يستعد إخوتنا وأشقائنا وأهلنا بميثاقهم الجديد غدا تنظيم مسيرة في العاصمة انواكشوط تلك العاصمة التي ضحىالجميع من أجل ظهورها إلى المسرح بعد مرحلة تارخية عسيرة والتي تكافح اليوم في زحام شديد للبقاء كغيرها من عواصم الصحراء الكبرى .
منذ نعومة أظافري و رغم ثقافتي البسيطة وإلمامي بشيء محدود من التاريخ لم أرى مجتمع منسجما يمكن أن يتعايش بسلام مثل مجتمعنا الموريتاني .
رضعنا من ثدي واحد ، خطونا خطواتنا الأولى والتي لا يزال أثرها محفورا في الصحراء ، تسميا تنا واحدة ، الشاي عندنا ثلاثة كؤوس ، والبادية عندنا مكان لتسلية النفوس .
لغتنا واحدة ، ثوبنا واحد ، الدراعة ، الملحفة ، الحولي .
نرتل القرآن في المحظرة على الشيخ دون تمييز وندخل المسجد في وقت واحد وكذا المدرسة ، نصوت في نفس الصندوق ونستقل الباص والتكسي في نفس الوقت .
السوق يجمعنا والميناء ورحلة الحج وصلاة العيد ، نتبادل التحايا في مواسم الأفراح والمناسبات الشعبية بكل أخوة لا أرى لها وصفا بعيد عن صور مسيئة كنا نسمع عنها عبر إذاعة البي بي سي وصوة أمركا ، وتصلنا بعض الكتابات عنها حول التمييز العنصري في جنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمركية .
اليوم تغيرت المفاهيم وساهم الإعلام الثوري التحريضي غير المسالم في الترويج لمسلكيات أراها شخصيا عبئا ثقيلا على مجتمع ظل إلى الأمس القريب لا يعرف سوى الكلمة البسيطة الصادقة ( السلام عليكم ورحمة الله ، أهلا وسهلا ، نرجوا لكم الخير والعافية ، تفضلوا ) بعيدا عن لغة الكراهية والمحاصصة .
إخوتي لحراطين : مع أنني لم أكن يوما أتصور أنه من الممكن أن تنفردوا حقا لا نفاقا ولا تطاولا بخصوصية تفصل بيننا حتى لا يسوق البعض ثقافة جدار برلين تحت أي شعار أو تسمية ، اما وقد صدر الميثاق لحقوق شريحة لحراطين فالتقدير كل التقدير لهذا الإطار الذي يستعد غدا لتنظيم مسيرة للمطالبة يتجسيد الحقوق القانونية والمدنية في دولة يكفل دستورها المدني هذه الحقوق .
بعيدا عن المجاملات أريد أن أبدي الملاحظات التالية :
- لا 29 مرة لمن لا يريد المآخات والنصرة لأي فرد من أبناء العزيزة موريتانيا
- لا 29 مرة لمن لا يريد الإنجسام الإجتماع ويسعى لنشر ثقافة الإنشطار وتمزيق الجسد الواحد
- لا 29 مرة لمن لا يريد تجسيد شعار الجمهورية شرف – أخاء – عدل
- لا 29 مرة لمن لا يسعى أن يظل ساكنة هذا القطر لحمة واحدة تتنفس هواء المحيط ، وتفترش أرض شنقيط وتلتحف سمائها المعطاء .
- لا 29 مرة لمن لا يريد تجسيد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( هو الرحمة المهداة ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا )))
- لا 29 مرة لمن لا يقول معنا جميعا لحراطين وبيظان وزنوج : موريتانيا فوق كل دعاية ذات بعد طائفي أو جهوي قد تمزق هذا الجسد وترمي به بعيدا حينها سنندم جميعا لا قدر الله .
نرجو التوفيق والسداد لمسيرة 29 إبريل ولكل خطوة تقطعها في الإتجاه الصحيح .
- ( حركة التاريخ قد تكون بطيئة لكنها تحكم دائما العقل ، ومطالب الثورات العصرية بما فيها الربيع العربي سريعة ومفاجئة ، لكنها كما شاهدنا في ليبيا ومصر وتونس وسوريا واليمن تجاوزت حدود العقل والمنطق ) .
اللهم جنبنا كل مكروه ، وأفتح لنا أبواب الرجاء حتى لا نسجل أهدافا في الوقت بدل الضائع في مرمى المرابطين .
