هل لي أن أحلم برئاسة موريتانيا ؟!/ د.الحسين ولد محمد ولد جنجين

استهوتني السياسة وأحاديثها العجيبة منذ نعومة أظافري وبدت أحلم بأن أكون ذلك الشخص الذ يُتقن فن اللعبة السياسية وأساليبها الخفية بالرغم من أن الرأي السائد في  فقه السياسة
يقول بأن الانسان يولد بفطرته سياسيا

 كما درج على ذلك القدماء بقولهم: "الإنسان مدني بطبعه وسياسي بفطرته"، إلا أنني مع تريثي الشديد بدأت أتطلع إلى أفق جديد ومستقبل زاهر لشعب عاش ردحا من الزمن  في غياهب النسيان وتحت وطأة التمادي في سياسات الإقصاء و التهميش الممنهجين، ألا وهو – شعب لحراطين العظيم - . وذلك لثقتي الكاملة في من رأيت فيهم بصيص أمل يضيء لينير لذلك الشعب المظلوم طريقه إلى الانعتاق والتحرر من ماضي سياسة الغبن و التهميش نحو إرساء دعائم تكفل له المساواة في الحقوق والأعباء العامة.
     وأدركت حينها أن تلك القوى السياسية الوطنية التي كانت محلا لثقتي، لها أن تأثر على عقليات وسلوك المواطنين على ضوء ما يعرف في الفكر السياسي المعاصر بالأنساق السياسية والاجتماعية كجانب من البناء الاجتماعي وكوسيط متنقل يمكن أن يكون مصدرا للحفاظ على التوازنات بموائمة العلاقات بين الجماعات الضاغطة والفئات البسيطة من المواطنين التي تنشد الحرية  والمساواة  وتتطلع لظروف عيش كريمة وغدٍ أفضل، وليس ذلك بالأمر الصعب لاتفاق البرامج والرؤى السايسة على ضرورة تحقيق المطالب الشعبية الأساسية.
      فمع وجود الإرادة السياسية الحقيقة والأخذ بعين الاعتبار مسألة التوازنات الاجتماعية على محمل الجد نكون قد أرسينا دعائم للسلم الاجتماعي وقطعنا خطوة هامة نحو مصالحة داخلية حقيقية بين فئات المجتمع لها أن تٌسهم في خلق وحدة وطنية صلبة تجسد تعدد ألوان المجتمع الواحد في صورة وردية جملية كباقة زهور تستمد جمالها من تعدد ألوانها.. إلا أن حلمي هذ يبقى معلقا إلى حين أن تنزاح الأغشية والحجب عن ضبابية المشهد السياسي في بلدي، تلك الضبابية التي تجعل من حلمي الكبير:(وحدة وطنية حقيقة) مجرد شعار يتباهى بها الساسة والحقوقيون  دون أن يجد له موطئ حقيقي على الساحة، فيما يظل من جهة أخرى مجالا لسياسات وبرامج حكومية ارتجالية خجولة تنتظر فُرَصَ المناسابات السياسية لكسب ود الناخبين دون أن تجد طريقها إلى تطبيقي فعلي، وإن حدث ذلك يكون بقيمة مضافة هزيلة، وفي أغلب الأحيان تُطرح القضية بشكل براغماتي أكثر خدمة للجيوب والمصالح الشخصية.
       وتحت وطأة تأجيج هذا الوضع في ظل غياب أي مشروع وحدوي للتغلب عليه يبقى الفضاء متسعا ولِكُلٍ أن يغني على ليلاه، هنا أجد الفرصة سانحة لأستنهض الهمم بحلمي هذا عسى أن أرفع به هامة وطني بين الأوطان.. وبذلك أتوق إلى أن أتبوأ لنفسي مكانا في الانتخابات الرئاسية المُرتقبة لتحيقيق ذلك الحلم وتلبية المطالب الشعبية الأساسية، إذن أنا ستأرشح للرئسيات المقبلة في بلدي.. فهل لي أن أحلم برئاسة موريتانيا؟ أم أن الطريق إلى القصر الرمادي شائك لا يسلكه إن من خبر السَاسة وأمِنَ مكر السياسة؟!.  

29. مارس 2014 - 18:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا