يعد البرنامج الانتخابي لمرشح الرئاسة هو الباب الرسمي للوصول الى عقول الجماهير ومداعبة احلام الناخبين ، واحد الوسائل المهمة التي ترجح كفة هذا المرشح على ذاك في السباق الرئاسي وهو ايضا ضرورة مهمة في البلدان الديمقراطية
وليس رفاهية وانما احد الأدوات الناجعة لقياس قدرة المرشحين على التعامل مع المشكلات التي يعاني منها المجتمع ، ولاشك اليوم هنا في موريتانيا ان كافة المتسابقين للولوج للقصر الرمادي يحملون في جعبهم ككل مرة برامج انتخابية رنانة قد تتماشي مع ماهو مطلوب حاليا وربما العكس ،وهذه البرامج او المشاريع الانتخابية قد تختلف وتتنوع اولوياتها حول ماهو اقتصادي او سياسي واجتماعي وثقافي....الخ ولكن يبقى جوهرها متحد حول المنافسة على كسب رهان الناخب من هنا وانطلاقا من واقع موريتانيا الحالي اردت ان اسرد بعض النقاط الهامة كمقترح انتخابي مقتصر يهم الشعب ويطالب بتجسيده حيث انه يحظى بقيمة آنية ومستقبلية ،
ان من المعروف ان اسس اي برنامج انتخابي لابد ان تكون معقولة التصور وواقعية المنطلق وتحمل في ابعادها بصمة جديدة إضافية ، لذا سأكون متواضعا وواقعي في طرحي هذا ولن اقارن البتة مابين وضعية موريتانيا الراهنة وبلدان ربما سبقتها بمئات الأميال ،
1- ان من اكثر ما يأرق المجتمع الموريتاني حاليا باختلاف اجناسه هو هاجس الأمن والاستقرار ،لذا من واجب المرشح الرئيس القادم ان يضع هذا ضمن اولوياته ويسعى جاهدا الى توفيره وابتكار وسائل حديثة تنشط من
دور الوحدات الامنية بالبلد مكرسا مبدأ احترام الدولة وثقافة التعايش والسهر المتواصل للحفاظ على سلامة المواطن والوطن ،
2- يعد الفقر كذلك احد اكبر المعضلات المزمنة للمجتمع الموريتاني داخل المدن وفي الارياف ،لذا على المرشح القادم ان لم يستطع إنتشاله من جذوره ان يعمل للحد من انشاره على المدى القصير والمتوسط وذلك بإطلاق العنان للحملات التنموية الموسمية لمحاربة الفقر ، وان يكرس ضمن دور بعض الوزارات والادارات المنوط العمل على إطلاق مشاريع مدرة للدخل بغرض استفادة غالبية السكان ،وان ينشأ بنك للزكاة حتى يكون للفقراء حظ من بلدهم الغني وافر الخيرات،
3- لا احد يجهل البتة اهمية التعليم والصحة لذا فإن تقدم الدول في العالم ونهضتها غالبا ماتقاس بتطور هذين المرفقين ، من هنا على المرشح القادم ان يبذل جهودا حثيثة للرفع من مستوى العملية التربوية والصحية المتواضعيين بالبلد فبالنسبة للتعليم يجب توفير المدارس في الارياف والمناطق المحرومة ، وكذا انشاء الجامعات الحديثة في كل من انواكشوط وكيفة وانواذيبوا ومن الجيد ان توجد بها تخصصات مناسبة تواكب العصر من درجة ليصانص حتى الدكتوراه ،كذلك بالنسبة للمجال الصحي من اللازم مراعاة الطبيعة الصحية للمواطن وهذا لن يتحقق إلا اذا وفرت كافة المستلزمات الطبية الضرورية والحديثة من ادوية ومعدات وغيرها ومن الضروري كذلك انشاء مستشفيات حديثة في كافة مقاطعات العاصمة ، وفي اغلب المناطق البعيدة وان تضاعف الطواقم الطبية وتمنح الظروف الملائمة للعمل باريحية ، ومن الجيد فرض رقابة صارمة على اداء الاطباء وكذلك الادوية المستوردة،
4- ان تقدم موريتانيا ونهضتها دون شك يعتمد بالاساس على تجديد الطبقات ولعل اهمال تجسيد هذه النقطة هو ما جعل موريتانيا تتقوقع في مأخرة الدول عبر عقود لذا من المطلوب اليوم رعاية هذه الاجيال والطاقات الشابة التي وقع عليهاضيم وظلم كبير وحرمت من فرص العمل ، ومن المشاركة الفعالة في الحياة السياسية وفي صنع القرار وهذا لأن المجتمع الموريتاني غالبيته مجتمع فتي وشاب ، هذا فضلا عن الاهتمام الفعال بالمرأة والرفع من مكانتها بالمجتمع
هذه اذا جملة من النقاط المختصرة التي تحوم حولها وتنحصر مشاكل المواطن الموريتاني لذا واستجابة لندائي الضمير والوطنية على المرشح الرئاسي القادم ان يتبناها ليس كمشروع مستقبلي فقط وانما مبدأ راسخ من مبادئ التغيير المنشود
فان موريتانيا اليوم بحاجة حقيقية الى سواعد تبنى وتأسس وتجسد وليست بحاجة الى كيل جديد من الوعود الزائفة والشعارات البراقة
رزق الله بلادنا من يرشدها ويرأف بحالها