كلمة الإصلاح كانت تُكتب عدة صفحات في مواضيع من الأحداث الراهنة في موريتانيا وأكتبها كلمة كاملة ، إلا أنها هذه المرة ستكتفي بربع كلمة أي بصفحة واحدة تبدي فيها ملاحظاتها في ذلك الملتقى الذي اجتمع فيه الرئيس مع الشباب
فالمكتوب في ربع الكلمة سيكون طرح سؤالين وكتابة ملاحظتين فقط.
وقبل الأسئلة والملاحظات أقول أن سبب الاقتصار على ربع كلمة هو بعدنا ولله الحمد عن سن الشباب ولا آسف على ذلك.
وعدم الأسف يرجع إلى أني أحمد الله أنه لم يأخذني إليه في شبابي لأن الله لم يجعل للعمر أجلا محدودا لا بد أن ينتهي إليه.
فالله يقول في سيرة حياة الانسان {ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون}
وكلمة "من قبل " تشمل من الميلاد إلى آخر العمر {فهذا تحذير للشباب }
أما الأسئلة فـهي كالتالي :
أولا : من المعلوم أن علاقة الرئيس مع المواطنين تشملهم جميعا لأنها تعني حياة المرء وما تعنيه تلك الحياة.
وبما أن عمره هو في الرئاسة طبقا للدستور هو عشر سنوات بقيت منها خمس فلماذا لا يقسم أعمار المجتمع للقاء هكذا :
أربع مئة من عمر ما قبل الثلاثين من عاطلين وعاملين وأربع مئة من ما بعد الثلاثين إلى الخمسين من العاملين والمكابدين للحياة خارج الحكومة والمؤسسات وما أكثرهم وأربع مئة من الأعمار بعد ذلك ولا شك أنه سوف يكون من بينهم من عنده حكمة وتجربة وأظن أن المجتمع يتسع لذلك.
أم أن سيادة الرئيس : وهذا هو السؤال الأهم :عازم عند السنة الثالثة من فترته الأخيرة تغيير الدستور لتكون فيه فترات أخرى كما يفعله الملوك الجمهوريون في الوطن العربي؟
ثانيا: كلما سمعناه في الورشات هو العمل الذي يقوم به الوزراء الحاليون وفيهم الشباب فهل ادخال الشباب خارج الحكومة لبعض الطلبات أو التحسينات في العمل الموجود يشجعكم -السيد الرئيس- على فعله دون اقتراح وزرائكم له؟.
أما الملاحظات
الأولى فهي : أن هذا الشباب لم يذكر للرئيس حالة البلد في قضية الأمن وأمن المواطن هو أهم شيء لأنه ينعم بـه من لا يريد إلا هو.
والمعلوم أن انواكشوط أمنها موكل الآن إلى طبيعة سكانها الطيبين أصلا وبتغيير الطبائع أصبحت مستباحة في جميع أحيائها للصوص {المواطنين والأجانب} وحقيقة هذا تسأل عنه المواقع والمحاكم فكل يوم تطالعنا المواقع والجرائد والأحكام بما لا يمكن استمراره.
فهل الأربع مئة من الشباب جاءت من خارج البلد ولا تعرف شيئا عن وطنها ؟
أم أنهم يسكنون في مناطق من انواكشوط لا يوجد فيها هذا التلصص يوميا فعليهم إذا أن ينبهوا المواطنين إلى التوجه إلى مكان سكناهم الآن أم مهمتهم اقتصادية فقط ؟.
الملاحظة الثانية : في قضية العربية فالمواطنون كانوا يأملون أن الشباب يشعر بأنه في دولة عندها جغرافية ولها أصالة بلغتها وخصوصيتها وكان الجيل الأول عاجز عن تحقيق تلك الأصالة لتعليمه الاستعماري فإذا بالشباب اليوم بعضه يتكلم الفرنسية أمام هذا الحدث الوطني المشهود ولا يبالي بأن هذه عورة مكشوفة أمام المواطنين ولا يرضى بها أي مواطن في دولته إلا إذا كانت لا لغة لها .
فقد استمعنا إلى أحد الشباب يصب الفرنسية صبا كأنه شخص أعجله هضم الفرنسية قبل الوصول إلى مرافق العربية ، وخللها بكلمات عربية أو حسانية أظهرت أنه مقتدر على الخطاب بلغته الوطنية ولكنه فضل الظهور بلباس النوم على لباس المناسبات.
وأخيرا فهنيئا للشباب بمجلسهم الأعلى وأظنه {هوبيت القصيد للقاء} ، وهنيئا للرئيس بظهوره الشعبي الممتاز وأتمنى له من صميم قلبي كل الخير ، كما ظهر أنه ليس في قلبه إلا الخير للجميع إلا المعارضة فقد ظهر أنه اتبع فيها قول الله تعلى {فمن اعتدى عليكم [بكلامه] فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ولكن الله يقول أيضا {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}