النظام يسير في الإتجاه الخطأ! / محمد محمود ولد إسلم

يبدو المشهد السياسي الموريتاني اليوم أكثر ضبابية من أي وقت مضى، وهي سمة لازمته منذ عقود.
لكن الإنقسام الحاصل حد القطيعة بين الساسة ليس وليد اللحظة، فللبلد تجارب مشابهة، وخصوصا منذ قرر الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد إدخال البلد إلى نادي الديمقراطيات على طريقته الخاصة طبعا.

لقد كان للحكومات الموريتانية دائما معارضة لكنها في الغالب مهذبة نسبيا ومنزوعة المخالب بشكل قسري أو لنقل مجففة المنابع.
لم تكن المعارضة في هذا البلد يوما تشكل مصدر خطر أو قلق إلا في أعين الجالسين على الكراسي عكس مايروج له أصحاب الرؤية المتهافتة من ذوي الإلتفاف اللزج الذين يحاولون اليوم الإلقاء باللائمة على المعارضة في كل مصائب الوطن سواء أكان هشاشة الوضع الأمني أو تأخر المطر.
إن سهام النقد يجب أن توجه اليوم إلى مراميها الحقيقية إلى النظام الذي وضع البلد على شفا حرب أهلية مازال ينفخ في جمرها الغافي تحت رماد الأيام.
إن تشجيع القبلية المقيتة والشرائحية الوقحة وتأجيج الدعوات العنصرية ورفع دعاتها إلى مراتب المواطنين الخُلَص بل المناضلين ضرب من الشذوذ الأخلاقي وجهل بأبجديات السياسة لا يستقيم ولا يليق بمحكوم أحرى حاكم.
قبل ثلاث سنوات أحرق زعيم حركة إيرا بعض الكتب الفقهية وبغض النظر عن موقف زيد أو عمرو من هكذا تصرف، إلا أن رسالة إيرا وصلت وهي "تحطيم قدسية هذه الكتب وما ترمز إليه وفتح الباب أمام المتطاولين على الإسلام دين الدولة والمجتمع؛ رسالة غاية في الخطورة!".
إن ردة فعل النظام على هذه الرسالة كانت مريبة وغاية في التناقض فالرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي استقبل الآلاف من الجماهير الغاضبة على باب قصره ووعد "بتطبيق شرع الله في الجاني" هو السبب اليوم وراء تزكيته اليوم مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية، ولربما فكرة ترشحه فيا للعجب!!!
لم نعد نستغرب والحال هذه بعد أن ينال ولد عبد العزيز لمأمورية ثانية أن يجري تعديلات دستورية يرفع بقتضاها القيود المفروضة على مأمورية الرئيس ويترشح لمأمورية ثالثة يبحث لها عن منافسين جدد على مزاجه، ومن يدري فقد يكون من بينهم المتهم بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولد إمخيطير؟
كل ذلك ينضاف إلى سقوط الدولة من أعين المواطنين؛ سقوط لم يسبق له مثيل في تاريخ الأنظمة المتعاقبة.
لقد داس كثيرون على هيبة الدولة ومقدساتها وأشرعت أبواب القصر الرئاسي أمام أصحاب الدعوات الإنفصالية والشرائحية، وبقي موصا في وجه الغيورين على الوطن من العقلاء وأصحاب المكانات العلمية.
واقع لايمكن أن يقدم عليه نظام ما ويركن للراحة فزارع الحنظل لايجني التفاح!
إن هوية البلد اليوم وتماسك النسيج الإجتماعي في خطر كبير فرغم كفاحهما للبقاء طوال العقود الماضية من عمر الدولة تبدوان اليوم تترنحان تحت الضربات الموجعة للقوى الظلامية مايستدعي اليقظة من الجميع فالوطن في خطر!

20. مايو 2014 - 10:56

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا