تناولت وسائل الإعلام العمومية والخصوصية إشراف محمد ولد عبد العزيز على الصلح بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية بالكثير من المغالطات والمبالغة في الاستغلال الدعائي لهذا الحدث ، ولعل هذا السلوك لا يعتبر سلوكا مفاجئا في مثل هذا التوقيت بالذات
لأنه موسم تجاري بامتياز لقطاع ( البشمركة ) ، ولا يمكننا لوم صحافتنا العمومية أو الخصوصية على ذلك ، فحال هذا القطاع يكفي عن السؤال عنه .
إن تناول الإعلام لهذا الحدث لم يتم بشكل صحيح نظرا للجشع الكبير الذي أصاب إعلاميينا ، فأصبحوا يتنافسون على زخرفة رئيس جمهوريتهم التعيسة ، ولذلك وجب علينا لزاما إعطاء توضيحات هامة بخصوص صلح كيدال .
أولا : صلح كيدال تم إعداده مسبقا من طرف الأمم المتحدة و فرنسا و حكومة مالي و الحركات الأزوادية ، وبمعنى آخر فإنه كان جاهزا ، وكل ما كان ينقصه مجرد إجراءات شكلية .
ثانيا : الوساطة الموريتانية في الأزمات السياسية ليست جديدة لعل أهمها وساطة موريتانيا بين مالي وبوركينافاسو أيام حرب الفقراء ، بمعنى آخر ليست سابقة تحسب لولد عبد العزيز ، وليست مبادرة .
ثالثا : الوساطة بين الحركات الأزوادية وحكومة مالي ليست حدثا مهما على الإطلاق فتاريخ الصراع القديم بين الحركات والحكومة المالية ملئ بالاتفاقيات والمعاهدات والهدن المعلنة وغير المعلنة .
رابعا : هذه الوساطة سبق وأن قام بها رجال أعمال و دبلوماسيين ليسوا بدرجة رئيس دولة أو رئيس دوري للإتحاد الأفريقي ، ومثال ذلك لازال قريبا جدا . من هو الوسيط في اتفاق واغادوغو ؟؟؟
الإعلام الوطني بشقيه يعيش انحطاطا لم يسبق له مثيل ، فبعض الزملاء استغل هذا الحدث ليوظفه في الحملة الدعائية لولد عبد العزيز ، نفاقا وطمعا ، وللأسف لم نشاهد عبر وسائل إعلامنا سوى النفاق و النفاق و المغالطات ، وهذه هي حرية الإعلام في بلادنا .