لقاءات الوزير الأول مع "المواطنين" / الحاج ولد المصطفي

بدأ الوزير الأول جولة جديدة من اللقاءات مع المعارضين والسياسيين في إطار سياسة "الإنفتاح علي المواطنين " – بعبارة - وزير الإعلام والقيادي في حزب الرئيس ، وقد تناولت اللقاءات الإنتخابات الرآسية التي بدأت إجراءات تنفيها متزامنة مع تلك اللقاءات ..فماهي الخيارات المتاحة للمعارضة ؟

وهل سيختلف سيناريو الإنتخابات الرآسية  عن البرلمانية والبلدية؟ وماعلاقة تعيين رئيس التحالف الشعبي بما يجري بين المعارضة والنظام؟
قال وزير الإعلام في حكومة الوزير الأول :( إن النظام الحالي لن يقبل بأي شكل من الأشكال بتشكيل حكومة وحدة وطنية، سواء نظم حوار مع المعارضة أم لم ينظم).وأضاف ( إن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها،وأن موضوع تأجيلها مرفوض نهائيا وستجرى في موعدها المحدد قانونا تحت أي ظرف).
خلال الأسبوع الماضي استأنف الوزير الأول لقاءاته بقادة الأحزاب السياسية المعارضة (صالح ولد حننا وكان حامدو بابا وقيادي في التكتل ) وخلال اللقاءات تحدث الوزير الأول عن رغبة الحكومة في تنظيم انتخابات توافقية في حين أكد المعارضون علي ضرورة التحدث مع الأطر التنظيمية للمعارضة وعلي رأسها منتدي الديمقراطية والوحدة ومنسقية المعارضة،كما تمسكوا بضرورة إيجاد مناخ من الثقة المتبادلة والجدية في معالجة الأمور .لكن وزير الإعلام واصل دوره هو الآخر في نسف الجهود التي يبذلها وزيره الأول من خلال التقليل من أهميتها ونفي أي إدعاء يمكن أن يبني علي ذلك توجها جديا للحكومة، فقد أكد أن لقاء الوزير الأول مع المواطنين (كما سبق له أن صرح بذلك عندما تحدث حزب اتحاد قوي التقدم المعارض عن أجواء إيجابية في حوار رئيسه مع الوزير الأول ) مجرد "مشاورات مع الأطراف السياسية لضمان مشاركتها في الانتخابات الرئاسية القادمة".وكان مجلس الوزراء قد اتخذ مرسوما بتنظيم إحصاء انتخابي في خطوة تدعم ما ذهب إليه وزير الإعلام مما يدفعنا لطرح السؤال ؟ ماهو الخيار المتاح أمام المعارضة ؟ هل تواصل حواراتها الإنفرادية مع الوزير الأول حتي يظفر بمشاركين منها( كما جري في الإنتخابات البرلمانية والبلدية) ؟ أم تتمسك بموقفها الرافض للمشاركة؟ وهل يعني تعيين مسعود ولد بولخير علي رأس مؤسسة دستورية اتفاق يضمن مشاركته؟
لابد أن المعارضة أدركت أنها ارتكبت خطأ فادحا عندما تخلت عن مشاركتها في المهزلة الأولي دون أن يكون لديها بديل سياسي مقنع، وأتاحت الفرصة لمعارضات جديدة لتحل محلها ؟ وهاهي تتجه الآن لإرتكاب خطإ جديد من خلال الإنخراط في مناورات  الوزير الأول و وزير إعلامه دون أن تكون لديها أجندة واضحة .
إن علي المعارضة أن لاتضيع المزيد من الوقت في حوارات غير مجدية وأن تتجه إلي أفعال حقيقية علي الأرض ، فإذا كانت قد أجلت مناقشة المرشح الموحد في مؤتمرها السابق، فإن عليها أن تتنادي بسرعة لإختيار شخصية وطنية تتوفر علي كارزما ونفوذ اجتماعي وخبرة سياسية من أجل الدفع بها في "المهزلة الإنتخابية" القادمة ،لأن ذلك هو السبيل الوحيد المتاح لإستغلال هذه المناسبة وكشف أجندة النظام و المتحالفين معه ...والعمل علي الإلتحام بالشارع  ورفض تمرير نجاح قائد الإنقلاب  بفترة جديدة ...
إن المعارضة أمام الإمتحان النهائي في معركة نضالها السياسي من أجل التغير وقد تراجعت نقاطها في الإختبارات السابقة ، ولم يبق لها سوي فرصة التوحد خلف المرشح "المخلص" وهو شخص لا بد أنه موجود ويمكن للمعارضة أن تعمل علي إبرازه والتخلي عن الإجندة الشخصية لكل حزب علي حدة والإنحياز للوطن وخيارات التغيير .
أعتقد أن هذا المرشح يجب أن يكون بالمواصفات التالية:
شخصية كارزمية، قوية ، ومثقف يتمتع بمؤهلات علمية كبيرة ، وينتمي لعمق الشعبية ويحظي بقبول من السياسيين البارزين ، كما هو الحال في دول إسلامية اجتازت معوقات  الفقر والجهل والتخلف  والدكتاتورية العسكرية بفضل أبنائها ،كالدكتور مهاتير محمد في اندنوسيا الذي  فجر نهضتها ونقلها من دائرة الفقر والأمية إلي رحاب التنمية والصناعة  والأستاذ أوردوغان في تركيا الذي حرر البلاد من قبضة الجيش وحكم العسكر .


[email protected]

15. مارس 2014 - 16:46

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا