تحدث أخي وصديقي المهندس / جمال ولد الخرشي في مقاله الرائع ( إعراب المعارضة ) عن مضاف ومضاف إليه وكلا يحاول جر الآخر للمقاطعة أحيانا والتظاهر حينا آخر ، فنقول للأخ المهندس معارضتنا المجودة في موريتانيا حاليا قسمان
قسم لا محل له من الاعراب ويتمثل في أحزاب لا وزن لها في الشارع وهي أحزاب قام بها بعض الرجال وزعوا المناصب لتكون مقبولة شكلا في نظر القانون وتأتي تشكيلتها بين أفراد الأسرة المؤسس رئيسا ولابن أمينا للمالية التي لا ترى والأم مسؤولة عن النساء ، وإن وجدت وظيفة أخرى شكلية فهي للأخ أو الصديق الذي يؤتمن شره ويعرفها بعضهم ب[أحزاب تصريح في شنطة ] وقسم مبني على السكون للعالمية والغربة : وهذا القسم به شخصيات ذات تاريخ في النضال السياسي مع أنها لم تحقق كثيرا إلا أنها أفنت عمرا في هذا الطريق وبمحاولة إجراء عملية لإعرابها وجدناها مبنية على السكون لسببين الأول العالمية : فهي أحزاب لها أصول وجذور منها تتغذى ولها تتبع خارج حدود الوطن الحبيب ، بعضها يقتات على الاشتراكية وبها ينادي ولها ينتمي والله أعلم إن كان منها يتمول ويقول المثل الموريتاني ( الل اتريالك شوف رقبة مراحو ) وبعض هذه الأحزاب ينتمي إلى الشيوعية التي هرمت في بلادها وثبت عجزها عن تقديم حلول لمشاكل الأمم اليومية ، وبعضها جاء امتدادا لتيارات ظاهرة في الساحة العربية وواضح ماجرت له الأمة في منابعها من فوضى وانفلات على كيان الدولة المعروف وتفتيت للحمة المجتمع .
والسبب الثاني الغربة : يتضح من عرض السبب الأول أن هذه الأحزاب تتمتع بالغربة كاملة الدسم على المجتمع الموريتاني بالطرح والفكرة فالمجتمع يعرف قيم التعاون لا عن طريق الاشتراكية ، ويعرف عون الضعفاء لا عن طريق الشيوعية والبروليتاريا وأصل الكلمة في اللاتينية proletarius ، ويعرف الاسلام دينا وسطا لا عن طريق جماعات التشدد والارهاب واحتكار الدين في مجموعة صغيرة ترى نفسها على صواب وغيرها على خطأ ولو كان عمر بن الخطاب ، ويعرف الوحدة من غير قوميات عروبية وبعثية وناصرية فرقت قومها وجعلتهم شيعا وجماعات تتقاتل .
لهذا ما يسمى عندنا بالمعارضة يمكن القول عنه إما مجهول الهوية فاقد الوزن ولا محل له من الإعراب ، وإما مبني على السكون لأنه كمال قال المتنبي يسير في أرض : ... لَوْ سَارَ فِيهَا ** سُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ ، لا يتقدم ولا يفكر إلا في كرسي يجلس عليه ولو كان مقعدا في البرلمان .
وخلاصة القول المعارضة أجسام ميتة وتسمع لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ، وأجسام غريبة تعمل بالمثل القائل أرض لـيــســـت أرضك ... ـ أترك باقي المثل للقارئ الكريم ـ والبلاد تحتاج أحزابا تنبت على أرضها ومن ثقافتها تتغذى وبهموم مواطنها تنشغل ، ولصالح بناءها تعمل