من أهم الأسباب التي جعلتني أهجر الكتابة أنها فرض كفاية لكثرة الذين يكتبون ويدونون ويحللون و’يجيفون’، لكنني وجدت مشاركتي في لقاء الرئيس والشباب فرصة لنشعر أنفسنا ونشعر الغير بأننا نحن الأمل.
في هذا المنتبذ القصي كل شيء يبدأ بالسياسة ويوظف في السياسة، كل البدايات والمشاريع تبدأ بالسياسة ، أحياء صفيح للسياسة، وطرق للسياسة، وسمك للسياسة وبرميل زيت وكليوغرامات من السكر والأزر بثمن للسياسة....وإذا فشل الواحد أو الحزب أو الفئة في استغلال السياسة تبقى له فرصة الإعلام(غير الموجه)،إعلام للدولة وإعلام للإخوان وإعلام للقوميين والبعثيين والسلفيين... لذلك أرفض بداية تسييس لقاء الشباب وأرفض أن يتناوله الإعلام كما يشاء وأرفض أن لا يكون الشباب هو الأمن لهذا الوطن.
نحن الأمل لأننا لم نذق طعم التزلف وأرباح المناقصات السياسة والانتخابية
نحن الأمل بتعليمنا وحيويتنا واندفاعنا وأيادينا البيضاء
نحن الأمل بحبنا لهذه الأرض وبإحساسنا بمعاناة هذا الشعب
نحن الأمل لأننا المتضرر الأول من الجهل والبطالة والتخلف والإرهاب والمخدرات والتطرف والغلو..
نحن الأمل لأننا الأكثر عرضة للفساد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي
نحن الأمل لأن تجربة الشيوخ(عفوا أبي ) ظلت في اتجاه معاكس للتنمية والبناء والازدهار وظلت تجربتكم أيها الآباء تنهش في جسم هذه الدولة المريض والنحيل أصلا ولاشك أن الانزواء على سجاد في مسجد خير لكم لعل الله أن يغفر لكم حقوق أجيال مضوا وآخرين لم يولدوا
نحن الأمل الوحيد الذي تبقى من آمال حطمها غيرنا بالمادة والسياسة والدبابات والمحسوبية والزبونية والجهوية والفئوية...
نحن الأمل لذلك لن نقبل أن يختصر لقاء رئيس الجمهورية بمداخلات من أفراد معينين سلفا وأمسية في بستان القصر الرئاسي وأن يكون لقائنا مجرد لعبة سياسية لميلاد اسم جديد ( رئيس الشباب )
نحن الأمل لذلك سنعيش دائما في بحث متواصل عن أمل يخرج هذه الأرض من براثن الفقر والجهل والمعاناة والتطرف والإلحاد والفساد...والقائمة تزداد يوم بعد يوم
سنعيش إذا مات أملنا هذا على أمل آخر مع رئيس آخر من أجل أرض واحدة هي هذه الأرض، وسنبقى نحن الشباب...نحن الأمل