تابعت الليلة البارحة "لقاء الرئيس والشباب أنتم الأمل" وفي الحقيقة كان يراودني الشك دائما حول مدى قدرة الشباب والرئيس على إنجاح هذا اللّقاء الأوّل من نوعه في موريتانيا, وذالك نظرا لانتشار التمويه وعدم الشفافية في اختيار أصحاب
الكفاءات والخبرة للمشاركة في حدثٍ كهذا, لكن وبعد أن استمعت إلى مداخلات الحضورتأكّدت أن معايير الإختيار كانت شفافة _أوأغلبها على الأقل_ فكان اللّقاء صريحا وبدون حواجزأو بورتوكولات , تطرق الكلّ لمجمل مشاكل وهموم الوطن, سواء تعلّق الأمربالدّين أوالتعليم,أوالصحة, أوالطاقة والنفط , أوالإدارة...إلخ , فكان لقاء شاملا بكلّ المقاييس.
وباختصاريمكن استخلاص النقاط التالية من كواليس لقاء الرئيس والشباب:
_ اللقاء كان فرصة نادرة وسانحة لإظهارالشباب كفاءاتهم وقدرتهم على طرح أفكارومشاريع تسهم في النهوض بالدولة الموريتانية, وذالك من أجل الرقي بها إلى مستوى مصافّ الأمم المتقدّمة.
_اللّقاء أظهر بجلاء أنّ الشباب الموريتاني أصبح يتمتع بخبرات وكفاءات عالية في كلّ المجالات , وبالتالي فليس من المعقول أن يظلّ دائما يترنح في سلّة المهملات .
_نجح الرئيس في أن يثبت أن "اللقاء" لقاءا شبابيا بحتا, هدفه الأول والأخير إشراك هذه الفئة الحيّة في بناء مستقبل واعد للشعب الموريتاني,وذالك من خلال ماستقدّمه من آراء وأطروحات, بغض النظرعن مواقفها السياسية, أومرجعياتها الإديولوجية..
_الرئيس ردّ على كلّ النقاط والتساؤلات التي أثيرت في اللّقاء , وأبدى استعداده لحلّ كل المشاكل التي تطرّق لها المتدخّلون.
إستطاع الرئيس بعفويته وبساطته أن يستحوذ على خصومه من الشباب الحاضرين, وذالك بطريقة ذكية , من خلال الحوار الصريح معهم بدون قيود أوحواجز, حتى أنه في بعض الأحيان يتخيل لك أنه حواربين صديقين, كلّ منهمايحاول إقناع الآخر بالحجج والبراهين.
_حثّ الرئيس الشباب على القيام بدوره على أكمل وجه بوصفه هو من سيقود الدولة في المستقبل.
_حرص الرئيس طيلة فترة اللقاء على ان يظهر أنه صاحب مرح, فكان دائما يتحيّن فرص الدعابة والمزاح , حتى لايملّ الحاضرون والمشاهدون من متابعة اللقاء الذي دام اكثرمن ست ساعات.
_ بتحليل موضوعي يمكن القول بأنه على الرغم من أن فكرة لقاء الشباب والرئيس وجها لوجه فكرة ناشئة , وهي الأول من نوعها في موريتانيا, وبغض النظر كذالك عن بعض الإختلالات البسيطة, فقد كانت المرحلة الأولى من هذا اللّقاء ناجحة بكلّ المقاييس.
لكن المرحلة الأصعب والأهم هي تطبيق ماستقدمه ورشات "اللّقاء" من أطروحاتٍ وتوصيات..
فهل سينجح الرئيس في المرحلة الثانية من اللّقاء كما نجح في المرحلة الأولى؟