الراجحي... الوجه الجديد للإستعمار / بتار ولد محمد سيد

من الطبيعي جدا بل من الضروري أن يسعي كل بلد إلي الرفع من المستوي الإقتصادي والمعيشي لسكانه ومكافحة الفقر والبطالة وتوفير الخدمات الأساسية  لمواطنيه وذالك من خلال برامج تنموية وإقتصادية شاملة تسيير موارد ه و ثرواته الطبيعية علي الوجه الأكمل.

لكن أن تقوم حكومة تدعي الإصلاح ومحاربة الرشوة والفساد ببيع آلاف الهكتارات من أرضها - ضاربة عرض الحائط بمصالح سكان تلك الأرض - في صفقة مشبوهة و مهينة لمواطنيها؛ لأجنبي - تحت ذريعة الإستثمار- لينتزعها من سكانها الأصليين الذين ولدوا و تربوا علي أديمها و دافعوا و ضحوا من أجلها وإستشهد أسلافهم ذودا عن حماها وإستوطنوها منذ عقود طويلة من الزمن وظلوا يمارسون عليها أنشطتهم الإقتصادية؛ من زراعة وتنمية حيوانية؛ إذ تعتبر الأخيرة ركيزة أساسية من ركائز إقتصادنا الوطني حيث ظلت تزود الأسواق المحلية باللحوم والألبان و الجلود، فضلا عن ما يصدر منها إلي الدول المجاورة. هذه الصفقة التي بموجبها سيخسر سكان المنطقة آلاف المواشي والمساحات الرعوية الشاسعة فضلا عن مواطنهم الأصلية التي لا تقدر بثمن بالنسبة لهم  مقابل حفنة دراهم لاتساوي حصية من تراب أرضنا الطاهرة. 
ذالكم مابات يعرف بصفقة الراجحي!!!! تلكم الصفقة التي يعد مستعمرنا الجديد بأن يقلب من خلالها منطقة لكصيبة جنة خضراء! فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، من حبوب وخضروات وثمار تقر العين و تملؤ البطن وتحقق الإكتفاء الذاتي وزيادة. هذه الوعود التي تشبه في شكلها ومضمونها وعود المستعمر الغاشم التي ظل يطلقها إبان فترة إحتلاله لأرضنا ليستدرج من خلالها أصحاب النفوس الضعيفة والمآرب الضيقة، وهو الذي ملأ الأرض ظلما وجورا ونفذ المجازر وشرد و سجن كل من يخرج عن طاعته أو يخالف أوامره. ولم يترك وراءه سوى السجون و قلاع التعذيب في ولاتة وإنواذيبو و أطار وغيرهم من مدننا الداخلية، ولم يتحقق من تلك الوعود سوي نهب خيراتنا وثرواتنا الطبيعية من حديد وسمك وثروة حيوانية ...الخ.
هذا هو ما سيتحقق من وعود مستعمرنا الجديد! مع إضافة كمية من المبيدات السامة التي تلوث البئة وتقضي علي الأشجار والطيور وعلي الإنسان قبل الحيوان، تلكم هي جنته الموعودة بأرزها وقمحها، بعدسها وبصلها.
نعم إنها صفقة الراجحي التي يرجح فيها الأجنبي الوافد، علي المواطن الأصلي، وتباع في سبيلها قرا بأكملها، بساكنتها ومواشيها، بمراعيها وغاباتها،في مظهر من مظاهر الإحتلال الإستيطاني في أبهي تجلياته، لكن هيهات أن نقبل أن تباع أرضنا أو أن تدنس كرامتنا، فلن نستبدل الذي هو أدني بالذي هوخير و لن نبرح أرضنا و إن وضعوا الشمس في أيماننا والقمر في أيسارنا أو جاءو بمثلهم معهم مددا.
سيادة الرئيس إن قري العكريش، بوتمبسكيت، الرشاد، المبروك، إبريكل، إشباريات، إبير السيد، الدوارة، لبزازيل 1 و2، اللكات، المقام، وعدة قري في بلدية لكصيبة ستصبح من الماضي نتيجة للراجحي ومشاريعه الإستعمارية، و إذ يضعونكم أمام مسؤولياتكم في حماية الوطن و الدفاع عن حوزته الترابية، ليؤكدون علي رفضهم التام لكل ما يمس بقراهم أو يزعزع من إستقرارها، و يتشبثون بحقهم المشروع في الدفاع عنها ولو تطلب منهم ذالك أن يموتوا واحدا تلو الآخر حتي يطهروها من أوهام الإستعمار المستبد.  


بقلم : بتار ولد محمد سيد

28. مارس 2014 - 12:50

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا