رئيـس الشباب شعار المرحلة... / محمد الإمام ولد ناجين

لست متشائما على مستقبل موريتانيا عموما وبالرغم بأنني لست مطمئنا على ما تمر به البلاد وخصوصا في هذا الظرف الزمني ولأني داخل خيالي القاصر لم أتحصل على صورة ناصعة وكاملة عن الحالة السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية التي نحن فيها الآن،

 حيث أننا مرت بنا أحداث متتالية مازالت ملفاتها يلفها الغموض عن العامة ولو لحاجة في نفس مواطن بسيط ولا داعي لذكرها في هذا الصدد فقد وجدت صرير أقلام من مثقفين وإعلاميين أجدر مني وأدرى بما يدور في الخفاء ونحن اليوم يطل علينا ذاك اللقاء المرتقب بين شخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز وشباب موريتانيا، هذا اللقاء الذي ولد من رحم لقاء الشعب والذي كانت تنفق أموال طائلة في الترويج والتحضير له هناك مواطنون أحوج إليها إذ يفتقدون الماء والكهرباء ويعانون من العزلة في مناطقهم المهمشة حيث ينتشر الفقر في وطن يلقب رئيسه برئيس الفقراء وهو الشعار الذي أوصله سدة الحكم بنسبة فاقت التوقعات ولو أنني كنت يومها من داعميه.
تم الإعلان عن لقاء الشباب مع الرئيس وحظي بالإعلان على شاشات تلفزتنا الوطنية وكان الإعلان موجه إلى فئة خاصة من الشباب فالكثير من الشباب لم يستطع ملء الاستمارة التي كانت مبينة بخطواتها وقد يستنتج البعض أنه إحصاء من يدري؟
كثر الحديث في أوساط الشباب عن لقاء الشباب فقد ينظر أحد من زاوية أنه شعار المرحلة القادمة وإذا كان التصور صحيح يجرنا ذاك إلى طرح تساؤلات عدة فمن هم الشباب عند شخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز أو أولئك اللذين حظوا بالتكليف والإشراف على تنظيم اللقاء؟
هل الشباب هو ذاك العمود الفقري لكل الأمم (الخير كله في الشباب والشر كله في الشباب) ذاك الشباب الذي يقدم المفيد في خدمة وأمن وحدود البلاد وحوزتها الترابية وتجنب الخطير على أمن وسلامة موريتانيا وسلامة العباد موحدة آمنة مطمئنة؟ هل الشباب ذاك الشباب الفئوي الصادح بالفئوية والدونية لمآرب أخرى يعمل على اللون والجنس وهلم جرا؟
هل الشباب هم أصحاب الخبرات وحملة الفكر والشهادات العليا واللذين حالفهم الحظ بالولوج إلى العمل بطريقة أو أخرى؟ هل الشباب هم الذين اتخذوا معارضة النظام وسبه وشتمه ومنابر الإعلام وسيلة للشهرة دون ذكر حسناته ولو برد جميل؟
هل الشباب هم الذين يدورون في سرب موالي الرئيس وأقرانه ويجعلون من المؤسسة العسكرية حصنا منيعا لهم ولغيرهم وهل الشباب هو المرحلة العمرية التي حينها يمكن للشاب أن يصوت بنعم أو لا والتي تتنافس فيها النفس بين الخير والشر وتتنافس فيها قوى الموالاة والمعارضة على صوته؟
هل الشباب هو ذاك العنصر الذي يتم تجنيده في أجندة سياسية وقت الحاجة والحاجة فقط أم الشباب هو ذاك السرب الذي يجند بأجندة خارجية لا تخدمه أحرى أن تخدم موريتانيا قمة وقاعدة؟
تساؤلات أخي القارئ كثيرة وكثيرة ومادامت الاستمارة لم تحدد نوعية الشباب فيمكن للرئيس ومواليه أن يختاروا من يوصل فكرة ما للمشاهد ويستفيد القائمون على اللقاء من ميزات تخدمهم ومن قراءة الساحة الشبابية وامتصاص حماس الشباب حتى لا يجد في المعارضة طيب مقام وأن يكون شعار المرحلة القادمة رئيس الشباب...

 

[email protected]

15. مارس 2014 - 16:54

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا