لقاء الشباب و الرئيس ... من حلم الى واقع / عبدي ولد البشير ولد امحيحم

لقاء الشباب و الرئيس، ظل الشاغل الأكبر للساحة الموريتانية منذ تبلور الفكرة و الاعلان عنها عبر وسائل الاعلام الرسمية و الحرة، تباينت الآراء حول الحدث و تشعبت المقالات و التدوينات حوله ... منهم من رحب به و تفاءل لنتائجه، مشارك كان او مراقب،

 ومنهم من تشاءم و اعتبر الأمر مجرد لعبة و ضياع وقت ... اعتبره البعض فرصة نادرة لبناء الوطن، و نظر اليه خارج زاوية التسيس ... بينما اعتبر البعض الأخر أنه لقاء سياسي بامتياز.
شارك من شارك و امتنع من امتنع،  و اعلن رسميا عن (الوقت و المكان والمشاركين) في اللقاء، و ازدادت سخونة النقاش حول هذا الحدث، و انهالت كتابات و اتهامات على المشاركين و وصفوا بالكثير من الاوصاف الغير لائقة، على سبيل المثال لا الحصر (خونة ـ عملاء ـ مفعول بهم ـ مخدوعين ـ متسيسين ...الخ ).
و بوصفي مشارك في هذا اللقاء، أحترم للجميع آرائهم و أشكر من شارك فيه و من تعذرت عليه المشاركة، و لأني لا املك صفة الدفاع عن اللقاء و التحدث باسمه، فسأقدم اليكم بانطباعي حول هذا الحدث التاريخي الهام (كمشارك بسيط):
1 ـ اتوجه بكامل شكرى و تقديري لرئيس الجمهورية على اريحيته و روحه الشبابية اللطيفة التي تحلى بها طوال فترة اللقاء، و التي كانت على مستوى تطلعاتنا كمشاركين، و كان صداها جليا لا يحتاج الى تنبيه، كما ان تفاعله الكبير و اهتمامه بالقضية امر يحمد و الدليل عليه توصياته الهامة في حفل اختتام اللقاء، و التي جاءت في محلها خصوصا (انشاء مجلس وطني للشباب)؛
2 ـ أشكر الاخوة الدكاترة الشباب في لجنة التحضير على جهودهم المتميزة التي ظهرت نتائجها في حسن تنظيم اللقاء و في شفافية اختيار المشاركين و توزيعهم حسب الورشات و التدخلات ... و أقول لهم بأن اللقاء كان على مستوى التطلعات و أحيي فيهم روح البساطة و الفنية و الجدية؛
3 ـ اشعر بفخر كبير و اعتزاز اكبر بتعرفي عن قرب على حجم كهذا من الشباب الموريتاني المتعدد التخصصات و الخبرات والتجارب، ومتنوع الأجناس و الألوان و الاطياف، فهذا بحق امر يفتخر به و يطمئن الجميع بأن موريتانيا ما زالت بخير و لله الحمد؛
4 ـ أثناء الورشات الفنية في اليوم الثاني من اللقاء ساعدني الحظ بأن التقيت بمجموعة كبيرة من الشباب أصحاب المبادئ و الأخلاق و الاعتدال و المشهود لهم بالنجاحات الكبيرة على اكثر من ميدان، و هذا بالنسبة لي يعني اهتمام هؤلاء و قناعتهم بالمشاركة في هذا الحدث التنموي الهام و هي مشاركة تضفي لا محالة نجاحا و تميزا في نتائج اللقاء من جهة، كما تبعث رسالة مفادها ان استجابة هذه النخبة لنداء رئيس الجمهورية خير مؤشر على نجاح اللقاء و ضمان استفادة البلد من نتائجه؛
5 ـ لاحظت في تقارير الورشات درجة عالية و متحضرة جدا من الوطنية و النضج في المشاريع و التوصيات المقترحة، بعيدا عن التسيس و الأنانية، في مشاريع بحجم طموح اصحابها تفوح منها رائحة التجربة والكفاءة و المسؤولية، وتنم عن عمق تفكير وجدية المشاركين وحرصهم على موريتانيا؛
6 ـ كانت النتائج التي تمخض عنها اللقاء على مستوى الحدث من حيث: أولا حصول الجهات الرسمية في البلد على (حوض معلومات و افكار و مشاريع فنية دقيقة) مبنية على تجارب و خبرة شباب وطني مبادر و طموح، وهذا الحوض الفكري في البلدان الأخرى و في الحالات العادية لا يحصل عليه الا من خلال (مؤتمر دولي للخبراء) يرهق كاهل الدولة بالتكاليف و لا تنجم عنه نتائج تطابق متطلبات الوطن، أما اليوم فقد وقع احتكاك مهم بين الجهات الرسمية و المواطن البسيط (ممثل بالشباب) و هذا منهج تشاركي نادر؛
7 ـ كلي أمل في ان توصيات اللقاء التي سلمت لرئيس الجمهورية في حفل الاختتام ضمن التقرير العام ستطبق و ستظهر نتائجها على ارض الواقع، و اول بشائر هذا الأمل ظهرت مع اعلان فخامة الرئيس عن توصيته بإنشاء مجلس وطني للشباب و طبعا اول مهام هذا المجلي تكمن في مراقبة توصيا اللقاء و متابعتها مع الجهات الرسمية المعنية.
و في الختام اوجه طلب الى فخامة رئيس الجمهورية بأن يستمر هذا اللقاء ليكون سنة سنوية تنموية مستديمة، كما أوجه دعوة الى جميع الشباب الموريتاني بأن يهتم بقضايا الوطن و يتحمل كامل مسؤولياته بهذا الخصوص، و أرجو من الله العلي القدير أن يجعل موريتانيا بلد امن و استقرار و تآخي و رخاء. و الله ولي التوفيق. 
 

عبدي ولد البشير ولد امحيحم
قانوني و خبير في قضايا التنمية المحلية


مشارك في لقاء الشباب و الرئيس، أنتم الأمل
[email protected]
46907260

24. مارس 2014 - 14:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا