بالنسبة لكثير من المشاركين في لقاء الرئيس والشباب "أنتم الأمل" لم يكن الهدف- الرئيسي على الأقل – العشاء في القصر الرئاسي والتقاط صور مع رئيس الجمهورية رغم ما لذلك من أهمية رمزية في نفوس الكثير من الشباب ،
بقدر ما كان تتويجا لمرحلة جديدة من الإلتفات إلى فئة هامة ظل الإعتناء بها شعار كل الأنظمة المتعاقبة ، لكن الشعارات سرعان ما تتكشف ويظهر زيفها عند أول اختبار لصدقية إرادة القائمين عليها ، وسرعان ما تختفي وتتجاوز وتبدو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
كنت حذرا كشأن كل من يحاول أن يكون منصفا في الإبتعاد عن إصدار أي حكم مسبق بنجاح أو فشل ، وجدوائية أو عبثية هذا اللقاء.
أما وقد بان للجميع أن هناك قناعة بضرورة إشراك فئة الشباب في صنع القرار ، دون أن أتعب نفسي في البحث عن النوايا الباعثة على الموقف هل هو الخوف من تأثير هذا المارد الصاعد ، أو هو الطمع فيما لديه من طاقات وكفاءات وحتى أصوات انتخابية ؟ المهم عندي أن تكون الآذان صاغية وأن يشرك الشباب في صنع مستقبل وطنهم بجنى الأفكار وعرق الجبين ، وأن يستفيد الوطن من خبرات وإمكانيات أبنائه المهمشين والمغربين داخل وطنهم وخارجه .
أما وقد استجاب رئيس الدولة لأكبر مطلب شبابي ألا وهو إنشاء " المجلس الأعلى للشباب " فإن لدي بعض المقترحات القانونية أثري بها النقاش حول دور هذا المجلس وطريقة عمله، والمهام المسندة إليه ، وآليات تحقيق الأهداف المتوخاة من ورائه .
أولا : أهمية المجلس
يعتبر إنشاء المجلس بداية مرحلة جديدة في التعاطي مع الشباب باعتباره أمل الأمة والضامن لتقدمها وازدهارها والمحافظة على تماسكها ووحدتها وهو بمثابة إعلان لاستقلال الشباب في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بحاضرهم ومستقبلهم ، فبدل أن يكونوا مستهدفين ببعض الأنشطة الموسمية أصبح لهم إطار قانوني وتنظيمي يندمجون فيه وينطلقون في رسم الخطط وتنفيذ المشاريع وإطلاق المبادرات ، ويسهرون من خلاله على تنفيذ الميثاق الذي اتفقوا عليه من خلال الورشات والتوصيات المنبثقة عنها .
وينبغي التنبيه إلى أن المجلس الأعلى تقع علي عاتقه مسؤولية احتضان الشباب وتصنيفهم إلي قطاعات حسب التخصص للإستفادة من عطائهم الفكري والثقافي والعلمي والتقني ... ........
ويسعي إلى توصيل مطالبهم إلي الجهات المختصة ويسهر على أن يتم تنفيذها واعتمادها بشكل فعلي ومتابعتها في جميع المراحل .
ثانيا : تشكيل المجلس
يجب أن يكون المجلس تابعا لرئاسة الجمهورية ، وأن يتألف من رئيس معين من طرف رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات غير قابلة للتجديد ، وأمين عام ، وعشرة أعضاء من مختلف التخصصات .
ويجب أن يمنح من الوسائل والصلاحيات ما يمكنه من النهوض بالشباب بشكل فعال كما أنه ينبغي أن يحرص المجلس بعد تعيينه علي أن تكون له ممثليات في الداخل والخارج .
ثالثا : مبادئ المجلس
1_ يجب علي المجلس أن يتبني مبدأ التشاور وإشراك جميع الفاعلين والإيجابيين من شباب الوطن
2_ أن يبتعد عن التجاذبات السياسية وأن يحتضن جميع الشباب بغض النظر عن انتماءاتهم وقنعاتهم السياسية
3_ أن يجعل المصلحة العليا للبلد فوق كل اعتبار وأن يبتعد عن المكاسب الشخصية والتسابق إلى المناصب
4_أن يحافظ على اللحمة الوطنية وأن يحمي المقدسات الدينية
وفي الختام أوصي بأن تكون أول خطوة هي تشكيل لجنة من الشباب - والشباب فقط - تشرف علي صياغة النصوص القانونية المنشئة والمنظمة لعمل وسير المجلس الأعلى للشباب ، وأرجو أن تكون هذه المسودة نواة لنقاش جاد من أجل الوصول إلي الصواب
والله الموفق .