تهرب رئيس الجمهورية خلال مؤتمره الصحفي بانواذيبوا من سؤال احد الصحفيين له عن رئاسته للفقراء " ماذا حققتم للفقراء؟ سؤال لم يجب فخامتة عليه بينما كانت غالبية المجتمع تنتظر ذلك بفارغ الصبر.
لاشك ان السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بدأ منذ خمس سنوات حملته الرئاسية بشعاراستوحاه من وحي الواقع المرير اومن غيرته الوطنية على بلد طالما صنف بكونه الافقر عالميا "رئيس الفقراء"
بهذا الشعار بدأ ترشحه عازما على التغيير وبدأ ايضا بالانحدار لقاعدة الشعب المسحوق وزيارة اغلب مناطق التهميش في العاصمة ليعطي بذلك بصبص امل يعيد البسمة من جديد على اوجه كثيرا ما رسم الفقر بها عبسه
يرى البعض ان هذه الهجمة واللفتة المفاجئة من عسكري حالم بالسلطة الى حال مواطنين فقراء اضناهم ضنك العيش وتكالبت عليهم صنوف الدهر جاءت لتزيح انتباه الشعب انذاك عن المعارضة التي تكالبت على الجنرال بوصفه متمرد على الشرعية وبعد ان تصاعدت لهجة المعارضة انذاك الرافضة للجنرال واهدافه مسعود ولد داداه ولد مولود وغيرهم هنا كان الخيار و الملاذ الأخير امام ولد عبد العزيز هم الفقراء حتى يسد بفقرهم فقره للشرعية ويحدث ارباكا للرأي العام وهذا مايفسرشنه للهجوم باطلاق حملة المشاريع المتتالية من دكاكين امل و تأهيل الكزرات والترحيل والكبات في انواكشوط وغيره ووو..
فعلا بدأ الرئيس بداية موفقة في كسب ود الناخب الموريتاني الفقير إلا انه فيما بعد تراجع عن وعوده المتكررة لإسباب اهمها انه ربما يكون شعار الفقراء بنظر البعض مجرد مطية للحملة الماضية لا اكثر حتى يلج بها الرمادي ومن ثم يترك غالبية مجتمعه عالقين في منتصف الطريق بين واقع يفرض عليهم الرضوخ ومجاراة الواقع ام التماهي مع أحلام وآمال اودعوها في صيحات الرئيس المتكررة لهم بالتغيير البناء التي لم تعمرطويلا ولم يجدوا لها صدى واقعي.
اليوم وبعد خمس سنوات من حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز فان الفقراء ازدادوا فقرا وتقشفا وتقاعس الرئيس عنهم وبات شبه بعيد عن تطلعاتهم وتجسيد احلامهم وبالتالي بقيت تلك المبادرات التي اطلقها ابان فترته الذهبية في اعتقاد البعض في دكة الإحتياط واليوم فان صعوبة الحياة اليومية من ضعف للرواتب وغلاء الاسعار والبطالة والحرمان من التأمين الصحي ، والضمان الاجتماعي ، مشاكل باتت تأرق الفقراء درجة الضياع فحتي المساعدات الخيرية من بعض المنظمات بات يحال بينها دون الوصول إليهم.
فقد كان اجدر برئيس الفقراء ان يقوم باستراتيجية مكافحة الفقر في المدى القصير معتمدة على المساعدات والدعم واساليب التنمية للمشاريع الصغيرة ويعمل على التدريب وتنمية الخبرات المهنية وتعبئة المجتمع لمبادرات تنشيط للعمل والمشروعات الصغيرة وبث روح المنافسة والاننتاجية والمسؤولية لدى الفئات الفقيرة حتى تكمن الإستفادة.
سيدي الرئيس أي مسار مجد للخروج من براثن الفقر يقتضي وجود اقتصاد قوي يخلق فرص عمل كثيرة ويقدم رواتب جيدة؛ وحكومة يمكنها توفير المدارس التعليمية والمستشفيات اما اقتصاد قوي على الاوراق فحسب فهذا لا يفيد المواطن إلا بالحسرة.
فيا ايها الرئيس ماهكذا تأكل الكتف وما هكذا تعين الفقراء فالعون لايكون بالنسيان بل بالمؤازرة والعمل فاعمل بصدق وجود للفقراء حتى يخلدوك في ذاكرة التاريخ لا مزبلة التاريخ
بقلم الشيخ ولد التراد