انتهى زمن الهزائم وبدأ عهد الانتصارات / الأستاذ محمدٌ ولد إشدو

تطل اليوم على العرب والمسلمين والمستضعفين في الأرض الذكرى الثالثة عشرة لانتصار المقاومة في لبنان على العدو الصهيوني وهزيمة وهروب ذلك العدو صاغرا من لبنان يوم 25 مايو سنة 2000.

إذ بعد استتباب نظام كامب ديفد الصليبي الصهيوني المخزي و"جامعته العربية" وانشغال العرب والمسلمين في حرب كيدية عبثية بين العراق وإيران، وانفراد أمريكا بالهيمنة على العالم إثر ضعف – فانهيار- الاتحاد السوفييتي ومنظومته، لم تكتف إسرائيل باحتلال كل فلسطين والجولان وزرع المستوطنات في كل شبر واستجلاب يهود العالم وتهويد القدس.. الخ؛ بل قامت بغزو واحتلال لبنان في وضح النهار، فنصبت رئيس جمهورية عميلا لها، وأجلت المقاومة الفلسطينية إلى تونس، وأنشأت منطقة "أمنية" عازلة في جنوب لبنان اعتبرتها مجالا حيويا لها أقامت فيها المعسكرات والمنشآت وجيش مرتزقة.. وانتهى التاريخ على زعم فوكوياما!
ولكن شعب لبنان الواعي الأصيل لم يستسلم لواقع الاحتلال، وضعف الأمة، وقوة وجبروت العدو. ولم يستجد الحرية، أو ينتظر أن يمنحه إياها أحد؛ بل انتفض وثار وقاوم ثمان عشرة سنة حتى صنع النصر وهزم "جيش الدفاع" الذي قالوا عنه يوما إنه لا يقهر، وانتصرت العين على المخرز.
وتوالت الانتصارات على أعداء الإنسانية وعملائهم: موريتانيا 2005، لبنان 2006، غزة 2009- 2012 مصر وتونس واليمن 2011  ومن قبلُ العراق، وأفغانستان.. والبقية تأتي...
فما هي العبر التي يجب على الأمة العربية والإسلامية والمستضعفين استخلاصها من هذا النصر في هذه الفترة الحرجة التي يلملم فيها العدو شتات قواه ويحاول الصمود وهدر مكاسب الشعوب وانتزاع الغلبة عليها؟ 
1. إن الدرس الأول الذي يجب استخلاصه هو أن الحق أقوى من القوة؛ فاللبنانيون والفلسطينيون الذين امتلكوا الوعي بعدالة قضيتهم وبحقهم في أرضهم فقدموا أرواحهم في سبيل ذلك الحق، هزموا أسطورة الوعد الإلهي المزعوم التي يتشبث بها الصهاينة لانتزاع أرض الغير بالقوة، ودحروا القوة الغاشمة التي لا تستند على حق! وقد أخذ هذا الوعي في التبلور في العالم العربي، وهو الذي أطاح برموز الاستسلام والتطبيع في موريتانيا وتونس ومصر واليمن!
2. أن الحق لا ينتصر من تلقاء نفسه؛ بل لا بد له من القوة. وهذه القوة تصنعها الشعوب وقياداتها الواعية التي تجمع كل شروط النصر من فكر وتنظيم وسلاح وحلفاء.. فلولا الفكر الخلاق الصحيح الذي تسلحت به المقاومة اللبنانية، والسلاح الفتاك الذي امتلكته واستخدمته أحسن استخدام، ودعم الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وامتدادهما عبر طريق الحرير لما كان هذا النصر!
3. أن أمضى سلاح تملكه أمريكا وأوروبا وإسرائيل في مواجهة زحف وانتصار الأمة هو سلاح التفرقة المذهبية والطائفية والاتنية الذي يستخدمونه اليوم بنجاح - للأسف- في تدمير سوريا والعراق ولبنان وباكستان والسودان، ووأد الثورات في مصر وتونس واليمن والبحرين، وعزل وشيطنة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرها من الأصدقاء! فلنهزم هذا السلاح! 

27. مايو 2014 - 13:11

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا