لماذا نسامح دوما من كانوا يمدحون الأنظمة السابقة و ساروا يوم سقوطها في مسيرات التأييد و المساندة لأي حكم جديد ؟
لماذا ننسى وزيرا واحدا أو وزراء عدة تنكروا لرؤساء سابقين كانوا أصحاب فضل عليهم من دون الناس و أغدقوا عليهم من النعم ما لم يكونوا يحلمون به منزوعا من حلم شعب بالعيش الكريم؟
لماذا نتغاضى دائما ؟ و نعفو عن كل الزلات ؟ و نحرر صكوك الغفران كلما ذرف علينا تمساح دموعه ؟
ثم يريدنا الوزير ولد بلاَل أن ننسى أنه كان يصف وزير خارجية إسرائيل شالوم ب " الأخ شالوم " في مؤتمره الصحفي بالدوحة . و للأسف أن ذلك المؤتمر الصحفي كان قبل إنطلاقة موقع اليوتيب أواسط 2005 لكنه موجود في أرشيف الجزيرة و المواقع العربية و قد لقي تغطية خاصة من موقع وزارة الخارجية الإسرائلية – النسخة العربية - كما يحتفظ محرك البحث "غوغل " لنا بذلك .
إنه يريدنا أن ننسى ذلك كما يريدنا أن ننسى خسارته المؤلمة في نيابيات 2006 بمقاطعة مكطع الأحجار التي كان يخطفها دائما بفعل الإنتخابات المزورة .
و هو في ذلك شبيه بنظيره الوزير الشيخ المختار ولد حرمه الذي يريدنا أن ننسى أيضا خسارته القاصمة التي توقظه من المنام في نفس الإنتخابات 2006 حينما حصل حزبه حزب "تمام" على نتيجة كانت بعيدة كل البعد عن "التمام "بل أقل من 01 في المائة فبأي حق يختطفنا هذا الرجل و يجبرنا على قراءة سردياته الطويلة المكررة و المتناقضة و المتعارضة و المترصدة و المتحينة و التي كان سببها أن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية لم يرشحه نائبا فلماذا هذا العويل و لماذا هذا الصراخ يا دكتور ؟
أَلِمُجرد أنك لم ترشح نائبا ؟ أوَ لَم تُرشِح نفسك فكانت تلك نتيجتك ؟
لكن محرك البحث العجيب "غوغل " يحفظ لنا من تناقضات ولد بلال و ولد حرمة و زملاءهم ما هو أغرب و أقرب و لو أن ذاكرتنا الضعيفة قد بدأت تنساه بفعل ما يقوم به القوم من محو آثارهم حتى لا نعرف أنهم مروا من هنا يوما .
تعالوا معي في هذه الحلقة الأولى نقوم بجولة في مديحيات ولد بلال و ولد حرمه للرئيس ولد عبد العزيز الذي يصفونه اليوم بمختلف الأوصاف و النعوت لنرى أن صحوة هؤلاء الوزراء قد جاءت متأخرة و متأخرة جدا ، فإما أنهم كانوا يكذبون علينا و إما أنهم يكذبون الآن و النتيجة واحدة !
ففي 09/05/2010 كتب لنا الوزير محمد فال ولد بلاَل مقالا مطولا تحت عنوان " الهوية والتعددية الثقافية" بموقع الأخبار تهجم فيه على سياسة ولي نعمته الرئيس معاوية و قال بأن مأمورية ولد عبد العزيز فرصة ثمينة و هذه إحدى فقرات المقال ""...وهذه حقيقة ندركها جيّدا عندما نستحضر ما آلت إليه أوضاع البلد من تأزّم في نهاية الثمانينات لمّا انقطعت سبل الحوار وتغلبت لغة العنف والعنف المضاد على لغة العقل على المستويين الرّسمي والأهلي. أمّا اليوم ونحن نجني ثمار المصالحة ونتذوّق طعم الألفة ونعيد بناء الثقة, فإنّي لا أجامل عندما أقول إن لدينا فرصة ثمينة في ظلّ رئاسة السيد/ محمد ولد عبد العزيز لما هو عليه من قوّة في الشخصيّة وإقدام والتزام بهيبة الدولة وقدرة على الحسم"
و هنا و بعد عام نجده بموقع أمجاد يجدد قصائد المديح للرئيس عزيز معارضا تجديد الطبقة السياسية و واقفا أمام صعود الشباب في مقال عنونه ب "للشباب فقط " و هذه إحدى الفقرات التي توضح موقف الرجل في ذلك الظرف " ...وصلنا بطريقة حرة ونزيهة إلى انتخاب رئيس شاب ينادي بالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات الأساسية للشعب الفقير, وينادي بإرساء نظام ديمقراطي يضمن التداول السلمي للسلطة كلّ عشر سنوات على الأكثر بمقتضى الدستور الذي أراده للبلاد وأقرّه الشعب. ...هذا التداول الآمن والديمقراطي للسلطة حسب آجال محدّدة هو الخيار الصحيح وهو ما يريده الرئيس محمد ولد عبد العزيز لشعبه وبلده ونفسه " و المهم أن نخط تحت الآجال المحددة دستوريا التي ينادي بلاَل اليوم بالتنصل منها .
