ملاحــظات قارئ / محمد المختار ولد العالم

قبل أيام قليلة نزف جرح الشقيقة مالي و علا صوت السلاح على صوت الحوار وقتل العشرات وجرح المئات وفر آلاف الأسر واحتل الأزواديون ڭيـدال و مدنا من الشمال المالي
لهــذا قطع رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي السيد محمد ولد عبد العزيز زيارته إلى رواندا

 وحل على الفور في باماكو ومنها إلى ڭيدال ليعود إلى باماكو مرة أخرى ويتوصل إلى اتفاق كتب على رأسية الأمم المتحدة ووقعه الطرفان بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي السيد بيرت كوندورز ذلك الاتفاق الذي سرى مفعوله بتوقيعه من الطرفين والذي ينص على وقف إطلاق النار فورا والعودة إلى وغادوغو استئنافا للمحادثات لتفعيل اتفاقها و تبادل الأسرى والسماح بتدخل منظمات العمل الإنساني وفتح تحقيق مستقل في الأحداث بدء من 1963إلى اليوم.
ولاغرو فالرئيس الموريتاني الرئيس الدوري للإتحاد الإفريقي محمد ولد عبد العزيز هو وحده الذي يمكنه أن يحل النزاع لأنه محل ثقة و احترام من لدن أطراف الأزمة المالية : فالرئيس المالي الحاج إبراهيم ببكر كيتا يقول " إن رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي السيد : محمد ولد عبد العزيز أثبت من خلال تعامله مع الوضع في مالي بأنه رجل إفريقيا بامتياز وأنه أفريقي من الطراز الأول مبرزا أن سيادته كان عند حسن ظن الأفارقة عندما أجمعوا على منحه رئاسة الاتحاد الإفريقي " .
كما أن أحد القادة الأزواديين يقول " إن أهل أزواد لا يكمن أن يردوا وساطة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وبأن الأمم المتحدة كانت موفقة لاختياره لهذه المهمة فهم يحترمونه جميعا ".
لقد برهن الرئيس محمد ولد عبد العزيز على قدرته الفائق في قيادة الإتحاد الإفريقي وإدارة الملفات الصعبة بسعيه الحثيث ورعايته المباشرة لهذا الاتفاق الذي نزع فتيل الصراع بين الأشقاء الماليين والطوارق حيث حسم المعركة لصالح السلم حقنا للدماء وهو ما كان مستبعدا لولا تدخله الشخصي وهذا الانتصار والصلح يعتبر مفخرة لكل الموريتانيين .
إن هذا الاتفاق وما تخلله من أحداث يجعلني أنبه القارئ لجملة من الملاحظات :
1ــ أنه يدل على أن موريتانيا ممثلة في رئيسها رئيس الإتحاد الإفريقي السيد محمد ولد عبد العزيز أصبحت فاعلة في الأحداث القارية والدولية لا منفعلة بها .
2ــ أن قطع الرئيس لزيارته ووصوله إلى باماكو ثم إلى ڭيدال الملتهبة وترأسه لإجتماع ضم قادة الحركات الأزوادية ودام عدة ساعات يعتبر أمرا مهما يثير الإعجاب ويبعث على الافتخار لأنه غاية في الشجاعة والإعتزاز والشموخ .
3ــ أن هــذا الاتفاق يدل على متانة العلاقات الموريتانية المالية عكس ما يروج له البعض كما يدل على حرص الرئيس الموريتاني رئيس الاتحاد الإفريقي على حل مشاكل إفريقيا عموما ودول الجوار خاصة تلك التي نتأثر بأحداثها.
4ــ اعتــماد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز منهج الفعل لأنه أبلغ وأوقع أثرا من الكلام.
5ــ أن على كل موريتاني غيور أن يفخر بهذه المكاسب ويثمنها وأن لا تعميه المصالح السياسية الضيقة عن الإشادة بها باعتبارها مكاسب لكل الموريتانيين .

26. مايو 2014 - 14:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا