لابد من أن تكون من وراء اللقاء، أمور غامضة، مثل غموض الاحداث الأخيرة المتتالية التى شغلت الرأي العام، والتي أمتدت جذورها وأنعكاساتها حتى على العلاقات الخارجية، التى كدنا نفيق من سباتها العميق، وكدنا نتخلص من ويلاتها بأي حيلة،
وفي الأخير جاء الرجل ليبهر الشباب وينسيهم الواقع المهوس بلقاء عابر تناقش فيه بعض من القضايا المتراكمة التى عجزت الحكومات السابقة عن تحقيقها ليحظي هو بذلك، لما حقق في فترته من أنجازات سواء علي المستوي الداخلي أو الخارجي، والتى بدأت بالشعارات الواهية (رئيس الفقراء) التى كسب بها قلوب الملايين، لتتحول الى إفقار من كان غني وتشريد ذوي الدخول التى تعتمد عليها الدولة في غياب تغطية شاملة للضروريات، هذا إضافة الى الكثير من الإنجازات التي لا يمكن حصرها، الا أن اللافت للإنتباه منها، اللامبالات التي استخدمت فى حق عمال شركة تازيازت الذين لا حول لهم ولاقوة بما يجري خارج الشركة من مؤامرات صارت مكشوفة وحيف باين مع عدم احترام أدنى الامتيازات والاستحقاقات التي كان من الضروري ان ينالوها، إما بالرجوع الي عملهم، أو بالتعويض عن الأضرار التي لحقتهم، في ظل الحماية التشريعية التى يخولها لهم القانون الاجتماعي، الذي ينص بالحرف الواحد علي هذه القضية في باب مخصص للفصل التعسفي، أو مايسمي بالفصل الجماعي، لكن الجهات المعنية، أخذت الأمور علي عكسها ولم تستطع رغم السيادة القانونية أن ترجع الحالة علي ما كانت عليها نتيجة لضعف الوساطة، وغداع الذات، وغموض المعاملات،
زد علي ذلك ماتحقق ايضا في عهده من حرق للكتب الفقهية، وإساءة للنبي صلي الله عليه وسلم، وتمزيق للمصحف الشريف وعدم ردع المرتكب أي كان.
كما أن من بين الإنجازات الذي سيظل مدهشا هو حل جمعية المستقبل بدون سابق إنذار، ولا إخطار، و التى كانت يدا لعون ذوي الاحتياجات الخاصة علي جميع الأصعدة وعلي مختلف المراكز الداخلية.
وإذا كان هذا من بين الإنجازات المهمة التي تحققت فعلا فى ظل الحكم الرشيد فما ذا بعد لقاء الشباب؟
لايخفى علي المتتبع أن هذا اللقاء ليس جديد من نوعه كما عودنا بلقاء الشعب الذي يدخل هو الآخر ضمن الحسنات التى جاء بها، و لايبدوا ذلك الا نوعا من الزج بأصحاب العقول لدخول مفاوضات قد لا تمهد لنتائج ايجابية، وإن كنا نتمني ان تكون كذلك، لكن الأمور مخططة، والأسئلة معروف مسبقا، والأجوبة كذلك، لما يتمتع به المستشارين من حنكة ودراية بالتزلج فى عمق الخداع، فأصبحت الأمور تحرك بواسطة المختبرين بعيدا عن آرائكم، وقيادتكم الرشيدة، وإن كنت خاطئا، اوكاذبا، برهن لنا بقدرتك على المواجهة، فهناك شباب متحمسين لهذا اللقاء حاملين أفكار ومعاناة كانت غائبة عنكم أو مغيبة عنكم إن صح التعبير.
فخامة الرئيس يغيب عنكم الكثير من الحقائق، فهناك آلاف الشباب عاطلون عن العمل، وآلاف يقضون يومهم فى الشوارع بحثا عن مصدر عيش يليق بكراماتهم رغم الشهادات العليا الموجودة فى حقائبهم، وآخرين تحت المكيفات في القصور الوزارية وغيرها لا يتمتعون بأدني مستوي، فخامة الرئيس آلاف الشباب نقلو الى مصحات المجانين بسبب أختفاء احلامهم، وآخرين أصيبوا بنوبات قلبية بسبب عدم نجاحهم في أمتحانات لهم الحق في ولوجها والنجاح فيها، آلاف الشباب تركوا الوطن ليس رغبة منهم، وإنما تحت وطأة الفقر والظلم والحرمان ........
سيدي الرئيس رغم البادرة الحسنة التي قمتم بها من تشييد، وبناء، وطرد، وإغلاق، إلا أن هناك من في الخفاء أخطر علينا وأقدم من ما أقدمت عليه، يجب تصفيته وإدخال التحسينات الضرورية لبناء دولة الحق والقانون، سيدي الرئيس معاناة الشباب لا يمكن حصرها ولا إجمالها فى لقاء واحد لأن كل يوم تولد فيه معاناة وتترسب فيه بفعل فاعل، وليس بفعل قوة قاهرة، سيدي الرئيس هل هذا كله من تنظير، ومن اهتمام بالطبقة المهمشة ينٌم عن أهتمامكم بالبناء؟ أم أنه يجعلنا نشكك بالاستغلال السياسيي لقرب الحملات؟
أرجو أن تستفيدوا من أخطائكم الجسيمة، وتأخذوا اللقاء على محمل الجدية، والتعاطي معه بكيفية معقلنة، ومفيدة، كما أطلب من المحاورين طرح جميع المشاكل لإستفادة جميع الشرائح الشبابية من مختلف التخصصات، و إقناع القائمين عليه بالمآسي الجمة الظاهرة حتى من الكم الذي يريد المحاورة، والذي يعتبرها ستحل المشاكل المتجذرة من خدشات الدولة العميقة، والتي ستبقي حتى يختفي قانون الغاب، ونعود لدولة مؤسسات يطغي عليها أحترام القانون، والقيام بالواجبات، مع أحترام مبدأي العدل والإنصاف. وما أحوجنا لذلك.