بعد عام آخر وفي خريف 2012 و لأن الرئيس أصيب برصاص فقد كان موقف الرجل يميل حيث ظن أن الكفة قد مالت و هنا ينقل لنا أحد المواقع و هو "موريتانيد " خبرا تحت هذا العنوان " السفير السابق محمد فال ولد بلال: " كل المعطيات تشير إلى أن ولد عبد العزيز لن يعود في القريب العاجل" جاء في متنه ما نصه " قال السفيرالسابق محمد فال ولد بلال في تصريح صحفي لـ"موريتانيد"، إن: "موريتانيا تعيش انسدادا حقيقيا والرئيس غاب و كل المعطيات تشير أنه لن يعود في القريب العاجل، والهيئات يجري الحديث عن عدم شرعيتها، و هذه الوضعية لن يكون حلها الا عن طريق ثلاث احتمالات للحل و هي: ـ الحل الدستوري الذي يبدو متعثرا ـ وفاق وطني هو ما يجب التوجه اليه ـ وفي حالة عدم حدوث هذا التوافق فان الحل سيكون عسكريا عن طريق انقلاب".
و هنا لم أعد بحاجة إلي تعليق ، فهل وزيرنا هذا إنقلابي أم وفي أم ......
أما وزير الصحة ول حرمه فحدث عن مدحه لعزيز و هجاءه لأصدقاء اليوم و لن تعوزك الأمثلة و لا العناوين
• المقال : " لماذا يتأرنب الأسد "
الفقرة : "وإذا كان البعض يعتبر نجاح موريتانيا في مواجهة التحديات الأمنية والتنموية في هذه الفترة القليلة، مجرد نجاح شخصي للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وليست مكاسب كبيرة تحققت للبلد، فتلك كارثة، وقصر نظر، من الأفضل لصاحبه البحث عن عكاز وليس محاولة قيادة الناس في أحزاب سياسية. أخيرا اعذرونا، فالقضايا الكبيرة لا تفصل على حجم العقليات التي أنشأتها."
• المقال : الحوار و تحيين الذات
الفقرة : أما النقطة التي لا تقل أهمية، فهي أن نتائج الحوار قلبت كل الدعايات المغرضة على أعقابها، تلك الدعايات التي روجت لاستحالة تنازل الرئيس في هذه النقطة أو تلك، ليكشف الحوار عن الجوهر النفيس لتفكير الرئيس ولد عبد العزيز الذي قدم تنازلات كبيرة لمصلحة البلاد وتطوير مؤسستها السياسية والتشريعية، مؤكدا مرة أخرى أنه رجل وطني يؤدي دوره التاريخي
المقال : المنسقية و ثورة الببغوات
الفقرة : محمد ولد عبد العزيز من أكثر حكام البلاد إسلامية وخدمة للدين، فتح إذاعة القرآن الكريم، أمر بإنجاز مشروع "مصحف شنقيط"، أمر بإنجاز بناء أكبر مسجد في تاريخ البلاد، أسس أول جامعة إسلامية موريتانية (جامعة شنقيط)، أمر بتمويل المحاظر، خصص مرتبات للأئمة، أمر بترقية التعليم الأصلي ورعايته، والسهر على بيوت الله وحرمتها ورعاية العلماء وخدمة الحجيج، أوفد بعثات الدعوة للدول الخارجية.. طرد الصهيونية من بلاد المنارة والرباط، فعل العمل الإسلامي على الصعيد الداخلي والدولي.. ومعروف بشهادة الكثيرين أنه يصلي جل أوقاته في المسجد، ومعروف بتدينه وحبه للدين ولكل ما ينصر الدين...