حتى ينصف المظلوم / أحمد ولد محمذن ولد السالك

لا شك أن تبني أي مفهوم قانوني لن يكون خيارا اعتباطيا، فالقانون شكل من أشكال الفكر الإنساني، وليس من المتوقع أن يتوحد الإنسان على مستوى رؤاه التي تحددها وتتحكم فيها مجموعة من العوامل ذات المرجعية الاقتصادية أو السياسية أو الإيديولوجية، لذا وجد القانون كوسيلة لأنسنة وتخليق وضبط العلاقات بين البشر.

وهو ما يتأكد عند الوضعية التي يؤول إليها الأجير عند فصله من عمله وحرمانه من رزقه وكسب عيشه،(عمال تازيازت) لأن حماية هذه الطبقة من صميم النظام العام.
وهنا لا بد من الإشادة بما تحقق خلال المأمورية التي قضيتموها خلال الفترة التي تزامنت مع الكثير من المعوقات و الانعكاسات التي جعلتكم تصممون علي النهج المتبع والسير الحسن، فأخذتم مواقف رغم المصاعب كانت في محلها، ونظرا  لما بذلتموه ظل الجدال سيد الموقف والانقسامات الحزبية، بل والعرقية، تأذن بفجر طال انتظاره ألا وهو الترشح لمأمورية جديدة بدون سابق إنذار سيرا علي من تقتدون به من رؤساء العالم العربي المشمول بتحكم وقبضة الحكم العسكري المقيت والفاشل إن أمكن القول في ظل دولة التعبير عن الحريات وعدم كبتها.
ولكن سيادة الرئيس لا بد أنك لا تجهل كون الشباب هذه المرة ليسوا مع توجهاتكم النيرة نتيجة ما فعلتموه طيلة مأموريتكم، وما فعلتم بالشعب من عدم اهتمامكم بمرتكب الجنايات في حق الدين الإسلامي الحنيف، إضافة الي الفضيحة التي لم تثر الرأي العام (قضية عمال تازيازت) بالرغم  من وجود ما يكفل لعمالها المطرودين من حقوق منصوص عليها في متون المدونات القانونية، وخصوصا مدونة الشغل، إلا أن المعنيين بالأمر تغاضوا عنها نتيجة مصالح تمخضت من سوء العقود التي يبرمونها مع الشركات الأجنبية والتي تروح الدولة ضحيتها كطرف ضعيف في العلاقة التعاقدية، حتى ولو أخلت الشركة بأساسيات العقد كما فعلت شركة تازيازت مع العمال الأبرياء الذين لا حول لهم بما يجري وراء الستار ودون أن تكون القضية كباقي القضايا الوطنية التي شاعت وذاع صيتها، تكتمت الدولة عليها ورمت المتظاهرين في أزقة الشوارع بالرصاص ومسيلات الدموع بدل أن تحتضنهم، ولكن العيب كل العيب علي من يدعي إنصاف المظلوم واحتضان الفقراء كمبدأ من مبادئه السياسية، وكشعار لا مثيل له في وجه الانتخابات ممتطيا به جواد المسابقة للوصول الي الكرسي كما فعلت من قبل، ولكن أما آن للعجلة أن تتوقف حتي تتحقق الوعود السابقة، أما آن أن ينكشف ضوء التغيير لإصلاح ما تبقي من المملكة العسكرية.
بالله عليكم يا شباب التغيير فكروا وتأملوا الحديث "لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ " فكم أوعد فأخلف وكم حدّث فكذب .......... بالله عليكم انصروا إخوتكم العمال المظلومين المضطهدين ولو بوقفات حاشدة احتجاجية حتى تعاد الأمور إلي نصابها وحتى لا تذهب الحقوق سدى فذلكم أضعف الإيمان.

25. مايو 2014 - 10:49

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا