ما فتئت قضية لحراطين من حين لآخر تلقي بظلالها على الساحة السياسية والإعلامية في الفترات الأخيرة خاصة مع الإنفتح الإعلامي الذي عرفته البلاد مؤخرا و لقد تجلى ذالك في ظهور خطابات و نقاسات جديدة وجريئة لم يالفها المورتانيون من ذي قبل .
و هكذا أخذت الأمور تفرض نفسها بشكل أو بآخر و سعى الكثيرون إلى بلورةتصور و طرح خاص بهم حول القضية تارة بالحديث عن إستمرار ظاهرة العبودية ككمارسة و تارة باالتركيز على آثار الظاهر متمثلة في الفقر المدقع و التخلف و الجهل الذي يتخبط فيه الألاف من أبناء شريحة لحراطين لا لشيئ إلا لأن أجدادهم لم يكونوا في طروف تسمح لهم بتوفير مستقبل أفضل من تعليم وصحة لأبنائهم نظرا نظرا للأغلال الرق و الأستعباد و الإستغلال التي كانوا ضحية لها,,كما أن الأنظمة السياسية المتعاقبة لم تكن لديها الإرادة الساسية سواءا على مستوى الخطاب السياسي أو الممارسة الفعلية,
و اليوم ونحن على بعد يومين من مسيرة الحقوق التي يعتزم " الميثاق" تنظيمها في أنواكشوط ,, و التي تعد بمثابة منعطف حاسم _ حسب وجهة نظري المتواضعة _ في تاريخ نضال الشريحة و في رسم معالمه في المستقبل و من ثم تأثيرات ذالك و إنعكاسلته على حاضر ومستقبل الوحدة الوطنية ,, أجد نفسي ملزما بتقديم تصوري و رؤيتي بهذا الشأن الجلل فعساي أن أسهم في حلحلة بعض مواطن اللبس و التعقيد التي تكتنف قضية كهذه .
و لكي تتضح الصورة أكثر لا بد من العودة إلى الوراء ولو بألقاء نظرة خاطفة على أبرز محطات نضال الشريحة حسب ما تسمح به الذاكرة .
لا يختلف إثنان على أن البداية الفعلية لنضال شريحة لحراطين أو العبيد السابقين كانة في السبعينات من القرن الماضي و تحديد مع ظهور حركة الحر التي أنشأتها مجموعة قليلة من أطر الشريحة من أمثال عاشور ول ضمب و بلال ول ورزك ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ولم يكن بينهم أحد من الشرائح الأخرى خاصة العرب البظان بوصفهم الأسياد أو ممارسي الرق ,,, و لقد عانى هؤلاء السجن و الإطهاد و التهكم من طرف الجميع حتى أن البعض, أطلق على حركتهم حينها " أخوك الحرظدطاني " على سبيل التهكم و الإستعطاف " ,, لكن ذالك كله قد بيدوا طبيعيا في مجتمع بدوي خرج لتوه إلى المدينة ولم يترسخ مفهوم الدولة المدنية لديه بعد ناهيك عن الغطاء الشرعي الديني الناتج عن سوء فهم وتفسير للنصوص الشرعية أخنى عليه الذي أخني على لبد
و ما لبث مؤسسو حركة الحر أن انصهروا في الحياة الساسية أو الوظيفية و دخلوا لسبب أو لآخر في فترة نقاهة للبعض أو محطة تأمل مؤقتة ليواصل البعض النضال ضمن الحراك السياسي الذي عرفته البلاد بداية التسعينات رغم العراقيل
ثم ظهر حزب العمل من أجل التبغيير الذي أسسه الزعيم مسعود ول بلخير الذي جعل من قضية العبودية و لحراطين أساسا و هدفا لنضاله السامي و النبيل و لم يستطع الحزب استيعاب قواعد من شريحة " البيظان " و إقناعها بخطابه الذي و صف حينها بالتفريقي و العرقي من طرف الكثيرين من مثقفي البيظان وروج نظام ول الطايع و رموزه لنفس التهم ,,,,, بل إن المعارضة المورتانية آنذاك لم تستطع إحتواء مسعود ول بلخير ومن على شاكلته من مناضلي الشريحة مما دفعهم إلى تأسيس ذالك الحزب ...... و حتى عندما تم حل حزب العمل من أجل التغيير و لم يجد مسعود بد ا من عقد قران مع بعض القوميين في حزب التحالف في إتفاق سياسي معروف و رؤية وحدوية ثاقبة .. إلا أن ذالك لم يشفع للرجل في أوساط مجتمع البظان الذي ظل يتوجس خيفة من الرجل و بقيت نشاطاته مهرجاناته ونتائج حزبه فيء الإستحقاقات حكرا على شريحة لحراطين إلا من رحم ربك ,,
