تحل اليوم الذكرى الـ51 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي تحول إلى منظمة الاتحاد الإفريقي ،خلال أكثر من نصف قرن على التأسيس ورغم تغير أحوال العالم السياسية والاقتصادية فقد ظلت المنظمة الإفريقية الأكبر،
على حالها دونما تغيير ذي بال فلم ينجح الزعماء الأفارقة في تقديم أي نموذج للقارة الأقدم مهد الانسان ، بل ظلوا يدورون في فلك الدول المستعمِرة التي خدموا أجندتها أكثر من خدمتهم لشعوبهم .
ويرجع هذا الواقع البائس للقارة لغياب الرؤية الاستراتيجية لقادة الاتحاد الافريقي وخاصة أن معظمهم جاء من غياهب الثكنات العسكرية مما جعل الشعوب الافريقية يحرمون من التجربة الديمقراطية التي تحرر الطاقات وتدفع الشعوب إلى الرقي والازدهار ، كما يعكس ذلك واقع الدول الأوربية التي عانت من التخلف في القرون الوسطى لتنطلق إلى الرقي والازدهار بعد أن تحرروا من قبضة الديكتاتوريات و"رجال الدين " وعاشوا نظاما ديمقراطيا مدنيا كانت باكورته إنشاء الاتحاد الأوروبي ، فلم ينجح قادة القارة السمراء في شيء كنجاحهم في تحطيم الأرقام القياسية في الانقلابات العسكرية ومُدد البقاء في دفة الحكم .
تأتي الذكرى الـ51 للمنظمة الإفريقية وسط غياب الإستقرار السياسي والاقتصادي للبلدان الإفريقية وتصاعد الصراعات الإثنية والعقائدية التي تجتاح كبرى الدول الإفريقية وأحيانا بإذكاء من الدول الغربية التي توازن بين مصير الشعوب ومصالحها الجيواستراتيجية :السودان ونيجيريا ومصر ...نموذجا .
إن الذي يمنع الشعوب الافريقية من التقدم و تحقيق الرفاه رغم الثروات الطائلة المخزونة في باطن أرضها وأعماق بحارها هو سيادة المؤسسة العسكرية حيث ينحدر معظم رؤسائها من المؤسسة العسكرية المتناقضة مع الازدهار والرقي والرفاه بالإضافة إلى ترويج هؤلاء الجنرالات لديمقراطياتهم المشوهة والمفصلة على أفكار عسكرتارية تجمدت عند تسعينيات القرن الماضي .
وبعد مرور أكثر من نصف قرن على ميلاد الاتحاد الإفريقي ، لم تشهد دوله أي تغيير لا على المستوى الاقتصادي ولا السياسي والاجتماعي وبعد خمسة عقود لم ينجح قادة قارتنا السمراء في شيء غير تغيير اسم منظمتهم من الوحدة إلى الاتحاد ! فيما ظل واقع شعوبهم على حاله دون أدنى تغيير .