بين الفينة و الأخرى يخرج علينا أحدهم بلغته البهيمية و هو يحاول توصيل رسالة فارغة المضمون مفادها أنه أخذ القلم و أراد أن يكون إسمه من بين أسماء الكتاب أو المدونين , فيقول :
نحن لحراطين أو لمعلمين أو الزنوج أو الأجانب أو المهاجرين ............................. نريد حقوقنا كاملة غير منقوصة و إلا ......................
لغتة التهديد و الوعيد إذا كانت مجدية و هي ليست كذلك فلن تكون في صالح الضعيف إن كان كذلك , و الحقوق لا تنال بالعضلات و الإساءات و لا بتكسير الحروف الهجائية على المواقع الإلكترونية و لا على صفحات المواقع الإجتماعية !!!!
جميع فئات المجتمع تعاني بغض النظر عن لون جلودها أو طبيعة شعرها أو شكل أنوفها , و على الجميع محاربة وسائل التفرقة و الشقاق و لغة الحقد و الكراهية التي لا يتبناها إلا جاهل تعيس.
يجب على الشعب الموريتاني الإنسجام و تجاوز الماضي و عدم الجلوس في منتصف الطريق و توزيع اللعنات على الأجداد و نبش القبور , بل الأخذ بناصية العلم كي نستطيع عبور أمواج المتناقضات العبثية.
إن الذين يسيرون في فلك البهيمية بلغتهم الخشبية العارية , حيث يرغون و يزبدون أحيانا و يلعبون دور المنجم و العراف و المتنبي أحيانا أخرى بإستئصال شوكة فئة لصالح فئة أخرى إنما يوجهون فؤوسهم لأدمغتهم التي إغتالتها سفاسف الفكر و صغائر الطموح.
لقد إمحت فروق عديدة بفعل صيرورةالدولة المدنية و حركة الزمن الضاغطة التي حسرت حضارة الخيمة البدوية الأصيلة فسبب ذلك إنفلاتا إجتماعيا كان له الدور الأبرز في إعادة التموضع الطبيعي حسب قواعد المدينة و حاجات الإنسان المجبر على مسايرة المتغيرات و تقليات الأحوال.
يعتبر المال اليوم بديلا حقيقيا عن عوامل السطوة و النفوذ التقليدية التي ذهبت مع الخيمة , فتطاولت فئات و تقاصرت أخرى لم تكن كذلك نتيجة المحددات المادية المعيارية.
و بما أن الدولة على علاتها الشمولية , تكفل للجميع حق ما تيسر من التعليم و للجميع حق ما تيسر من العدالة.........يكون الفرد هو المحدد لمتانة المؤسسة في وجه الأطماع و الضغوط و المصالح و العقد , فمشكلة الدولة لا تتعلق بالسياسات الإقصائية كما يروج البعض بل تعاني سوء التدبير الفردي المتفشي في جميع الطوائف و الفئات دون إستثناء.
أما من تسوسهم الأطماع و الخيانات و يرفعون شعار الحقوق و المظالم و يحاولون تطريز الويلات و حبك العداوات ممن لا يحسنون التهجي فأولئك عبيد المال الغربي و تأشيرات الخيانة و قذارة الموائد التي تقطر بالدماء , لأنهم يسومون وطنهم سوء التخطيط و التدبير لإشباع بطونهم المرقعة من جيفة النتن الغربي الذي هو حاصل إستعباد البشرية برمتها.
من المؤسف جدا أن يجرج عليك شبه متثاقف بشبه بمقال أو تدوينة يقول فيه : يوم 29 إيريل إمتحان للوطن و المواطن في تحديد المصير فإما الوقوف مع طائفة لحراطين و دعمها و الظهور بجانبها او أن تمردا يلوح في الأفق و إنفجارا ما واقع لا محالة!!!!
أيها المتثاقفون الواقفون على حافة الزمن العبثي لا تغرنكم ومضات الصدفة التي يسوقها الحظ لكائن ظلامي كي تعري هيكله الهزيل , فلن يكون من إنفجار أو تمرد سوى العجمة و خيبة المسعى لأن الشعب الموريتاني بكل أطيافه لا يقبل لغة الاقزام التي لا تمثل إلا أيتام الظلال الباهتة , و لا تحدد من المصائر إلا حتمية خفوت أصوات الصدى.
حالة من التفلت العبثي تطبع واقع الصراع الوهمي لطواحين الهواء , و حالة من ذوبان العقل في خضم المتاجرة و المزايدة و المؤامرة على شعب يألف السلام و الأمن و الأمان بقدر ما يتربص به أوباش المدنية في ثوب وطنية الذئاب المتحايلة.
إن أي حراك على هذه الأرض بأي مسمى غير الوطن و المواطن يظل حراكا زائفا زائلا يراهن على باطل القول و سوء التدبير تحركه جوازات السفر المشبوهة و أختام العجمة البليدة .