عزيزي الشعب بدونك لا يمكن للحكومات البوليسية أن تقيم دولة على هذه الصحراء الشاسعة ، فأنت الركن الأساس للدولة
عزيزي الشعب أنت مصدر كل سلطة كما نص الدستور ، و أنت تقرر من يحكمك
، لكن و بدون مجاملات هذا صوريا فقط ، بينما الحقيقة أنك لم تأت يوما الخيار ، لكن لا تحزن جدا ، يوما ما ستسمع كلمتك ، أقصد حين تعرف أنك هو الهدف ولست الوسيلة .
عزيزي الشعب أتعرف كيف يخدعونك و يغررون بك ؟
سأجيبك كيف يفعلون بك كل هذا لاحقا .
في هذا المقال قررت أن أسرد لك عزيزي الشعب بعض الحقائق التي لم تكن يوما لتعرفها ، بعضها يتعلق بزواج سري بين الموالاة و المعارضة ، و الثاني يتعلق بالكيان الموازي حيث يتم التآمر على البسطاء من أمثالي و أمثالك .
في أحد خطابات ابراهيم لنكولن الشهيرة يصف الحكومة التي يمكن أن تجسد الديمقراطية و التي تعبر حقيقة عن إرادة الشعب بقوله : " حكومة الشعب ، بواسطة الشعب ، ومن أجل الشعب "
أظن أننا لم نعرف يوما هذه الحكومة الكاملة التي تمثل الشعب ، و جاءت بواسطة الشعب ، و التي جاءت أيضا من أجل الشعب ، طالما كانت جميع نخبنا السياسية تسعى للوصول لكرسي الرئاسة ، و لم يكن أي منها يريد الوصول إلى الشعب.
نحن الشعب ، معظم الشعب لا نفهم كثيرا مما يجري ، لا نفهم مثلا ما معنى الدستور ، لا نفهم مثلا ما معنى المقاطعة و الحوار ، لا نفهم مثلا ما معنى حكومة توافقية ، لا نفهم مثلا لماذا كل هذا الصراع على الحكم مادام الحاكم مجرد خادم للشعب ، لماذا يسعى الجميع لخدمتنا نحن الشعب ؟
لكن نفهم أننا نريد من يوفر لنا الرغيف و اللبن .
نريد من يوفر لنا المهن
نريد من يوفر لنا السكن
نردي من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن
معظمنا نحن الشعب مثل أوسكار وايلد الذي قال أنه لم يكن يلعب الكرة لأنه لم يرد أن يركله أحد أو أن يركل أحد ، نحن لا نود الخوض في الأمور الكبيرة ذات الطابع السياسي خوف أن نتهم بالمولاة (المحاباة ) أو بالمعارضة ( الفساد) حسبنا فقط أن يدعو لنا هامشا في الوجود .
الانجاز الكبير الذي تقول الحكومة أنها حققته ، و تقول المعارضة أنها انتزعته بنضالها هو "الحرية " ما هي الحرية ؟ و ماذا يفعل شخص مشرد بحريته ؟
نحن أيها القوم لا نريد الحرية بقدر ما نريد الحقيقة و الحق في كل شيء ، و الحرية وهم و رجس من عمل الشيطان ، فكيف تأخذون كل موارد الحياة و تعطونا الحرية ، كأنكم تمنحوننا الشق الأصعب و الأقسى من الحرية ، وهو حرية أن نموت ! ، و تأخذون الشق الرائع و السهل ، حرية العيش برفاهية (على حسابنا ) .
نحن الشعب عقولنا لا تستطيع أن تصنع الحكمة ، لذا نقول أشياء لا نفهم معناها مثل قولنا أن الحكومة صالحة ، أو أن المعارضة صالحة ، و نفعل أشياء لا نفهمها مثل التصويت ، لماذا نصوت ؟
حقا لا أعلم لماذا نصوت ، أظن أننا نمثل و نتصنع التحضر و الانفتاح ، كما نمثل النضال و الانخراط في الأحزاب السياسية ، تماما كما نمثل أننا بخير .
نحن لا نعرف لماذا نصوت ، لكن مجموعة الفيلاركس تعرف لماذا تجعلنا نصوت ، إنهم يجعلوننا نصوت لكي يضفون الشرعية على كل الجرام التي يرتكبون في حقنا ، نحن نصوت دائما و غالبا حين يريدون هم أن يتبادلوا الأدوار ، هم يتبادلوا الأدوار في ما بينهم من نزل حسن إلى أحسن ، أما نحن فنصيبنا الإقصاء ، فليس من المعقول أن يقبل أحد الفيلاركس أن يلعب دورنا البائس و يعيش حياة دنيئة مليئة بالذل و المطبات كالتي نعيش نحن الشعب معظم الشعب .
بخصوص وعدي لك عزيزي الشعب بأن أسرد لك مجموعة من الحقائق يتعلق بعضها بزواج سري بين الموالاة و العارضة و البعض الأخر الذي يتعلق بالكيان الموازي فإنه وعد مجرد من الصدق .
هل ذكرك هذا بشيء عزيزي الشعب ؟
أنا متأكد أن هذا سيذكرك بوعود السياسيين لك بجنة الخلد قبل كل انتخابات ، تلك الوعود التي لن تتحقق يوما .
و مع هذا أجزم أنه لو وعدتك الآن وعدا آخر عزيزي الشعب لانتظرت مني أن أحققه و لصدقتني .
كم أنت طيب و بريء عزيز الشعب ، إنهم يكذبون عليك دائما ، و يكذبون ، ثم يكذبون و في كل مرة تصدقهم ، متى تعلم عزيزي الشعب أنه ما من شخص يصبوا لصالحك ، فالكل أناني .
إن نبوءة ماركس بثورة العمال التي لم تتحقق بعد أظن أنها ستعرف طريقها قريبا إلى الوجود ، سيحدث ذلك حين يستيقظ المهمشون في موريتانيا ، و يخلعون كل مظاهر التبعية للبرجوازية الظالمة و ينشئون دولة أساسها العدل ، يحكمها قانون للجميع ، ليس القانون الذي يحمي الأقوياء فقط .