دولة آل الأسد ... الطريق إلى جهنم / يحي عياش محمد يسلم

من المعلوم أن الدولة تقوم على الكفر ولاتقوم على الظلم وأن أي دولة مهما كان نصيبها من القوة وحظها من السيطرة لايمكن أن تستمر إذا قامت على الظلم وتأسست على الطغيان .
ذالك مايحدثنا به ماضي الأمم السالفة وذالك مايخبرنا

به تاريخ الملوك العظماء والحضارات العريقة التي ارتفع شأنها واشتهر ذكرها حتى إذا ازدهرت بأهلها وقوي سلطانها وتجاوز جبروتها الحد أتاها أمر الله وقضاءه فأصبحت حطاما كأن لم تغن بالأمس .
ولعمري إن في قصص القرءان وتاريخ الطغيان لعبرة لمن يعتبر وموعظة لمن يتعظ وذكرى لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد .
وإن في حكايات الأقدمين وقصص عاد وثمود وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد لتحذير خطير لأولي الألباب وتأكيد لهذه الحقيقة الخطيرة التي يغفل عنها عادة أصحاب القلوب الميتة والأفكار المنحرفة والجوارح المتلوثة بدماء الأبرياء والإعلام الفاسد الذي يمتهن الكذب والدعاية السوداء الذين تضررت الأمة من سلطانهم وعانت الشعوب من طغيانهم .
ومن سوء حظ شعوبنا العربية والإسلامية أنها لم تكد تخرج من قبضة الإستعمار الأجني حتى وقعت فريسة في يدهؤلاء الطغاة الذين رباهم المستعمر بيديه وصنعهم على عينيه وأرادهم أن يكونوا كنزا له في المنطقة يتفانون في خدمته والحفاظ على مصالحه.
وكانت القوى الإستعمارية تراعي بعين الإعتبار مدى تطلع شعوبنا إلى الإستقلال وكراهيتها للمستعمر وكانت قدشاهدت أيضا مقاومتها الباسلة وتضحياتها الجسيمة فعلمت أن السيطرة عليها لايمكن أن تتحقق إلا عن طريق حكام وطنيين ينتمون إلى هذه الشعوب ويدعون الولاء لها وينجحون في خديعتها باستقلال كاذب عن طريق شعارات براقة وسياسات يصطدم باطنها بظاهرها .
وتزامن ذالك مع وجود الحركات الإسلامية التي أيقظت الشعوب وقادت الجيوش العربية من مصر وسوريا في معركة فلسطين 1948 فدفعت الغرب إلى الإنتباه لنهجه في اختيار الحكام وجعلته يتبع خطة ممنهجة في صناعة الزعماء بدل العملاء .
كان هؤلاء الزعماء الجدد عبارة عن ضباط في الجيش تلقوا تعليمهم الثقافي في التعليم الأجنبي قبل أن يتلقوا تكوينهم العسكري ثم وصلوا للسلطة في عدة بلدان عربية فرفعوا شعارات براقة لاتختلف عن الشعارات التي يرفعها العسكر عادة كان الهدف منها هو نيل ثقة الشعوب وسحب البساط من تحت الحركات الإسلامية التي اكتشف الغرب خطورتها .
كانت مصر البلد الأهم من الناحية الإستيراتيجية يوجد فيه الإخوان المسلمون الذين قادوا معركة فلسطين وكان الغرب ينظر بحذر وخوف إلى هذه الجماعة التي سرعان ماانتشرت في جميع البلدان العربية ثم استيقن من ضرورة القضاء عليها بعد حرب فلسطين ولم تكن الملكية المصرية قادرة على ذالك لأنها فقدت مصداقيتها ووصلت إلى مرحلة يرثى لها من الضعف والإنهيار فكان لابد من نظام يمتلك المصداقية الشعبية وتتخذه الشعوب بديلا عن النظام الملكي .
وهنا بدأ اتصال الغربيين مع قادة الجيوش العربية في كل من مصر وسوريا وهنا تقرر أن يلبس الزعماء الجدد أقنعة الزعامة لنيل ثقة الشعوب ثم يقومون تحت هذه الأقنعة بارتكاب ابشع الجرائم في حق الشعوب وفي حق الإسلاميين على وجه الخصوص .
وإذا كان هذا ماحدث في مصر على يد عبدالناصر الذي استخدمه الغربيون في مواجهة مايسمونه بالإسلام السياسي فهو أيضا ماحدث ماحدث أيضا في سوريا حيث استولى الجيش على السلطة ورفع نفس الشعارات قبل أن يتحول الحكم في عهد آل الأسد إلى حكم طائفي دموي بغيض لامثيل له في جميع البلدان العربية .
بدأت الإعدامات والإغتيالات وبدأت السجون والمعتقلات منذو بدأ حكم آل الأسد وعاش السوريون مرحلة بشعة لم تعرف البشرية مثلها ظلما وقتلا ودكتاتورية وطائفية حتى المواطن البسيط غير المتسيس كان يستهدف لأسباب طائفية وكانت شرذمة النصيريين تعبث بأشلاء أهل السنة ظلما وعدوانا .
أماعن الإستبداد والدكتاتورية والسجون فحدث ولاحرج فقد امتلأت السجون وقتل كل من يعارض النظام وقام الإعلام بنشر الزور والأكاذيب وتشويه الشرفاء من أبناء سوريا من خلال الدعاية السوداء.
وكم من القصص المؤلمة التي تحتفظ بها الذاكرة السورية ستظل شاهدة على جرائم هذه الأسرة التي توارثت الظلم والقتل والإستبداد .
من أهم تلك القصص قصة عصام العطار وزوجته بنان الطتطاوي الذين عاشا في ألمانيا مطرودين من وطنهما قبل أن تقوم المخابرات السورية باغتيال بنان ليبقى عصام الرجل المشلول وهو يشكو إلى الله ماحل بأسرته .
هلك حافظ كماهلك قبله عبدالناصر واتبعته ذريته الماجنة بطغيان فألحقهم الله به في مصاف الطغاة والمجرمين وأبقاهم بعده في السلطة إلى حين.
سار الإبن الفاسق على نهج الأب الهالك فسجن وعذب وقتل وشرد لم يستفد ولم يعتبر بمن سبقه من طغاة قومه الذين أهلكهم الله بل طغى وتجبر كماهي عادة الطغاة والمفسدين في الأرض .
وعندما ثار الشعب السوري كماثار غيره من الشعوب العربية وقف الأسد وعصابته وحلفاءه الخارجيون لهذه الثورة بالمرصاد واستخدموا مابقي من أجهزة الدولة وقوتها في قمع الناس وقتلهم وترويعهم واستخدم إعلامه الفاجر في تشويه الثوار وتلويث مناخ الثورة.
جرائم وموبقات يرتكبها النظام النصيري الأثيم تحت شعارات المقاومة والممانعة دون أن يطرح على نفسه سؤالا واحدا وهو مالذي بقي من هذه الممانعة غير قتل الإنسان وتدمير الأوطان وتسليم الجولان ؟؟؟ مالذي بقي منها غير أموال تنهب ودماء تسفك وأعراض تنتهك حرماتها ؟؟؟ وماقيمة الممانعة في ظل نظام فاسد فاجر مغتصب للسلطة ناهب للثروة سافك لدماء شعبه؟؟؟؟
أسئلة لم يطرحها الطاغية على نفسه ولم يطرحها من يقف معه من مثقفي المجون وسياسيي الخلاعة وكتاب الزور بل استمروا في غيهم وإجرامهم وتضليلهم للرأي العام وتشويههم للثوار الأحرار مغترين بمن يساندهم من الشيعة والشيوعيين مستهزئين بكبرياء الله وعظمته شعارهم : الأسد أونحرق البلد !!!
لاكن الشعب السوري العظيم أثبت من خلال مسيراته السلمية ومظاهراته الحاشدة وثورته العظيمة أنه مصر على أن يرحل بشار وأن يأخذ معه ما يشاء من الممانعة فهي ممانعة آثمة لايحبها الله ورسوله ولاالمؤمنون وإن أبناء الشام أهل النبل والكرم والشجاعة يستطيعون أن يحرروا القدس ويسترجعوا الجولان وهم ليسوا بحاجة إلى ممانعته المزعومة .
لم يكن التنديد بهذا النظام وجرائمه مقتصرا على سوريا فقد وقف أبناء فلسطين ضد هذا النظام ونددوا بجرائمه ورفض الشباب الفلسطيني أن يستمع إلى درس في المسجد الأقصى يلقيه أحد علماء السلطة المؤيدين للنظام .
وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي تنطلق الدعوات خالصة من أفئدة المؤمنين ليكون ضحيتها النظام السوري النصيري .
إن الشعب السوري سئم دولة آل الأسد دولة الخزي والعارالتي وصفها أحدهم فقال:
الظلم والقتل المبين مرادها @ وجهادها والحقد والبغضاء
بشار والكلب المحقر حافظ @ تحكي السجون بأنهم لؤماء
في دولة الشام العزيزة أمة @ تشكوا ودولة خسة ووباء
من هول سطوة حافظ وسجونه @ يبكي رجال قتلوا ونساء
واليوم يسحق ماتبقى نجله @ وتراق في كل الربوع دماء
وكأن قتل الناس أصبح عادة @ ودماءهم والتافهات سواء
تالله إن الدولة الأسدية الجرح الذي @ في جسم أمتنا العظيمة داء
فمالذي بقي من حكم هذه الأسرة المشؤومة بعد فترة مظلمة من القتل والطائفية وانتهاك حقوق الإنسان ؟؟؟
لقد هلك حافظ وبقي ابنه السفاح ينتظر نفس المصير لاكن نهايته ستكون آخر نفس لهذه الدولة المشؤومة .
إن الحقيقة التي تنطق بها المسيرة القدرية الربانية هي أن دولة آل الأسد أصبحت في طريقها إلى جنهم .

[email protected]

31. مارس 2014 - 9:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا