لست أبدا من الداعين لعدم الإحتفال بفوز المنتخب الوطني, حتى ولو كان علي حساب أضعف الفرق في العالم ,ولكنني لست من الداعين للمبالغة في هذا النوع من الإحتفالات, لأنه يفقد الهدف الأسمي وهو التأهل لنهائيات أمم إفريقيا المنظمة في السنة القادمة بالمغرب
أي طعم للإحتفالات في وقتها, كما أنني ضد من يعتبر فوز المنتخب الوطني أو خسارته شأن رئيس إتحادية كرة القدم وخصومه, حيث أن المنتخب هو شأن كل مواطن موريتاني سواء كان مع أو ضد رئيس إتحادية كرة القدم, ولكن أيضا ففي حين يتحمل رئيس الإتحادية بوصفه المسئول الأول عن تسيير كرة القدم الموريتانية مسؤولية هزائم المنتخب, فإنه من حقه أيضا الإحتفال بأي إنجاز وأي فوز لهذا المنتخب حتى ولو كان علي حساب منتخب مغمور وضعيف ,غير أن الأمر يختلف لدي إتحاديتنا عن باقي إتحاديات العالم وهو ما سأحاول توضيحه من خلال هذا المقال, تنويرا للأسرة الرياضية الموريتانية, ومساهمة في طرح أفكارا لقادة الكرة الموريتانية من خارج سرب المطبلين والمزمرين لكل ما يستحق ومالايستحق.
عند إنعقاد الجمعية العمومية في العام 2011التي إنتخب فيها السيد احمد ولد يحي كرئيس جديد لإتحادية كرة القدم ,وقبل لحظات قليلة من بدأ عملية الإقتراع إقترب مني ولد يحي بهدوء وهمس لي قائلا حتى ولو هزمت فإنني أرجو منك أن تذكر إسمي الصحيح وهو أحمد ولد عبد الرحمان ولد يحي وليس أحمد ولد لكور, فقلت ستفوز إن شاء الله لأنك تستحق وسأذكر في التقرير التلفزيوني إسمك الصحيح ,وبعد نهاية الإنتخابات بفوز كاسح لولد يحي علي مولاي العباس إتصل بي احد مساعدي الرئيس الجديد ولد يحي وقال لي إن الرئيس يأمرك بتصحيح إسمه, كانت هذه الحادثة البسيطة لتمر لولا التعامل الذي تعامل به رئيس الإتحادية بعد ذالك معي ومع الصحافة الرياضية بشكل عام ,حيث ظهر بشكل واضح بأن تعامل لحظات الضعف يختلف عن لحظات القوة ,حيث تحتم علي الأخيرة أن يحطم في طريقها كل من لايدور في فلكه أي كان ومن كان ,ونسي تماما بأن حرية الصحافة حق مقدس لايمكن لأي شخص أن يتجاوزه مهما حقق من الإنجازات وفاز بكأس العالم ذاتها, وبأن السلطة الإدارية التي يمثلها ولد يحي تختلف تماما عن السلطة الرابعة التي تمثلها الصحافة ,ولايمكن تحت أي سبب ولاظرف أن يستغل رئيس الإتحادية ضعف الصحافة الرياضية الموريتانية وهوانها علي المسئولين, ليؤسس وينصب صحافة تابعة له تحول الحبة قبة ,وتحول الهزائم لإنتصارات ,وتشن حملات منظمة علي خصومه ومن يختلفون معه ,والأكثر من ذالك تعطي رسائل خاطئة عن قوة وزارة الرياضة ومستشارها رئيس الإتحادية السابق ولد بوخريص,وإظهارهم بصورة قوة كبري بإستطاعتها منع أي دعم عمومي للمنتخب , وتعرقل سفره مثل ماحدث في المباراة الأخيرة ,وفي الحقيقة التي نعرفها نحن المطلعون علي أسرار وخفايا الرياضة الوطنية العكس تماما, حيث أن وزيرة الرياضة لم تستطع في اليوم الذي قبل مغادرة المنتخب لموريسيوس أن تستقبل أي من زوارها, في بحث محموم عن حل يرضي رئيس الإتحادية, أما ولد بوخريص نفسه فأصبح يخاف من مجرد كلمة كرة القدم أحري أن يتدخل في أي شأن من شؤونها ,ومن المفارقة بأن ولد بوخريص التي إنتقدناه مرارا وبشكل عنيف وبعيد عن طريقة إنتقادك الناعمة ,لم يصل أبدا لمرحلة خلق صحافة بديلة في مقهي سافانا ,وإقتصر علي الحصول علي عقوبات متعددة ضدنا بسبب تلك الآراء التي كنت تساندنا وقتها كثيرا من أجلها ولصالح إخراج الكرة الموريتانية من النفق المظلم الذي وصلت إليه,إنها المكانة والقوة التي وصل إليها رئيس الإتحادية وجعلته يحطم في طريقها كل المعاني والأخلاق والروح الرياضية ,وتناسي بأنه منتخب من طرف وسط كرة القدم الموريتانية ,الذي يجب عليه قبل أن يفكر بالآخرين أن يحتفي به ويهتم به ,ولاينزعج أبدا من ذكر رموز ماضيه الجميل الذين سطرو أجمل ملاحم البطولة في ظروف مادية قاهرة ,ولم يكن يحلم أحدهم بأوقية واحدة من المليارات المخصصة حاليا لكرة القدم الموريتانية ,وينزعج ولد يحي من ذكر أسمائهم خلال التعليق علي أي مباراة مثل المرحوم ميني,والنجم السابق اصنيدري ,تماما مثل ماكان يقوم به الرؤساء السابقون من محو التاريخ الذي سبق إستلامهم للسلطة, وجعله نسيا منسيا, ومع ذالك رحلو كلهم وبقي التاريخ حاضرا في كل وقت ومكان ,فربط الحاضر بالماضي هو أساس النجاح ,ونسيانه ورميه كله في مزبلة التاريخ هو بمثابة القضاء علي جهود ولد يحي الذي سيصبح تاريخا يوما في هذه الدنيا الفانية, لايمكن لأي جاحد مهما كان حقده علي ولد يحي أن ينكر الإنجازات الكبيرة التي حققها للكرة الموريتانية في وقت وجيز ,ولكن بالمقابل لايمكن لأي صحافة مهنية مستقلة أن تتفادي أخطاء ولد يحي المتعددة ومن أبرزها :
1/إظهار التأهل لنهائيات المحليين علي أنه إنجاز تاريخي وكبير, في حين بدا واضحا بأنه لاقيمة إطلاقا لهذه البطولة, لأنه لو كانت لها قيمة لماتواجد منتخبنا في الدور الإقصائي الأول متخلفا عن خمسين منتخبا إفريقيا لم يدخلو هذا الدور, ولم يسبق للمنتخب الموريتاني أبدا أن جاء في هذا الدور, بل كان دائما ينطلق مشواره من الدور الأول ,وليس الإقصائي, ولو كانت هذه البطولة مهمة عند الكاف نفسه منظمها ,لما كانت ليبيا بطلة الكأس في الدور الأول من التصفيات, ولكانت علي أقل تقدير شاركت في دور المجموعات, التي توجد فيه منتخبات لم تشارك أصلا في تلك البطولة,و التي كلفت موريتانيا مليارات الأوقية كان من الأافضل أن تستغل تلك الأموال لصالح مشاركة المنتخب الحالية ,اودعم الأندية الوطنية
2/إبعاد رئيس الإتحاد لجميع من لديه رأي مخالف لتسييره حتى ولو كان عضوا منتخبا في مكتب الإتحادية, وأعتبار أي نقد موجه له من الصحافة بمثابة عداوة شخصية له, في حين كان عليه أن يستفيد من هذا النقد لإصلاح ما يمكن إصلاحه , وإعتبار رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز قدوة له في هذا المجال, الذي يستقبل منتقديه يوميا ويفتح معهم الحوار الدائم, في حين تفتح أبواب الملعب الأولمبي والإتحادية أمام المادحين من الصحافة وغيرها ,وإعتبار مصيرهم مرتبط به شخصيا ,وياليته سمع قول الشاعر حاذر الكف التي قد صفقت فهي حرية غدا أن تصفعك,وتغبق في وجه كل صحفي لايدور في ذالك الفلك ويختار الإستقلالية والمهنية.
3/ التخلص من القاعدة التي كانت خلفه وهي أساسا من أندية الدرجة الثانية ,الذين تعرضو للكثير من الظلم خلال العهود الماضية,ووقفو بقوة مع ولد يحي لقيادة الكرة الموريتانية , وكانت تتوقع منه الكثير, وشكلت عماد حملته الإنتخابية, ليسلبها حتى حق الإنتخاب والمساعدات التي كانت تقدمها وزارة الرياضة.
إن تصحيح الأخطاء السابقة كفيل ولاشك بتحقيق الكثير من الإنجازات للكرة الموريتانية ,التي بإستطاعة ولد يحي أن يستغل نفوذه القوي في الدولة وعلاقاته لتحقيقها, وليس من أجل تصفية كل من لايتفق معه في الرأي, لأن الإختلاف مكسب وليس مغرم لصالح التطوير, وأخيرا السيد الرئيس لدي رسالة صغيرة لابد أن أختم بها هذه الأفكار المبعثرة, إنني أدرك جيدا مدي القوة والنفوذ التي تتمتعون به حاليا, ومطلع بشكل جيد علي جهودكم الحثيثة لطردي من عملي الإعلامي في القناة الموريتانية ,وقد تنجح وقد تفشل ,ولكنني يجب عليك الوثوق بأن مهنتنا إسمها مهنة , وبأن قدرنا هو مواجهة تلك المتاعب والصبر عليها حتى آخر يوم في حياتنا, دون أن نفقد كرامتنا وإستقلالنا, وهذا بالضبط ما سأفعله وفعلته مع غرمائك السابقين الذين نجحو مرات متعددة في طردي من عملي, لكنهم لم ينجحو أبدا في إسكاتي عن قول الحقيقة والأمانة في نقلها, مهما كانت التضحيات ,وبأنك تستحق علي كل الإشادة عند كل إنجاز عمومي للكرة الموريتانية التي تجمعنا كلنا, ولكنني لن أوفرك أبدا عند كل إنحراف عن الطريق تسفر عنه نتائج سلبية علي الكرة الموريتانية, أتمني أن نحتفل معا بالتأهل الأول لنهائيات الكان في المغرب حتى ولو لم أكن ولن أكون من الصحافة التابعة, فمعذرة إن مهنتي لاتسمح بذالك أبدا,وأتمني أيضا أن تسمح لبعضنا بتلك الإستقلالية علي أقل تقدير.