دعني أعش بسلام ، لم اقترف ذنبا ولست معنيا بكل الأمور التي تدور من حولي...وجودي عرضي ...لا أريد علوا في الأرض ولا فسادا.....لا أريد أن أكون رئيسا أو وزيرا ولا حتى برلمانيا ...كل ما أريده هو الاستمتاع بجو الأمن والاستقرار ،
فلا أنا أفهم السياسة وليست لدي مؤهلاتها الثقافية والمادية ، فهل لك أخي السياسي أن تمنحني فرصة العيش بأمان؟
أنت تستطيع أن تفعل كل ما تريد!!
تستطيع أن تشتري منزلا في أي مكان من العالم ، وتجد راحتك وطمأنينتك هنالك ، أما أنا فجهدي متواضع وأعاني من غريزة حب هذا الوطن ، وأفضل عريشا في صحاريه على قصر مشيد خارجه. صحيح أنك تحب مصلحتك وتدافع عنها بكل الوسائل ولك تبريراتك الخاصة!.. ولكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب وطني وتماسكه لأنه فوق كل اعتبار ، وأي محاولة بهذا الاتجاه فإن صاحبها يعرض نفسه للخطر.
حاور أو لا تحاور، شارك في الانتخابات أولا تشارك ، فمهما يكن من أمر فأنا لن أتنازل عن حقي ما حييت ، ولن أظل ساكتا مكتوف الأيدي... إما أن تحترمني وتقدرني وتكون صادقا معي، وإلا ستلاحقك براءتي وصفاء سريرتي .. فأنا مللت الخداع وضقت ذرعا به.. وليس بمقدوري تحمل المزيد!
لم أجد من ضمنكم معشر السياسيين من يشاطرني الاستمتاع بالإنجازات البارزة للعيان ..والتي تحققت في ظل النظام القائم ، والتي لا ينكرها إلا مكابر ...مع أني لم أجد حزبا سياسيا بالمفهوم الصحيح تنعدم فيه الفوارق الاجتماعية ليحل مشاكلي... أو يبحث لها عن حلول، وأتخلص من القبلية والجهوية ورتابتهما.
أخي السياسي أنا أعرفك جيدا ولا يهمني لون العباءة التي ترتدي فأنا على علم أنك تملك عباءات بعدد ألوان الطيف!!! ترتدي أيها شئت وأنى شئت ، فمع أني أمي وذاكرتي ضعيفة فقد عرفت الكثير والكثير عنك ومن ضمن ما عرفت أنك أناني بالدرجة الأولى، تفضل شأنك على الشأن العام!! إن جو الأمن والاستقرار الذي نعيشه يعتبر مكسبا نحسد عليه، وأي إخلال بهذا الجو لن يسلم صاحبه من العقاب..
أيها السياسي مطالبك يجب أن تسمو إلى أن تصل حد المطالبة بتقديم خدمات للمواطن البسيط على مستوى التعليم والصحة.... ساعتها ستتآخى معه ..وستوافق هوى في نفسه، أما إذا بقيت تريد تبوأ كرسي الرئاسة أو حقائب وزارية أو تتوق إلى مصالح ضيقة فإنك بذلك تؤجج نار الفتنة بينك والمواطن، الذي لم يعد بوسعه تحمل المزيد لسخريتك الدائمة منه! فلم يعد كما كنت تعرف ، بل تعلم من أساليبك ومحاباتك ولم يعد مستعدا لأن ينخدع تحت أي ظرف ..
إن ساحتنا السياسية تشهد حراكا متصاعدا، تتجلى ملامحه من حين لآخر.. وليس ذلك الحراك إلا إيحاء من إيحاءات تمليها مطامح كل طيف سياسي... وتفرضها طبيعة المنافسة الديمقراطية الشرسة، وحتى لا نذهب بعيدا، ولكي نبقى في الوقت الرسمي للمباراة!! يجب أن نغتنم الفرصة، فالفرقاء السياسيون يجمعهم أكثر مما يفرقهم ولكن أساليبهم تختلف حسب مشاربهم وإيديولوجياتهم التي يتبنون ، وإلى غاية رجوع سياسيينا إلى رشدهم نبقى في بيتنا الزجاجي المنيع وبين هذا وذاك يضيع المواطن.