حاور.. أو لا تحاور/ محمد ولد شيخنا

لست أدري ما الذي يمنع الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الدخول في حوار جدي مع المعارضة والقبول بشروطها،مهما كانت،سبيلا للتوصل لاتفاق تاريخي،ينهي واقع القطيعة السياسية بينه وبين هذه المعارضة

 التي يبدو أن تجاهلها ليس مجديا على الأقل من الناحية الشكلية،ما دامت الأطراف الدولية لا تقتنع بديمقراطية لا تشارك فيها المعارضة.
لست أدري لماذا يقبل الرئيس محمد ولد عبد العزيز بمشورة المرجفين في المدينة الذين يصورون له الحوار كارثة على نظامه ومستقبله،لمعرفتهم بما يساور الرجل من قلق أضحى عادة سرية لدى كل الرؤساء الذين يعلمون قبل غيرهم أنهم وصلوا للسلطة  بانقلاب عسكري على نظام شرعي،لاعتقادهم أن أي موقف في اتجاه المصالحة مع المعارضة سيكون له تأثير سيء على حصتهم في الوليمة السياسية متى ما أدت تلك المصالحة إلى محاصصة في الوظائف حكومية كانت أو إدارية.
لا أعتقد أن الرئيس ولد عبد العزيز بحاجة لمن يذكره بأن كل أوراق اللعبة في يده وأن أي اتفاق لن يؤدي قطعا ويقينا لقلب الموازين بل،وبكل تأكيد،سيؤدي لانتخابات رئاسية توافقية يفوز هو،وليس المعارضة، فيها فوزا مريحا ودون الحاجة لتزوير محاضر التصويت.
وإذا لم يكن بد من تذكير فخامته فليتذكر ما يلي:
أولا: أن الجنرالات الذين ارتبط مصيرهم به سيخوضون الحملة لصالحه تخويفا و"تطميعا" وسيدعون ذويهم ومقربيهم وزبانيتهم وزعرانهم ومن يأتمر بأمرهم للتصويت له وإن لم يفعلوا أوردوهم من العقاب كل مورد.
ثانيا: أن الحكام والولاة سيسهرون على التمكين له في القبائل وبين الوجهاء حتى إذا علموا أن قبيلة ما تجرأت على ممارسة المعصية أعني معصية التصويت لغير الرئيس سحبت من وجهائها كل الإمتيازات  وأقفلت مدارسها ومستوصفاتها وأصبح ماؤها غورا و منعت من حقها في الحصول على الماء الشروب والمرعى الخصيب.
ثالثا: أن المدراء والأمناء العامين و رجال الأعمال سيكرسون جهدهم ووقتهم في خدمة الرئيس لأنهم يعلمون علم اليقين أنه الرئيس المقبل وأن مشاركة المعارضة مهما كانت قوتها في السباق لن تغير من الأمر شيئا،ولأنهم يدركون أن من يصوت مع المعارضين محروم..محروم من كل تعيين .
رابعا: أنه إذا شكل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة لإدارة الإنتخابات فإنها لن تفيد في تغيير المعطيات والشروط التي تجري وفقها الأمور لأن تجربة اتفاق داكار أثبتت أن وزراء المعارضة يصدرون تعليماتهم ولكن مرؤسيهم من مدراء الدولة العميقة لا ينفذون التعليمات لأنهم يعلمون أن السيد الوزير الذي ينتمي للمعارضة مجرد شخص عابر  وأن التعليمات التي تستحق التنفيذ تأتي فقط من الرئيس حتى ولو كان جنرالا "مستقيلا" يجلس في فندق"آتلانتيك عزه".
سيدي الرئيس
لا يرهبنك ما يدعي زبانيتك من كذب وتهويل وما يدعي خصومك  وما يطلقون من وعد ووعيد فلديك من"المؤهلات" و"الكفاءة" و"القوة" ما يكفي ل"تغلب" معارضتك،التي أقل ما يقال عنها إنها نمر من ورق..إنك قادر على هزيمتها اليوم وغدا حتى ولو جاءت معها معارضات عموم إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي.
سيدي الرئيس
حاور أو لا تحاور فأنت الغالب في كل الأحوال ولا تستمع للمرجفين في المدينة الذين يوهمونك أن أي حوار يفضي لعقد اتفاق مع المعارضة سينهي عهدك الميمون، لا قدر الله،فهذا الشعب المغلوب على أمره ،الذي علمه العسكر و نخبة السوء،عادة الطاعة العمياء للحكام على طريقة عباد الشمس الأحمر(إذا الشمس مالت مال حيث تميل)مهما كانوا جهلة وغير مؤهلين للقيادة،سيصوت لك مأمورية تلو مأمورية لأنه لا يملك إلا أن يفعلها حتى لا ينال العقاب الذي يستحق الكافرون بنعمتك ونعمة أسلافك الميامين.

6. أبريل 2014 - 14:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا