في اعتقادي الشخصي بأن الكتابة في الشأن العام يجب أن تتخذ واحدا من ثلاثة أشكال أو أنماط،وهي أشكال وأنماط تتفاوت كثيرا من حيث أهميتها وفائدتها على المجتمع والوطن.
أول هذه الأنماط هو أن يحاول المهتم بالشأن العام بأن يكتب كلمات ميدانية على صفحات الواقع،
وهذه هي أهم أنواع الكتابة وأصعبها وهي غائبة تماما عن مجتمعنا.
النمط الثاني هو الكتابة التي تقدم أفكارا ومقترحات للمعنيين بالأمر، ولكل من يملك الوسائل الكافية لتنزيل تلك الأفكار والمقترحات على أرض الواقع، وهذا النمط من الكتابة هو أيضا في غاية الأهمية، ويكاد هو أيضا أن يكون غائبا في بلدنا. هذا النمط يكون اللجوء إليه مبررا في حالة أحس المهتم بالشأن العام بأن قدراته وإمكانياته المتوفرة لا تكفي لتنفيذ تلك الأفكار والمقترحات التي قدمها، وبالتالي فمن الطبيعي جدا أن يلجأ للآخرين للمساعدة في تنفيذها.
النمط الثالث وهو النمط الذي يكتفي بإظهار أماكن الخلل وبنقد الواقع، وهذا هو النمط الأسهل و الأكثر شيوعا، وهو الأقل أهمية، حتى وإن بقى مهما، ولكن بشرط أن يظل النقد أمينا وموضوعيا.
تلكم كانت مقدمة فرضت نفسها من قبل البدء في هذا المقال الذي يتنزل في خانة النمط الثاني، هذا مع العلم بأني كنتٌ قد حاولتٌ مع شريكي في الفكرة أن ننفذ هذه الفكرة من قبل عرضها على الآخرين، ولكن قدراتنا وإمكانياتنا المحدودة حالت دون ذلك.
هذا المقترح موجه بالأساس للمعارضة الموريتانية، والهدف منه هو الوقوف أمام استغلال الشباب من طرف السلطة القائمة في الحملة الانتخابية الرئاسية القادمة، وهو الشيء الذي تحاول أن تقوم به السلطة من خلال استبدال شعار "رئيس الفقراء" الذي تم استهلاكه في رئاسيات 2009 بشعار "رئيس الشباب" في انتخابات 2014.
فعلى المعارضة الموريتانية أن لا تكرر أخطاءها في حملة 2009 حيث تركت الرئيس الحالي ينفرد بالفقراء ويستغلهم في حملته الانتخابية، وهذا الأمر قد يتكرر في الحملة الرئاسية القادمة، ولكن مع الشباب، إن لم تحاول المعارضة، ومن الآن، أن تمنع حدوث مثل ذلك.
فعلى المعارضة أن تعمل من الآن على إطلاق "صوت الشباب" لمواجهة "لقاء الشباب"، ويجب أن تبدأ تنفيذ هذا المقترح مباشرة بعد تنظيم لقاء الشباب أي في الأسبوع الأخير من شهر مارس.
وتتلخص فكرة المقترح في أن يتم إطلاق موقع تحت عنوان "صوت الشباب" توجد به استمارة تمكن كل شاب تعرض لأي ظلم من أي نوع خلال فترة حكم الرئيس الحالي من أن يقدم ما تعرض له من ظلم (تحضرني الآن بعض النماذج المؤلمة).
على أن يتم تحديد لجنة للفرز لتقوم بفرز ثلاثين حالة من أكثر الحالات مرارة من بين كل الحالات التي سيتم عرضها من خلال الموقع، ثم من بعد ذلك يتم تقديم الحالات الثلاثين على أساس أنها نماذج محدودة مما تعرض له الشباب الموريتاني من ظلم وتهميش خلال فترة حكم الرئيس الحالي.
هذه الفكرة يجب أن تصحبها حملة دعائية واسعة من خلال الترويج لها في وسائل الإعلام، وكذلك من خلال لوحات أو لافتات على الشوارع تماما كما حدث مع لقاء الشباب.
وهذه الفكرة تحتاج أيضا لعقد اتفاق مع إحدى القنوات التلفزيونية الحرة لتتولى عرض الحالات التي تم فرزها خلال شهر كامل، وذلك في إطار برنامج تلفزيوني يومي من 10 إلى 15 دقيقة تخصص كل حلقة منه لعرض حالة من الحالات الثلاثين التي تم اختيارها، ومثل هذا الاتفاق سيوفر للقناة الموقعة على الاتفاق مادة نوعية لبرنامج سيشكل إضافة نوعية لمسطرة برامجها، وذلك في الوقت الذي سيوفر فيه للمعارضة الموريتانية منبرا مهما لعرض الحالات الثلاثين التي تم اختيارها.
يتولى شباب المعارضة عرض الحالات أولا بأول من خلال اليوتيب ومن خلال ملخصات مكتوبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من الشباب.
ومن المهم أن يتم إطلاق موقع خاص لعرض الحالات الثلاثين، وكذلك لعرض بقية الحالات الأخرى التي لم يتم اختيارها، والتي لم تعرض تلفزيونيا، وذلك كدليل على أن عدد الضحايا من الشباب في عهد النظام الحالي لم يكن قليلا.
تختم هذه الحملة بتنظيم حفل عشاء تنظمه المعارضة الموريتانية ( أو الجهة الراعية للفكرة) لأصحاب الثلاثين حالة التي تم اختيارها كأسوأ ثلاثين حالة ظلم تعرض لها الشباب الموريتاني خلال المأمورية المنتهية للرئيس الحالي.
هذه مجرد أفكار أولية عن المقترح، وقد قدمتها للنشر لكي يتم الاطلاع عليها من طرف كل من يمكن أن يساعد في تطويرها بفكرة أو مقترح.
سأرحب بكل الأفكار والمقترحات التي ستصلني، وسأضيف ما يمكن أن يضاف منها للتصور النهائي للمقترح، ذلكم التصور الذي سأعرضه بعد اكتماله إلى كل من يهمه الأمر.
حفظ الله موريتانيا..