التاريخ الموريتاني في الكتب المدرسية العربية / الشيخ أحمد ولد داداه

نحن شعب يعتز بتاريخه وماضيه المجيد ورغم بعد الشقة عن المشرق العربي فقد حافظنا على أسس الحضارة العربية الاسلامية نظيفة و عبرنا عنها بلغة رصينة كما شهد الرحالة و المؤرخون العرب الذين مروا ذات يوم بهذه الارض وذالك عكس مادونه الاداريون الاستعماريون في الحقبة الفرنسية و كذالك صورة موريتانيا في المراجع الاوروبية.

مع استقلال الدولة الموريتانية في ظروف استعجالية حاول الجيل الاول من المؤسسين كتابة كراسات لإرواء  ظمئ التلاميذ المتعطشين لقراءة جزء ولو يسير عن تاريخ البلاد حتى لا تسيطر حكايات الصحراء التي تسردها الجدات كتعويض عن غياب التاريخ المدون.
ظهرت كتب مدرسية رغم بساطتها نبقى نكن لها كل الاحترام وننظر اليها بدهشة عند ما نسمع عن المرابطين و الامارات الموريتانية و المقاومة و معركة الحصول على الاستقلال من مستعمر يجيد دفن فكرة الوجود الفعلي لشعب يريد التخلص منه رغم انفه.
يتسارع الزمن وتفتتح جامعة انواكشوط ليتصدر قسم التاريخ في كلية الآداب و العلوم الانسانية المشهد الحضاري في الجامعة الوليدة.
مواضيع بحث لاول مرة تتناول التاريخ الموريتاني دراسة و تحقيقا رغم شح الامكانات وتواضع الوسائل، لكن ارادة اساتذة قسم التاريخ كانت قوية فنشرت عشرات الكتب و المذكرات الجامعية و الاوراق البحثية في ندوات محلية ودولية. ما أريد الاشارة اليه هنا هو الغياب الكلي للتاريخ الموريتاني في المناهج الدراسية العربية خاصة (الاعدادي و الثانوي والجامعي) في حين ندرس في منهاجنا التربوي معظم مراحل تاريخ المغرب العربي و كذلك المشرق من الحضارة المصرية و بلاد الرافدين و الكنعانيين و الفينيقيين و بلاد الشام و مع ذلك نجد أن المقررات الدراسية التي اطلعت عليها لا يجد فيها القارئ أي ذكر لتاريخ هذه البلاد، يبقى الدور هنا على السفراء الذين يمثلون البلاد في هذه الدول ووزارة التهذيب الوطني و اللجان الثقافية التي تشرف على توقيع مذكرات التعاون بين بلادنا و تلك الاقطار حتى تسترجع الذاكرة العربية جزءا من تاريخنا الذي ضاع في اروقة السفارات و تجاهل من كان بإمكانهم ذات يوم ان يسطروا تاريخ هذه الامة مقابل أن نعطيهم ثروة هذا الشعب فهل من مجيب؟؟

15. مايو 2014 - 13:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا