حراك لمعلمين بين مطرقة "الرغبة في التغيير" وسندان "المستفيدين" من التعيين/ أحمدو ولد النباش

تعاني شريحة لمعلمين في موريتانيا من استمرار النهج الذي خرج ضده الحراك الشبابي للشريحة لكن هذه المرة بقناع جديد ومن خلال أوجه جديدة نسبيا، حيث كانت الأحداث المتتالية والتي أدت إلى كتابة محمد ولد أمخيطير للمقال المسيء

 ومن ثم إلى زيادة الضغط المجتمعي على الشريحة وتوجت بانتصار قليل للشريحة بعد تعيين إحدى منتسبيها على رأس وزارة موريتانية في إجراء هو الأول من نوعه، فيا ترى أين وصل الحراك وماذا يريد المتحركون وما هي مآلات هذه الحملة التي شرع فيها منتسبو الشريحة؟
لمعلمين والظلم..
لا توجد إثنية قبلية أو اجتماعية في موريتانيا لا تعاني من الحيف والتحقير من قبل الاثنيات الأخرى  بل وقد يكون من قبل أبناء العمومة في محاكاة غريبة لعلاقة المأمون والأمين، إلا ان شريحة لمعلمين في موريتانيا ما تزال تعاني من ترتيب "سيء" في الخارطة الاجتماعية للنسيج المكون لموريتانيا.
هذا الترتيب أدى إلى بروز جيل جديد من أبناء الشريحة يسعى إلى وضع الأمور في نصابها والتساوي أمام القانون والتساوي في الحقوق المدنية والسياسية وهو الجيل الذي حمل اسم "حراك لمعلمين"، ونظم الكثير من الندوات والمحاضرات وتفاعل معه الكثيرون من أبناء النخب الأخرى وقد توعد ريس الجمهورية عن رغبة صادقة من النظام في إنصاف أبناء الشريحة، إلا أن هذا كله لم يغير إلى حد الساعة ما يريده المتحركون أن يتغير..
حين تلتقي أفرادا من هذه الشريحة وأبناء من نخبتها لا تراهم يطمحون إلى الانتصارات السياسية الآنية من خلال التعيينات وما شابه ذلك بل يسعون إلى تغيير نظرة مجتمعية اتجاه عنصر لا ذنب له في القراءات الخاطئة التي رسختها نصوص تنسب إلى الجيل الأول من أبناء الإسلام، غير آبهين بتعيين فرد مكان فرد آخر واندفاع جزء من المجموعة وراء خيار معين معتبرين أن الشريحة ليست لديها أدنى مشكلة مع النظام وأن المشكلة الجوهرية تظل في ظلم مجتمعي مدون في الموروث الأدبي للأمة الموريتانية.
وهم والتهميش...

ورغم هذا الموقف المطالب بتغيير نظرة مجتمعية إلا أن أبناء الشريحة يقفون أيضا بالمرصاد للذين يحاولون سلبهم ما تحصلوا عليه عبر التاريخ المعاصر للدولة بل والتاريخ الراهن، فالكثير من أطر الشريحة ـ مثلا  ـ ينتقدون بقوة تجريد الكثير من أبناء الشريحة من قطاع سلطة النقل البري في موريتانيا من مناصبهم بأوامر من رئيسها الجديد وهم الذين حققوا هذه المكتسبات وتولوا هذه المناصب بالجدارة والاقتدار.
و الكثير منهم أيضا يمجدون قرار تعيين وزيرة من أبناء الشريحة مطالبين بأكثر من ذلك، وهو التمييز الإيجابي اتجاه المنحدرين من هذه الشريحة والذين يعانون من الظلم أكثر مما تعاني منه جل الشرائح في موريتانيا.
ولا بد هنا من القول ـ يضيف أحد أبناء الشريحة ـ ، إن محاولة البعض من المستفيدين من الدولة عبر بعض الوظائف أو عبر انتعاشهم نتيجة تعيين مقرب لهم في منصب سام لا يمكن أن توقف الحراك ولا يمكن للراغبين في وضع الحجر الاساس لنهضة أمة من خلال نهضة شريحة أن يقبلوا بالاستسلام لنزوات أي أحد عين له أي مقرب..
ويبقى السؤال المطروح، إلى أين يتجه حراك لمعلمين هل إلى احتواء الدولة لهذا الحراك عبر خلق نوع من التمييز الإيجابي أم إلى نفق مسدود لا يضع الكثير من الخيارات في جعبة المطالبين بها، أم إلى لعب بعض المستفيدين من الوظائف على وتر التفرقة وهو الوتر الذي يتقن البعض منهم العزف عليه.

17. أبريل 2014 - 11:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا