جاء القحط والطوفان على مر خمس سنين عجاف من حكم الجنرال، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت يداه المغلولتان إلى عنقه، والملوثتان بسرقة أموال الشعب الموريتاني، وها هو يبرز اليوم في ثياب المرشحين لرئاسة 2014 بشعار تغيير الطبقة السياسية،
ودعم وصول الشباب للسلطة في المستقبل بقصد توريث الحكم لنجله، لقد جاء الجنرال..
إن الصراع الدائر حول الفوز في استحقاقات 2014 (...) يدور في الحقيقة بين مرشحين: مرشح المشاركة الجنرال عزيز، ومرشح المقاطعة المعارضة التقليدية التي لم تهن ولم تكل ولم تتراجع أو تتقهقر أمام سحر الجنرال وأباطيله، وهي تخط بذلك خطوطاً عريضة برفض سجود زمرة من الشباب، يعدون على الأصابع، للعجل عزيز الذهبي، ولفكرة المسيح المخلص التي اعتمدتها الحركة الصهيونية لإقامة وطن قومي.
وما بين إطلاق زغاريد حملة مرشح المشاركة، وضرب طبول حملة مرشح المقاطعة خلال هذه المناسبة الوطنية، يرقص برام ولد اعبيدي، وابراهيما صار، وبيجل ولد حميد رقصة "أنيگـور" أي رقصة إخبيط الدبوس وهي الرقصة التي تحاكي المبارزة بالسيوف، لكن المبارزة فيها في الحقيقة تكون بالعصي، وأثناء "أنيگـور" تقوم لالة مريم بنت مولاي إدريس بإطلاق الزغاريد من أجل بث الحماس في المتبارزين الذين يدخلون الْمَرْجَعْ!.
إن ألم موريتانيا بخيارها المحسوم سلفاً خلال هذه الاستحقاقات، يدفع البلاد إلى أزمة لا يخفى على أحد خطورتها، فموريتانيا التي تتربص بها المنظمات الإرهابية، وهي الغارقة في غيابات جب الفقر والأمية، وسرقة المال العام، واستنزاف الثروات المعدنية، وانعدام الأمن، وانتشار الجرائم واللا استقرار، تحت صيحات مبادرات المتملقين والمتزلفين الداعية الى مجيئ الجنرال عزيز، تنشد... أين هي الوطنية؟! آه.. يا وطني.