ملاحظات على المسار الحانوتي / جمال ول الخرشي

سأحاول باختصار شديد أن أكتب ملاحظات عامة على ما كتبه الكاتب المشهور الوزير الدكتور والشيخ الوقور المختار ول حرمه تحت عنوان المسار الحانوتي السفينة المخروقة الحلقة الرابعة.
الملاحظة الأولى:

كتب الدكتور وأسهب في الكتابة كعادته قبل المسار الحانوتي السياسي الجديد وبعده، فقد بدأ بكتابة أمنيته الوحيدة في الوقت الراهن وهي عدم ترشح الرئيس محمد ول عبد العزيز لمأمورية ثانية ربما ناسيا أو متناسبا قول  المتنبي: ما كل ما يتمنى المرء يدركه # تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن، وهو يعلم والجميع كذلك أن ترشح السيد الرئيس محمد ول عبد العزيز لم يكن رغبة منه في السلطة وإنما جاء تلبية للطلب الملح لغالبية الشعب الموريتاني له بالترشح لمأمورية ثانية ليكمل مسلسل الإنجازات الذى بدأه بإصلاحات بناءة متجسدة على أرض الواقع من إصلاح للحالة المدنية لإطلاق الحريات لإنشاء المدن والشوارع والمطارات والمنطقة الحرة و...... ثم بدأ الكاتب الدكتور والشيخ الوقور يصوب سهام الهجاء اللاذع لشخص الرئيس منتهكا حرمة وهيبة الدولة واستطرد من آيات الذكر الحكيم ما لا أرى أنه في محله وعليه أن يسأل الفقهاء عن حكم توريد القرآن في غير موضعه.
الملاحظة الثانية:
قسم الدكتور مقاله إلى ثلاث مشاهد وصورتين:
المشهد الأول: يتلخص في الهجوم الشديد على رأس السلطة وإضفاء صورة ضبابية على المشهد السياسي وتوقع لزلزال أو طوفان جارف يغرق الجميع في مركب واحد.
المشهد الثاني: يتمحور في الثناء على رئيس حزب التحالف السيد مسعود ول بلخير ودعوته للعدول عن معارضته المسؤولة والعودة إلى المعارضة المتطرفة.
المشهد الثالث: بشارة إلى المجتمع العميق كما يقول الذي لا تزله منفعة آنية وهنا أتوقف عند هذا المشهد قليلا لنطرح السؤال على الشيخ الوقور والوزير الدكتور: هل لو بقيتم في وزارة الصحة سيتغير الوضع وينقشع الظلام ويحل السلم الاجتماعي وتحل جميع مشاكل الشعب العميق وتبدأ الإصلاحات من وزارة الصحة إلى رئاسة الجمهورية مرورا بالوزارات الأخرى والوزارة الأولى من باب أولى ؟؟؟ وهل لو قبل ترشحكم كنائب برلماني في اللائحة الوطنية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم سيكون كلامكم مختلف تماما عما كتبتم في هذا المقال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما الصورة الأولى فتحمل نوعا من التشاؤم والتناقض حيث يتوقع أن تسير البلاد إلى الهاوية التي خلفها غيابه هو عن المشهد السياسي فلو لم يغب هو وزيرا كان أو نائبا لما كان الأمر كذلك.
الصورة الثانية وهي الأشد حيث يدعو فيها الدكتور صراحة إلى الانتفاضة الشعبية من أجل التغيير متجاهلا ما آلت إليه الدول العربية التي شهدت انتفاضات شعبية زهقت خلالها الأرواح الزكية وسالت دماء الأبرياء   وخلفت وراءها من الدمار ما تعجز عن تعويضه خلال عقود قادمة والبعض منها مازال مشهد القتل فيه والدمار ماثلا للعيان إلى يومنا هذا.
لا أصدق أن هذا ما يريده الشيخ الدكتور لموريتانيا لا لشيء إلا لأن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لم يقبل ترشحه كنائب في اللائحة الوطنية وأين الوطنية وأين الإنصاف والحكمة في هذا ؟؟؟
الملاحظة الثالثة:
في آخر مقال الشيخ الوقور يوجه الطلب للشباب الذي هو الأمل وهو محور اهتمام النظام الحالي يطلب منهم أن يثوروا من أجل إخراج البلاد من النفق المظلم الذي وكما يبدو خلفه غياب الوزير الدكتور عن المشهد السياسي، ثم يعمم الدعوة ويوجه الطلب نفسه للشعب الموريتاني بمختلف نخبه وطبقاته وشرائحه للتحرك والانتفاضة والثورة من أجل إنقاذ البلاد والعباد من الشر المستطير المحدق بالجميع بدون استثناء حسب قوله بعد المسار الحانوتي السياسي الجديد.  

14. مايو 2014 - 12:48

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا