الشباب ينتظر نتائج اللقاء! / محمد ولد بلال

لن أضيف أي شيء إذا قلت إن الشباب الموريتاني يمثل أكثر من نصف هذا المجتمع،ولن أضيف أي شيء كذلك إذا قلت إن نضج شباب أي أمة وإشراكه إشراكا فاعلا وحقيقيا يعد مصدر قوة وعنصر مناعة لهذا المجتمع ، لأهمية هذه الفئة الاجتماعية وحيويتها وقدرتها على التضحية والعطاء.

لذلك مبدئيا سأبارك لقاء الشباب والرئيس الذي نظم خلال الأيام القليلة الماضية باعتباره فرصة لنقاش مختلف المشاكل والمصاعب التي قد تعيق مساهمة الشباب في تنمية البلاد ونهضتها ، وإن كان البعض يرى أن هذا اللقاء مجرد حملة انتخابية سابقة لأوانها  أو أنه محاولة من الرئيس لكسب ودّ هذه الفئة الهامة خلال الانتخابات القادمة والتي باتت على الأبواب، في حين يرى آخرون أنه إعادة اعتبار لفئة اجتماعية عانت وتعاني من كثير من المصاعب والمشاكل التي يعد  حلّها خطوة في الاتجاه الصحيح للمساهمة في حلّ كل المعضلات التي تعاني منها البلاد وهي معضلات كثيرة بطبيعة الحال.
صحيح أن بعض الشباب المشاركين في هذا اللقاء لم يضعوا الأصابع على أماكن الوجع أثناء مداخلاتهم أمام رئيس الجمهورية واكتفوا بالثناء على الرئيس وعلى   ما سموه بإنجازاته الوفيرة ، بل إن البعض طالبه بإعادة الترشح لمأمورية رئاسية قادمة ،لكن صحيح أيضا أن كثيرا من المشاركين طرحوا بعض الأفكار الهامة والضرورية ، سواء في مجال إصلاح التعليم وتطويره حتى يؤدي رسالته النبيلة ، أو في مجال ضرورة الاعتناء بقطاع الصحة ودعمه حتى يلبي الحاجيات الأساسية لسكان هذا الفضاء المترامي الأطراف ، أزد على ذلك مطالبة هؤلاء بتحسين المسار الديمقراطي وإنصاف جميع أبناء المجتمع واحترام دولة القانون ، هذا إضافة إلى مطالب الشباب المشروعة بفتح المزيد من فرص التشغيل أمامهم وملائمة التكوين مع حاجيات سوق العمل، وغير ذلك من المطالب التي قدمها الشباب في ملخصات ضمت زبدة أفكار المشاركين في كل ورشة من تلك الورشات التي وزع إليها شباب لقاء الرئيس والشباب.
لتشفع تلك المقترحات باقتراح من الرئيس نفسه بإنشاء مجلس أعلى للشباب يعهد إليه بمتابعة تنفيذ المقترحات التي تم التوصل لها باتفاق غالبية المشاركين في هذا اللقاء، ما يمكننا من القول إن ما تم التوصل إليه من مقترحات شبابية قد يؤسس لقاعدة بيانات هامة تضم مختلف حاجيات الشباب ومشاكلهم الملّحة ، إذا تم النظر إليها بعين الاعتبار وأعطي لها حجمها الحقيقي الذي يجب أن يكون بحجم هذه الفئة العريضة من المجتمع وبحجم تطلعاتها لدولة قوية قادرة على ضمان حق كل مواطن في الولوج إلى كافة حقوقه التي كفلتها له شرائع السماء وقوانين الأرض، وكذلك إذا تم اختيار أعضاء المجلس الذي اقترحه الرئيس وتعهد بإنشائه ، على أسس واضحة ومعايير سليمة يختار فيها القائمون عليه على أساس قدراتهم الثقافية ومؤهلاتهم العلمية واهتمامهم بقضايا الشباب.
فهل ستجد أفكار هذه النخب الشبابية طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع ؟
أم أنها ستبقى حبيسة رفوف المكتبات ؟ ـ على اعتبار أن لقاء الشباب والرئيس أنتم الأمل مجرد لقاء لجلب الأنظار واختطاف الأضواء لبعض الوقت ، أو هو أمل من الرئيس في الوصول إلى الرئاسة لفترة جديدة.
المؤكد أن الشباب ينتظر نتائج هذا اللقاء خلال الأسابيع القليلة المقبلة وكله أمل في رؤية بلاده تساير ركب الدول المتقدمة.

 

[email protected] 
 

23. مارس 2014 - 11:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا