مواصلة لما تم عرضه من قضايا ومشكلات التعليم في الجزأين السابقين (1-2) نواصل مع بعض المشكلات ،من باب ضرب الأمثلة إشارة وتنويها سبيلا إلى كشفها بوصفها عقبات تعيق حركة القطاع وتمنع تقدمه وتحرمه من الايجابية في التأثيرومن هذه المشكلات أيضا:
11- إهمال كوادر القطاع وإقصائهم من تسييره بشكل مؤثر، وذلك بإبعادهم عن المناصب السيادية في القطاع واستجلاب أشخاص من خارجه لا علم لهم بما يدور في أروقة الوزارة ، ولا يدركون كنه الأشخاص العاملين بها ،والتي تعتبر معرفة خلفيات تصرفاتهم في القطاع من عدمها هي محور النجاح أو الفشل بالنسبة لهذا الوزير أو ذاك وكذا الحال بالنسبة للأمناء العاميين .
12- ثم إن تغلغل المنظمات التنصيرية وعدم رقابتها أو تطويق تحركاتها المشوبة ، ساهم في تردي الأخلاق وانتشار ثقافة التفسخ وهجر الدين ومعاداة العلوم ، بحثا عن الحريات المزعومة في صورها المقيتة ، والشذوذ المنشود في أثوابه الخبيثة .
13- الاعتماد في المعلومات الموجه للبرمجة والتخطيط على معلومات مقدمة من طرف بعثات صورية ، لا تضيف جديدا ولا تكشف خفايا !! فهي باختصار شديد لا تباشر أعداد التلاميذ ولا المعدات ولا حتى اللوازم الأخرى ، إذا هي فقط بعثات صورية لهدر الأموال وتبرير الاحتواء على الميزانيات.
14- تعطيل العمل بنظام الأسلاك ، والذي سبق وأن استوفى كل الإجراءات القانونية المطلوبة ، فلماذا لا يتم تفعيله إن لم يكن شعار مرحلة وتجاوزت ؟ . 15- الغياب التام لمبدأ المكافأة والعقوبة ، فأن تخدم في قطاع التعليم ثلاثين سنة أو أكثر في تفاني وإخلاص ، مع عدم التغيب ،ومع خلو سجلك العملي من أي إجراء تأديبي أو أية عقوبة قانونية كالتعليق والخصم والتوبيخ ، كل هذه النصاعة في تاريخ العمل لا تقابل بالتكريم ولا الإشادة أو التوشيح !! .16- انتشار ظاهرة آدوابة ولكَصور التي لا تسمح بالتعليم الجيد الذي يتماشى مع متطلبات الرقي بالمنظومة ومن ورائها الدولة ، فظاهرة آدوابة لها طابعها الخاص في إنشاء محيط صعب ، تستحيل معه الدراسة الناجحة ، بفعل إملاءاته المعقدة ، وتسرب التلاميذ وانشغالهم بالعمل في الحقول أو خلف الماشية ، ثم إن عدم توفر المعدات واللوازم التي يجب اصطحابها من طرف كل تلميذ بفعل ضيق الحال وتفشي الفقر والحاجة ، وتركيز كل الجهود رغم هشاشتها للبحث عن لقمة العيش ، كل هذه الظروف القاهرة والأوضاع الصعبة السائدة في محيط آدوابة تجعل من عملية التعليم فيها عملية صعبة جدا وأكثر من معقدة ، وتستدعي التدخل العاجل من طرف الدولة لإيجاد الحل المناسب ، والذي لن يكون إلا بإدماج آدوابة ولكَصور في قرى كبيرة ، ولن يكون ذلك بالخطابات السياسية فقط والتي تنص دائما على أن يتجمع الناس بإرادتهم أو بمجهودهم الخاص في مكان محدد ثم تتدخل الدولة على غرار – تلمسة و انبيكت لحواش – لا هذا ليس هو الحل الذي سيساعد في فك عقدة آدوابة ولكَصور، الحل يكمن في أخذ المبادرة من الدولة بتجميع هؤلاء في المكان الأفضل والأنسب للحياة التقدمية ومباشرة المشاريع الإنمائية بدءا ببناء مدارس مكتملة تتوفر على سكن للطاقم ، ثم بناء ما يتطلبه التجمع من أسواق ومساجد ومستشفيات ونقاط مياه وتمثيل أمني، ثم فرض هيبة الدولة من خلال فرض سلطاتها على السكان من أجل التقيد بالسكن في هذا الموقع الجديد والمؤهل لذلك وإخلاء الباقي .... وفي الختام أرجو أن أكون قد وفقت في طرح بعض مشكلات التعليم الكثيرة والكثيرة جدا.
عثمان جدو – كاتب وناشط حقوقي