ولم تكن منظمة " نجدة العبيد" غير المرخصة التي أسسها بوبكر ول مسعود لتسلم من نفس أساليب التعاطي و التعامل هذا بإستثناء بعض المثقفين و السياسين و المحامين الذين تخلصوا و تحرروا من تقاليد و أعراف و أطروحات
ضيقة و تبنوا القضية و التحقوا ب ببوكر ول مسعود وهم معروفون على الساحة في الداخل و الخارج و أستسمح هنا في عدم ذكر أسمءا من أعرف منهم حتى لا يعتب البعض ,,
غير أن الأمور ما لبثت أن عرفت منحى جديدا و تطورا لا لافتا ما طهور " حركة إيرا " التي تلقفت قطاع و اسعا من شباب لحراطين الذين أصيبوا بخيبة أمل و إحباط منقطع النظير من نضال حركة الحر و الزعيم مسعزد و بدا ضالك جليا في الخطاب و الأسلوب الذي أخذ تجليات مختلفة غريبة أحيانا و عنيفة أخري حتى ردد الكثيرون رحم الله مسعود ما أعدله ,,,,, لكن المدهش هو أن الدرس لم يستوعب بعد سواءا من طرف الأنظمة المتعاقبة أو من طرف المقف المورتاني خاصة أبناء " لخيام لكبار "
لقد آن الأوان أن يدرك الجميع أن قضية لحراطين قضية وطنية في المقام الأول و أن حلها شرط ضروري لضمان السلم الإجتماعي و الوحدة الوطنية و ينبغي على كل مثقف مهما كان إنتما ئه العرقي و السيالسي أن يدافع عنها و ليس من المقبول أن لا يتألم الواحد لمعاناة أبناء الشريحة التي ستظل و صمة عار في جبين الكل إذا لم يتدارك الموقف ’’’’
ولعل المسؤولية الكبرى هنا تقع على مثقفي " البيظان " الذين هم أبناء الأسياد في الماضي القريب فعندما يشاهد المجتمع المورتاني في أعماقة و تركيبته التقليدة وبعقليته المتحجرة مثقفين من أبنائه يعتلون المنابر في الإعلام و يتكلمون عن معاناة لحراطين و ضرورة السعي للقضاء عليها حينئذ و حينئذ فقط سندرك أن الأمر ليس ألأكثر تعقيدا مما نتصور و ستبدد المخاوف و تتغير الغقليات و يتخلص الكل من عقدته دونية أو فوقية كانت ...
و كم كان بودي أن يظهر لنا رغيم كمسعود في البيظان أو منا ضل كببكر ول مسعود في " البظان " أو لم لا برام في " البظان ؟
لقد حان الوقت لظهور أبراهام لنكولين مورتانيا فأين أهم أولائك المثقفون و الكتاب و الشعراء و الفقهاء’.؟
لقد كنت داشما مولعا بمقولة الأنتروبولوجي السينغلي الشهير ؛ين قال " تحتاج إلى مقفين أكثر من حاجتنا إلى حملة شهادات |" و فرق بين حامل تلاشهادة و المقف ,, فالمثقف حسب الشيخ آنتا جوب هو شخص مستقل و حر في تفكيره وتصوره هوذالك الذي يسعى جاهد ا للتغيير من واقع مجتمعه ,,,,,
إخوتي الأعزاء إننا كمقفين من أبناء هذا لاالبلد على موعد مع التاريخ يوم ال29 من إبريل لنجعل من هذه القضية شأنا و طنيا و ليست قضية شريحة بعينها و لا ينلغي أن نتغيب عن ذالك اليوم و لنقدم للعالم صورة أخر عن مورتانيا فلسنا بدعا من المجتمعات التي عرفت مشاكل و مآسي أفدح لكنها تصالحت مع ذاتها و قطعت الطريق على كل أصحاب النوايا االسيئة ,,,,,,, أجل إنها بحق فرصة المثقف المورتاني