانية هي المحدد لقوتنا واحترامنا من طرف الآخرين. تصوروا معي يدشن قادتنا وعلماؤنا منبرا قرآنيا وفي اليوم الموالي يمزق المصحف الشريف، فدلالة هذه الفعلة الشنيعة واضحة مفادها أن أعداءنا ممثلون في أرضنا  من طرف أعوان يترصدون أفراحنا ليجعلوها أتراحا بكل ما أوتوا من قوة.

فالمشكلة التي نعاني منها ليست مشكلة سياسية وإن كان البعض يريد تسييسها وإثارة الفوضى والصخب،وإنما هي حرب معلنة ضد هذا الدين فصولها متوالية نسأل الله السلامة والعافية. فأعداؤنا يختارون الزمان والمكان المناسب والأشخاص،وجميع الثوابت التي لها دلالتها ورمزيتها االخاصة .فيوصلوا بذلك رسائلهم واضحة، الشيء الذي يتطلب منا التأمل والتشمير عن السواعد امام هذا السيل الجارف من أساليب محاربة الدين على كافة الأصعدة. وهؤلاء يضحون في سبيل ذلك بالغالي والنفيس، فتفكيك المجتمعات وإثارة الفوضى تفتح الباب واسعا لتمرير خطابهم وإرساء قواعدهم،

إنني بصريح اللفظ ضد من يجرم الرئيس أو الحكومة أو العلماء ولا يهمني في هذا المجال وصفي بالمتزلف،وهذا انطلاقا من الحكم بالظواهر، فليست طباعة المصحف الشريف وإذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة إلا دليل واضح على حسن نية وتوجه إسلامي صرف، ضف إلى ذلك قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومما لاشك فيه إن إنجازات بهذا الحجم لا محالة ستشكل صدمة لأعداء هذا الدين وتتمخض عنها ردود فعل من طرف العدو تأخذ أشكالا مختلفة. وإذ أنكر وأستنكر هذه الفعلة الشنيعة الموغلة في الكفر والإلحاد أطالب القائمين على شؤون هذا البلد بالاستماتة في البحث عن الجاني أو الجناة وليكن في علم هؤلاء الجناة وغيرهم أن للقرآن والحديث والإسلام والمسلمين رب سيحميهم.

10. مارس 2014 - 21:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا