من المعروف ان للسلطة والحكم سحرا جنوني ورونق ومتعة لايضاهيهما شيئ ، وهذا السحر قد يدفع بصاحبه دون وعي منه الى عقدة الكرسي اللامتناهية وحب التسلط ، فبسبب طغاء هذا السحرفإن ارقى دول العالم الديمقرطي واكثر نضجا وتطور بالكاد يتخلى زعمائها عن عروشهم إلا بعد ان تجف اقلامهم ، ويصبح المراد مستحيلا،
والرئيس الموريتاني ليس بعمر بن عبد العزيز حتى يكون بمنئى عن هذه الدوافع والمأثرات كلها ،لذا يمكننا ان نتفهم سبب انصياعه للنداءات المتكررة التي تطالبه بضرزرة ترشحه لفترة رئاسية ثانية سواء من مبادرات او احزاب سياسية موالية ،هذا فضلا عن ان الدستور الموريتاني لازال يكفل له هذا الحق ،
اليوم وبعيد اعلان الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن نيته الترشح من جديد فإني اكاد اجزم ان السيد الرئيس ما ترشح إلا لثقة عمياء لديه ان الفوز بالاستحقاقات المقبلة ستكون دون شك حليفه لذا فاني لن اخوض فيما يطلقه البعض الآن حول طبيعة وسبب الترشح ، بل سأحاول كشاب ادماه حال هذا الوطن والشعب ضحية الويل والذل والتهميش طيلة اربعة عقود بالية ، ونظرا لهذه الثقة العالية
ان اسرد بعض النقاط كمقترح له قبيل خوضه المعركة الانتخابية من اجل ان يأخذها على عاتقه ويبادر بتنفيذها ، ولكي لاتكون حملته القادمة مجرد وعود وشعارات واهية تذهب ادراج الريح كما اعتاد المواطن عبر سنين
سيادة الرئيس عليكم قبل السير قدما واتخاذ الخطوات اللازمة للمرحلة القادمة ان تعلموا وتنطلقوا من ان هذا البلد ليس بحاجة الى برامج انتخابية بقدر ماهو بحاجة الى مشاريع ترفع من واقعه الصعب وحالة شعبه المزرية فالمقولة القديمة لاتزال حاضرة "موريتانيا بلد غني وشعب فقير" ،هنا انصحكم سيادة الرئيس بتغيير سياسة الشعارات البراقة والرنانة التي لم تعد مجدية بالنسبة للكثيرين وان تبادرو بتطبيق مشاريع وطنية تدفع بعجلة هذا البلد وتنمية شعبه ،فمثلا حبذا لو اعلنتم عن تنفيذ بعض المشاريع الناجعة التي تم ادراجها في لقائكم بالشباب مؤخرا والمتعلقة اساسا بسياسة التشغيل ومحاربة الفقر على المدى القصير والمتوسط ، وبالنسبة للتشغيل ينبغي على جل المؤسسات والوزارت بالبلد إعطاء فرص اكثر للإكتتاب بدل الإقتصار على مسابقة سنوية لتكوين الاساتذة والمعلمين ،فلماذا لاتكون هناك مسابقات سنوية تجرى في اغلب الوزارات والمؤسسات بهدف الرفع من مستوى التشغيل بالبلد؟مع العلم ان عدد موظفي سلك الوظيفة العمومي لايتجاوزون الخمسون الف ، ولماذا لاتكون هناك إلزامية على الشركات الخاصة بإكتتاب الشباب الموريتاني ،كشركات الاتصال والتنقيب بالبلد...الخ
ان تطبيق سياسة التشغيل لاشك ستساعد المواطن على مواكبة التحديات الإقتصادية والإجتماعية كما ستساعدكم على كسب ود الناخب الشاب إن انتم ارضيتموه واقنعتموه انه الهدف بالنسبة لكم إن الشباب اليوم وعلى غراره الشعب الموريتاني لم يعد يرضى بسياسة التلقين والتننظير ،ولم يعد يكتفي كذلك بالوعود الفارغة بل بات يتطلع الى ماهو انجع وافضل ، من هنا سيادة الرئيس عليكم ان تكونوا تحت رغبة الشعب وان تساعدوه حتى يتخطى ازماته الاقتصادية ، وهذا لن يتحقق إلا اذا اعتمدتم سياسة التكافئ الوطنية والمبادرة بإنشاء مشاريع اقتصادية هامة ومدرة للمواطنين والتي ستشكل متنفسا تجاري واقتصادي لهم ، ان تجربة دكاكين امل بالرغم من كونها مهمة إلا انها لم تكن تكفي فالمواطن بحاجة الى مشاريع اقتصادية متنوعة واكثر بكثير من ذلك ،الفرصة الآن لمواتية لكم سيادة الرئيس لمواصلة ذلك الأداء بما هو اشمل ،فلماذا لاتتكفل الدولة الموريتانية في خطوة سباقة وجبارة بأمر منكم بتخفيض جوانب من الاسعار المهلكة للمواطن ،و ان تبادر بمضاعفة الأجور حتى ترفع سيف الاسعار الخانق عن الرقاب
ولاشك هنا انكم ستنالون ود الاغلبية الساحقة من الشعب (الفقراء) في المدن والارياف
سيادة الرئيس ان المشاريع التي بحاجتها المواطن لاتقف على هذا الحد فحسب فهناك التعليم والصحة والتجارة والعدالة والامن وغيرها كلها قطاعات بحاجة الى وضع بصمات حية فيها ولكني سردت لكم هذه النقاط فقط لما تشكله من أهمية في الوقت الراهن للمواطن لذا وانتم على ابواب مرحلة جديدة الرجاء ان تطبقوا هذه النقاط بجدية وقبل انقضاء عهدكم ، وختاما اذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم "إن شئتم انبأكم عن الإمارة وماهي: اولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل "
فاعدلوا سيادة الرئيس وكونوا مع الشعب وللشعب حتى يكون الشعب معكم ولكم
تحياتي