المشاركة في الانتخابات خيار شعب ومصير أمة...! / د. تربة بنت عمار

تعيش بلادنا في هذه الفترة سباقا رئاسيا هاما قد يؤدي إلى نتيجة ستنعكس لاشك على الوعي الديمقراطي في بلادنا، الشيء الذي يؤدي إلى الوقوف في وجه الحملة الدعائية المضادة التي تسعى لمقاطعة الانتخابات وبتر المواطن الموريتاني من سياقه الحضاري وأمانته

 الوطنية، إن الدعوة للمقاطعة استهزاء ساذج بعقلية الشعب الذي جرّب الأنظمة وشاهد الفوارق بين الحالتين: ماضي من التعاسة وحاضر تجلّت ملامح الإصلاح فيه للعيان .....!!!!


إن الشعب الموريتاني قد مر بتجارب قد تختلف مع ما نحن فيه اليوم، يمكننا أن نسمي تلك التجارب بالإرهاصات الأولية للديمقراطية، لكن المسار تحدد بشكل واضح منذ صيف 2009 عندما اختارت أغلبية الشعب الموريتاني في الشوط الأول السيد المرشح أنذاك محمد ولد عبد العزيز رغم المنافسة والشفافية، لقد أختار الشعب يومئذ المرشح لتولي الرئاسة لأن خطابه وبرنامجه الانتخابي لامسا عمق الإشكال الذي ظل عصيا على اللمس أو التغيير، لقد أجاب المرشح وقتئذ عن معظم التساؤلات التائهة والحائرة.....!!!


لقد استجاب الشعب في ذلك الصيف الميمون بعفوية تامة للمرشح محمد ولد عبد العزيز لأشياء قد تحققت وأشياء مازالت نظرية، فمن الذي تحققت طرد السفارة الإسرائيلية وطي ملف حقوق الإنسان والصلاة على شهداء تلك الأعمال الوحشية التي عرفتها البلاد في غفلة من الإنسانية، ومحاربة الفساد ومعاقبة المفسدين، هذه إذا هي أهم العناوين البارزة التي تحققت قبل استحقاقات 2009 أما توسيع التعليم العالي وشق الطرق وتوفير المياه وترقية المرأة وجعل مدينة نواكشوط عاصمة عصرية وغيرها فتلك أشياء قد كانت من وحي حملة 2009 فسعى الشعب الملهوف إلى تغيير جاد ليختار على أساس ما تحقق وما سيتحقق بوعد انتخابي قد تبين أنه يختلف عن غيره من الوعود الانتخابية، من يضع الحجر الأساس لموريتانيا الجديدة، ويواصل بناء صرحها الحضاري برؤية عصرية، لهذا استجابت القواعد الشعبية العريضة للسيد محمد ولد عبد العزيز، تلك القواعد التي لبت نداء الوطنية في صيف خاص من تاريخ موريتانيا المعاصرة....!!! .


أما وقد "أنجز حر ما وعد" فأصبح من الضروري اليوم أن نرد الجميل ونبارك لأمتنا وعيها الذي يتجسد اليوم في اختيار الشعب لمواصلة المسيرة، مسيرة الإصلاح والنما....


من المعروف أن لكل شعب اهتمامات تتجلى في الثوابت الدينية والحضارية، وأشياء أخرى قد تكون من إكراهات الحياة، ومن ضرورات التمدن، فمن الثوابت الدينية قد تحقق الكثير في المأمورية المنصرمة للسيد المرشح محمد ولد عبد العزيز، مثل جرف مبنى السفارة الإسرائيلية كمدخل مبارك لحكمه، تلك الخطوة التي أفتتح بها للجمهورية الإسلامية الموريتانية عهدا جديدا، وقد تلا ذلك تدشين قناة وإذاعة للقرآن الكريم، وفتح جامعة للعلوم الإسلامية، ومن ثم كتابة مصحف وطني خاص بخط أيادي الشناقطة، سدنة العلم والتقوى فيما مضى من سالف عهدهم، الذي أنتشله السيد الرئيس المنتخب بأغلبية مريحة في استحقاقات 2009 من أدران الفساد وتراجع القيم الدينية والحضارية لمجتمعنا.....!!!


وبالنسبة لبعض القضايا ذات الصلة بلاصلاح والمساواة والحرية وسمعة البلد خارجيا، فقد يطول المقام عنها وقد نضرب صفحا عن ذكرها الآن لأنها شاهدة على نفسها تنادي باعلا صوتها " خالد ويزيد" كما قال الشاعر قديما ....


 


كلها أشياء سوف نكتب عنها بالتفصيل في حلقات قادمة بإذن الله وسيكون للإصلاح الاجتماعي دوره الكبير مثل قضية المرأة ومحاربة الرق، حتى نسمع الحقيقة لمن يتلاعب بمشاعر المواطنين في صورتها الجلية، بما تم إنجازه لكي نستنطقه القول إن خيار المشاركة في الانتخابات قضية وطنية وأمانة تاريخية سيتحقق على أثرها ما يحتاجه هذا الشعب، الذي أقنعه منطق الواقع أن مشاركته خيار ومصير.....!!!

14. يونيو 2014 - 22:17

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا