اتصل بي مسلما و سائلا عن أحوالي. بعد متتالية السلام التى لا تنتهي، بادرني بسؤال يبدو من ظاهره خوفه على مصلحتي. قال لي لم لم تقم بمبادرة كتلك الرائجة أيامنا هذه، خصوصا أنك لست أقل شأننا من غيرك من المبادرين،
أم أنك معارض؟ قلت له لكنني لا أجيد فن المبادرة الذي تقصد. قال لي أنا أعلمك. ضحك و ضحكت ثم أردف قائلا، إننا في العالم الثالث لا يمكن للإنسان الحصول على خمس حقه إلا بهذا الأسلوب. قلت له هذا الأسلوب غير جدي، أتعتقد أن جموع المبادرين لا تبحث سوى عن حقوقها. قال لا، بل يبحثون عما هو فوقها، لأن معظمهم أخذ حقه و حق غيره في عهد الأنظمة السابقة. قلت له بكل ثقة، إنني لا أمانع أن يعجب الجمهور برئيس حقق لهم ما يريدون، بل من حقهم دعمه و إعادة انتخابه، لكن ليس بالابتذال و التزلف الفج، لأنهم بصراحة لا يقنعون أحدا بل يسيرون حسب المثل (عود أول لا أتعود اعكاب). ألاعيبهم أصبحت مكشوفة ومنفرة للكثير من الموريتانين.
أيها المبادرون،
إن الرئيس ليس متقاعد مفلس و ليس ربة بيت و أنتم لستم بائعي روبا بيكيا، تنادون على بضاعتكم فيهب المتقاعد المفلس و ربة البيت لتشتري من بضاعته. رئيس الجمهورية موظف عند الشعب، يمكنكم محاسبته كما يمكنكم مكافئته و أظنكم من الصنف الأخير.
يمنكم أن تكافؤه بهدوء و بدون كل هذا المراء و التمييع، لأنكم بذلك تسيئون للشعب الموريتاني و تمرغون في الوحل وجه ديمقراطيته الوليدة. إن كنتم حقا جادون و مقتنعون بنهج هذا الرئيس، فعليكم بالعمل الصامت و بالتوجه بكثافة صوب صناديق الاقتراع لتودعوها أصواتكم و بغزارة لصالح مرشحكم. أما عدى ذلك مما تقومون به لا يعدو كونه سلف بالزيادة و دين لن يتم سداده بإذن الله.
قال لي قبل أن ينفذ رصيد هاتفه، أرجو ألا تكون كمن ينفخ في قربة مثقوبة.