من نوادر المجتمع الموريتاني / حدامي محمد يحي

أولا النساء : إذا سمعت إحداهن بخطبة صديقتها قالت : لك الله ماأحسن حظك ، أحسن الله إليك صفي لي شكله ولونه وتخصصه وفقهه وعقله  ، فتصف المسكينة ماتعلم مما وصف الرجل المسكين به نفسه ، إنه رجل طيب أمره كذا وكذا ...

ولاشك ستنسى الكثير لأن بعض الرجال يصف نفسه برجل أعمال ناجح للخطيبة الجديدة وهو يعني بذالك ربما "بيع الخضروات" على عربة متحركة ولو صدقها لأحسن ، وبعضهم يصف نسفه ودراسته فيقول للمسكينة درست في جامعة كذا وكذا والجامعة لاعلم لها به ولم تستلم ملف صاحبنا ولارأت صورته ..................
ثم تصف المسكينة لصديقتها ماعلمت من شأن صاحبنا ومالم تعلم مما صدقها فيه من الوصف وماكذب فيه فهي تحكي القول بأمانة علمية ....حتى إذا فرغت قالت لها صاحبتها بارك الله لك وفيك نعم الرجل ونعم الوصف ...
ثم ترجع الصديقة إلى بيت أهلها فتقص القصة على كل مستيقظ في الدار غير نائم  ...وتقف بباب دار جارتها هل سمعت بخطبة فلان من بني فلان ...وتعيد شحن هاتفها لعلها تتصل به لتقص القصة على كل أحد عسى أن يسعفها أحد بخبر يفيد بمحرمة الرجل والمرأة ...فإن وجدت خبرالمحرمة فرحت وجاءت لصاحبتنا "أه" عوضك الله خير منه أرضعته فلانة ...فتقول المسكينة ومع من ؟ فتقول فلان ...هههه وحبذا لو قالت أرضعته مع جدك ...
ثم يتصل رجل الأعمال أو المثقف الكريم فتخبره الخبر ...ويطير... ويصيح... وكيف رضعت ؟ وأنا لم أرضع أمي رحمها الله ماتت قبل مولدي بيوم ورضعت من معزاة جارتنا ...فتقول المرأة : صدقت... وفشلت المحاولة الأولى .
..............
ثم تعود صديقتها للمحاولة مرة أخرى ... سيدتي حبذا لو أعطيتيني رقمه  لأخبره بمحاسنك ومحاسن أهلك  فتقول :خذي "...." .
فيتصل صاحبنا بصاحبتها  وبعد السلام  تقول  له زميلتها وهل مثلك يكون لها بعلا فيقول كيف ؟
فتقول: إنها صديقتي ولايمكنني أن أحدثك بأكثر من هذ ...
ثم  تعود لصديقتها المسكينة وتقول لها بهدوء تام : هل تريدن مني النصح وقد علمت مودتي وقربي منك ونحن عشيرة واحدة جمعت بيننا الليالي والأيام ...وسكنا في حي واحد ...وجمعت بيننا الحياة ...فتقول لك ذالك إن نصحك قبل نصح الوالدة ، وطاعتك أوجب عندي من طاعة أبي ، فأنت عيني الأخرى ، وقلبي الثاني ، وأذني الواعية ....
فتقول الناصحة الناطحة قد عرفت الرجل وعرفت أهله ...إنه رجل من بني فلان لاعهد له ولاذمة ...يضحك عليك ويريدك دمية في يده فدعيه وشأنه فمثلك أرفع وأجل وأسمى .... فتقول المسكينة "حق". فتقول : الناصحة :"حق بعد ".
ثم يتصل الرجل المسكين كعهده ...فتقول المغلوبة على أمرها لاجمع الله بيني وبينك سل غيري واطلب أخرى إن مثلي ومثلك كمثل قول القائل :
أيها المنكح الثريا سهيلا ....عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا مااستقلت ...وسهيل إذا ما استقل يماني
ثم يقطع الرجل الاتصال بها ...ويفوض الأمر لله ...ويقول لو أخبرت فلانة صديقتها بالخبر ...فيقص عليها شأنهما وفراقهما فتقول ناصحة الأمس إنك رجل نادر طيب تقي نقي إن فارقت فلانة لاتفارق حينا ....فيقول لم أفهم ...فتقول : أنــــــــــا مثــلا ...
فيفكر المسكين ويقول :طيب اتفقنــا ...وتمضي الأيام ويتزوج بالأخيرة ...فتسمع "المطلقة قبل الزواج" خبر الزفاف وتتصل بقرينتها وخليلتها وعينها الثانية وأذنها الواعية ...بارك الله لك في الزواج ...فترد ناصحة الأمس وزوجة اليوم ولك إنني كذا ههه وتحاول التباكي ...إن أمي أرغمتني ...فترد صاحبة الخلق الحسن لاعليك ....
.................
ثانيا الرجال :بمجرد سماعه بخبر خطبة صديقه لفلانة يطلب رقمها ويتصل بها ....فتسأله عن صديقه فيقول تقصدين فلان ؟.... فتقول نعم ...فيقول "مه" فتقول :تكلم فيرد الصديق الناصح الناطح :"أح اعويدي...مايورط" فتقول حق ...فيقول:  حق بعد ...
ثم يقول الصديق الناصح الناطح لصديقه تذكر قربي منك وصدقي لك ومودتي لك جمعت بيننا الأيام والليالي ...ولعبنا صغارا فيقول الرجل أي نعم تفضل نعم الصديق ويم الله ....
فيقول الناصح : ألم تر فلانة؟  فيقول صاحبه كلا مارأيتها فيضحك الناصح ويقول : دعها عنك قبيحة المنظر لاخلاق لها ، ولاأصل لها ولافرع ...فيردد المسكين "أه".
ثم يتصل بالمسكينة ويقول : لاجمع الله بيني وبينك لقد أحسن الشاعر حين وصفك بقوله :
لو برزت صورتها في الدجى ...ماجلست تنظرها الجن
كأنها في فراشها رمة .....وشعرها من حولها قطن
وقائل قال فما سنها ....قلت فما في فمها سن
ثم تنتهي القصة ...
.........................
ويتصل الناصح الناطح بالسيدة السالفة يعرض نفسه ويقول والله مارأيت أحسن منك ...وما أحسن حديثك كأن كثير عزة يعنيك حين يقول :
لو يسمعون كما سمعت حديثها ...خروا لعزة ركعا ورسجودا
فأنت عزة ...فتقول بارك الله فيك ...ويتزوجان ...ويتصل الصديق المغرور بصديقه الناصح "عدلتها في" ههه فيرد المجرم هيه "وهاي اقصر عمرك" فاتك حفل الزفاف ....

20. مارس 2014 - 11:58

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا