سيدي الرئيس،
بعد ما يليق بمقامكم من التحية و الإكرام،
لقد قرأت بعناية فائقة رسالتكم و أمعنت النظر في كل ما جاء في مضمونها من نصائح قيمة أشكركم عليها.
سيدي الرئيس،
يؤسفني أنكم تقارنون بلدكم ببلدي الذي لم يمضي على استقلاله سوى 50 سنة فقط، و أنتم من استقل عام 1828 و اعتمد دستوره الأول في عام 1830,
يؤسفني أنكم تقارنون بلدي ببلدكم و أنتم الذين لا تتجاوز مساحة بلدكم 180 ألف كلم مربع، بيد أن بلدي مساعته تزيد على مليون مربع ثلاثاها أرض صحراوية قاحلة،
فأنتم بذلك لا تعانون من التقري العشوائي، و بداوة المواطنين، و عزوف نصف مجتمعكم عن التعليم،
سيدي الرئيس،
لكي نصل إلا ما حققتموه في 200 عام نحن ننتهج سياسات متوازنة و نعطي للصحافة الحرية في كشف الممارسات المشينة، إن وجدت، و إظهار واقع الناس لنا لنتمكن من تحسين ظروف المعيشية لشعبنا، و دولتنا الفتية.
سيدي الرئيس،
نعم لقد وجهنا نقدا لمنظمة الشفافية العالمية و ذلك النقد أنتم نفسكم تشاطرونني الرأي فيه، حيث أن المعيار المتخذ لا يأخذ بعين الإعتبار التطور السريع لبعض الدول مثل بلدنا، في قياس الشفافية، ثم إن الحرب على الفساد التي نواصلها و استحداث مؤسسات رقابية، كالسلطة الرابعة و تعزيز الممارسة السياسية و التوجه إلى مؤسسية المجال السياسي، بدعم الأحزاب السياسية و وضع قوانين تنظيمية تجعل الحزب هو الممثل الحقيقي للمواطن الذي ينتسب اليه، و تمنع كذلك الترحال السياسي.
سيدي الرئيس،
إن عددنا لكم في رسالة واحدة ما وصلت إليه موريتانيا من تحسن و تطور بوتيرة سريعة خلال الأعوام القليلة الماضية، لن تكفي لذلك رسالة، سبب إرسالها هو الرد على كاتب الرسالة بإسمكم، الذي أرى فيه عقبة كبيرة أمام تطور بلدي، حيث أنه يحب دائما أن ينتقد دون أن يكون نقده بناء أو يأخذ بعين الإعتبار ما تم انجازه، و لا أن يعترف بالمكاسب الجمة التي تم تحقيقها في ذلك الصدد.
سيدي الرئيس،
48 سنة من عمر بلدنا لا تحسب عليه، إذ لم ينجز خلالها شيء مهم يذكر و كانت فيه الدولة مختطفة من أنظمة دكتاتورية تكرس سيطرة الجهات و القبائل على الحكم في البلد، لذلك أرجوكم سيدي الرئيس أن لا تفكروا أبدا بمقارنة بلدي ببلدكم، لأنه ببساطة لا وجه للمقارنة لا من حيث التاريخ، و لا من حيث المناخ العام، و الواقع الإقليمي الذي نعيش فيه.
أما بخصوص إيواء المشردين من أبناء وطنكم، فهذا سبب يدعوني لدعوتكم للدين الإسلامي الحنيف الذي سيقضي على مثل هذه المظاهر في بلدكم تماما، إذ أننا لا نصل لهذه المرحلة و لله الحمد، و إن وقعت بعض الكوارث فنحن نوفر كلما يجب لمواطنين و لكن المتحدث بإسمكم لا يرى ذلك جيدا.
سيدي الرئيس،
في ختام جوابنا على رسالتكم، نتمنى لكم كل التوفيق و نقترح عليكم انتقاء متحدثين بإسمكم في بلدنا أكثر شفافية و أقل أنانية، من هذا الذي يتحدث بإسمكم.
كتبه بإسم رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية
محمد فاضل عبد الرحمن