أفل زمن القطرسة والأحادية ، حين ما كانت تستأثر زمرة من المتنفذين في شؤون البلد فأحسنت تصريف مؤسساته نحو المجهول ؛ فسرقوا وباعوا وعبثوا بشعب البلاد وشعابها ، فالديمقراطية هي ألعاب كرنفالية أنذلك
لا تجلب للساكنة إلا الخزي والثبور وعظائم الأمور ، فعم الفساد والتشرذم وكثر البؤس ، وأصبحت النفوس حبيسة يأس دائم من بناء دولة عصرية نامية تساير باقي أمم ودول العالم والشواهد حية وباقية حفظتها ذاكرة زمننا وهي عقود مات فيها الصفصاف والزيتون ، ولن أطيل عليك عزيزي القارئ في الحديث عن أسوء حقبة في تاريخ وطننا لئلا أحي كوامن الإحباط في نفسك بالإطناب في سلبيات مراحلها ، لكني أعي جيدا أنك مثلي تدرك أنه مع انبلاج فجر الخلاص مع فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ، انبعث الأمل وعم الرخاء ، فقد استهل قائد المسيرة مشروعه التنموي بترسيخ مبادئ دولة القانون والمواطنة لدى المواطنين ؛ فقطع الطريق أمام الواهمين من المفسدين بأن دولته هي امتداد لحقب الفساد ، ففي سابقة من نوعها ظهرت المحاسبات وازدادت الطرق أنوارا وتألقا ووزعت الأراضي وتسرب عبق العدالة و الحرية إلى خلجات ونفوس المظلومين ، ولأنه لا بد من حرية التفكير ؛ فقد أرسى الحريات ، و يعي جيدا أن ليس هناك شيء اسمه حرية الأخلاق فلم يمهل أصحاب الإساءات ، وما شبكات المياه والمطارات والمعاهد وشفافية المسابقات وإعادة بناء جيشنا الباسل وتنظم قطاع الصيد ومواساة العالة من خلال برامج الأمل و اتويزة إلا قليل من كثير ، ولأن الحلم تجسد إلى حقيقة وأن دولتنا تخط طريقها معلنة رسوخ تجربة القائد واخلاصه لوطنة ، فلقد ابتدعت فخامته أساليب حضرية في التواصل مع الرعية في لقاء الشعب والشباب ، وغيرها من طرق التشاور والتشارك ، فهي مقاطع من شريط النهضة الميمونة ، وقد حصلت في زمن قصير إذا ما قورنت بحجمها وعتامة الظروف الدولية التي حصلت فيها ينضاف إلى ذلك مكانة موريتانيا كفاعل إقليمي ودولي ، فإذا كان هذا أدهش الجميع فإن الدهشة الكبرى تجلت في بناء الإنسان الموريتاني الذي بدأت تطلعاته تواكب مسيرة الحضارة التي تتقدم سراعا ، حقا لقد انتشلت فخامته البلاد من أخدود الذل الذي كانت تقبع فيه لثلاثين سنة مضت . إن كل متبصر قد تتراءى له أسئلة ثلاث أين كنا ؟ وإلى أين وكيف وصلنا ؟ وما هي آفاق مستقبلنا في ظل هذه القيادة الرشيدة؟
إن ارتباك المعارضة وافتقارها إلى الموضوعية وتباين مواقفها ومطالبها وأهدافها وشروطها في الحوار جعل المشهد السياسي أكثر قتامة وتعقيدا قبل الاستحقاق ، فكلما أزفت ساعة الانتخابات بادرت المعارضة المسكينة إلى رفع سقف مطالب لاكتها الألسن وملها الرأي العالم ( حكومة ائتلاف ، حياد الإدارة ، الشفافية ، تأجيل الانتخابات ) ومع أنها تصف النظام بالعتو والدكتاتورية إلا أنها أبعد ما تكون للديمقراطية فهي لا تجدد رؤساء أحزابها وهي أشبه ب (عر اينتك تارة إياك تمتنان علبتو وامتن علبتو اياك انتك تارة )، فتملأ الدنيا لغطا وصخبا وتطلب المستحيل وتحاول رص صفوف لن تتساوى لتضمن المشاركة ، وحتى إذا شاركت هزمت هزيمة نكرى لتحتج بعد ذلك بالتزوير وعدم حياد الإدارة وخرقات وهمية لتبدأ من جديد فصلا آخر من فصول الضجر والشكوى ، فكيف تنافر قائدا أطول قامة من غيره من القادة وأعظم هامة وأجل صفدا ، وستظل أشرعة سفن البناء تتحرك ، وأملي أن يترشح فخامة رئيس الجمهورية لمأمورية ثانية ليكمل مشروعه التنموي الكبير لأنه أنجر ما وعد ، ولأن بلادنا ارتقت في عهده إلى مصاف الدول النامية وأصبح يحسب لها حسابا إقليما ودوليا وإن فخامته إذ وضع حدا للدكتاتورية الاحادية وأنجز المستحيل عليه أن يكمل مسيرة البناء ، لأنه أحرص قائد على كرامة شعبه وبلدية.