من حقنا نحن "الفرقة الناجية" أن نخوض الحملة الرئاسية قبل أوانها ..ونحن نعتمد في ذلك على أصل مكين هو القياس وحد القياس عند الأصوليين: "حمل معلوم على معلوم آخر في إثبات حكم لهما أو سابق عنهما، بأمر جامع بينهما، من إثبات حكم أو صفة أو نفيهما عنهما".
ونحن نقيس حملتنا هذه على الحملة التي بدأها أحد المترشحين المنافسين لنا، وإن كان بعض فقهاء موريتانيا الأعماق، يرى أن ما يقوم به فخامة الرئيس القادم، حاليا ليس حملة وإنما هو "..استكمال نسبة 1 بالمائة الباقية من برنامجه الانتخابي الذي حاز ثقة الشعب الموريتاني في صيف 2009"..
وللتذكير فالفرقة الناجية سدد الله خطاها، وأبقى لها ما أعطاها، ليست تلك المعارضة التي وقفت حمرها في العقبة، ولا هي الموالاة التي رأت لهو التزلف وتجارة التسيب، فانفضت في مبادرات لا أول لها ولا آخر، من حول رئيس الاتحاد، كفاه الله شرور ما قبل وما بعد الانتخابات، وتركته قائما..والاستطراد هنا من بابه اللغوي فقط.
في حملتنا هذه السابقة للحملة نقول متأسفين، أن موريتانيا في ورطة كلما ظن شعبها أنه خارج من عنق الزجاجة نحو نظام مجمع عليه ولو بنسبة ضئيلة، إذا به يرجع إلى قعر الزجاجة المظلم كجلمود صخر حطه السيل من عل..
ونقول جازمين، وتركيزنا إنما هو على منافسنا الكبير، أن الانتخابات القادمة ليست هي الانتخابات المخرجة من قعر الزجاجة لأنها مقدمة طللية، لتنصيب صاحب المأموريات الثلاث المقبلة، دام بالله عزه..، فموريتانيا تحتاج لصاحب الفخامة في استقرارها الداخلي لو- لا قدر الله- نجح بيجل أو لاله مريم أو ابتسم الحظ لبيرام مرشح مجلس الأمن، أو فاز مرشح الفرقة الناجية، فربما يصدر أحدهم، تحت تأثير شياطين القصر الأرجواني، مرسوما ليليا بإقالة الجنرالات وهناك سيحتاج البلد لحركة تصحيح أخرى.. "ولا أبا حسن لها".
والبلد يحتاج لفخامته لتحتفظ موريتانيا برئاسة الاتحاد الإفريقي التي انتزعناها بمدافهنا ، وأضفناها رسميا للألقاب الخاصة به نصره الله على أعدائه وكفاه شرور الزمن.
وأكثر من ذلك، فنجاح صاحب الفخامة ضروري حتى يكمل الورشات التي لم يهدأ العمل فيها قط، ويكمل ويدشن المشاريع التي ستحول البلد إلى جنان تجري من تحتها الأنهار؛ ربما، إذا غاب الرئيس، نعوذ بالله من ذلك اليوم، يعبث بيجل أو أحد المرشحين الآخرين، بمشاريع فخامة الرئيس، ويدخل فيها الأصابع بل ويدخل العيدان في دواليبها..
نعترف لمنافسنا الكبير بأنه ضرورة وطنية في مجالات أخرى بينها محاربة الفساد، تصوروا، مثلا، أن أحد المرشحين فاز وتركت له الخزانة العامة مفتوحة بلا حراس، وفتح أمامه الحساب الخارجي الذي ينام فيه منذ سنوات آمنا، مبلغ الملياري دولار عدا ونقدا: فهل سيضبط نفسه عن كل هذه الأموال، المحفوظة والتي ليس هناك تبويب لصرفها لعدم الحاجة إليها، وهل سيتمكن هذا المترشح المعدم، من ضبط الأمور وتنقية الصفقات كما كان الأمر في العهد الراشدي حيث أمير المؤمنين هو الخازندار وهو شاه بندر التجار؟؟..
وموريتانيا، يا بيجل ويا بيرام ويا صار، ويا لاله، تحتاج لصاحب الفخامة في أكثر من مأمورية حتى لا يعود الإرهاب فالإرهابيون لا يخافون إلا من فخامة الرئيس فإذا – لا قدر الله- فاز غيره، فسيعود الإرهاب بأشنع مما كان، لأن منافسي فخامة الرئيس بمن فيهم الفرقة الناجية، مدنيون كلهم، ولا يمكن لأحدهم أن يطلق رصاصة، وفيهم من يخاف بنادق المطاط..ومنهم من سيهرب إلى كرمسين إذا راجت شائعة عن دخول سيارة إرهابية للحوض الشرقي..
فكيف، إذن، نكل أمن موريتانيا وأمن "إخواننا" السياح الأوروبيين لغيره، أيده الله ؟؟
هذه حملة تسوقها الفرقة الناجية تزلفا لكبير المترشحين لكي يعقد معها صفقة في الدور الثاني للانتخابات المقبلة، ذلك الدور الذي يخطط له حاليا خبراء اللجنة المستقلة والمجلس الدستوري على شكل مواجهة بين الرئيس المنصرف وبيجل ولد هميد، والذي سيعطي للانتخابات الصدقية التي تحاول المقاطعة السياسية سحبها منها.
..وختاما نذكر الناخبين أن صندوق الفرقة الناجية موجود في جميع المكاتب وبطاقة مرشح الفرقة الناجية لا تخفى فهي بيضاء ناصع لونها تسر غير المتزلفين.