هي ايام قليلة تفصلنا عن 21يونيو يوم الاقتراع برئاسيات 2014 بل هي ساعات ربما يجسد فيها المواطن الموريتاني حقه الطبيعي والديمقراطي في حرية الإختيار ، اختيار الافضل والاصلح حسب مايراه ويسعى الى تجليه،
انه بالرغم من تصاعد حدة الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة بين قطبي المنتدى المعارض والنظام حول آلية تنظيم هذه الانتخابات ،إلا ان القانون والدستور الموريتاني يكفلان هذا الاستحقاق ويبقيانه حق طبيعي وخطوة لا مناص منها،
من هنا وانطلاقا من الضمير والواجب الوطني اقول لكل من يرغب او يهوى المشاركة في هذا الاستحقاق الرئاسي لا امنعك البتة ، ولكن هناك عدة معايير على اساسها يجب ان يتم اختيارك لرئيسك المستقبلي خاصة وانك في بلد كموريتانيا امضى شعبه قرابة ستة عقود يلهث خلف حلم "الرئيس المثالي ،العصامي ،القائد ،الملهم ، المنقذ، " صفات نبيلة وكريمة طالما حلم بها هذا الشعب ورسمها ناصعة راسخة في اذهانه دون استطاعة منه الى ان يبرزها على ارض الواقع ربما بسبب الخوف او الجهل او التملق والفساد ،او ربما لأسباب لم تتجلى بعد ، المهم انه لا يزال في خانة البحث يناضل
من تريد موريتانيا رئيسا؟
انطلاقا من هذا السؤال الوجيه سوف يتمكن الشعب الموريتاني من التصويت بحرية وقناعة وهو يجيب من خلال الاختيار وفرض التغيير ، لا من خلال المحسوبية والقبلية والجهوية وعقليات مرضية
ان ابرز ماتحتاجه الدولة الموريتانية الآن وهي على اعتاب مرحلة جديدة ،هو رئيس يعي ويحس بعمق مايعانيه هذا الشعب المطحون والمسحوق من ويلات ونكبات ، فإن الخطابات السياسية والبرامج الانتخابية الرنانة كثيرة ووافرة إلا ان الشعب الموريتاني قد كلها وملها اذ لم تعد كل تلك الوعود والمغريات الفارغة تثيره ، بل بات يتطلع الى افق مغاير وبات يطالب متجاوزا حاجز الحلم
،يطالب برئيس حقيقي لا صورة مرسومة على هيئة كرسي ثابت ،
ففي هذا البلد هناك الكثير من المعضلات والازمات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية المأرقة ولن يستطيع التغلب عليها وحلها إلا رئيس اجتمعت فيه خصال الإرادة والطموح للوطن وحب الشعب وإثار خدمته على النفس ، لن يستطيع التغلب عليها إلا رئيس يعي بصدق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن حق الرعية ، وينطلق من مبدأ ان الرئاسة تكليف وليست تشريف ،
من هنا يعتبر القضاء على البطالة العارمة بين صفوف الشباب الموريتاني الحالم مطلب ، وكذلك القضاء على مظاهر الفقر المدقع لغالبية السكان مطلبا آخر ، وتوطيد الوحدة الوطنية وإصلاح الإدارة والتسيير المحكم ، وتطوير مرافق التعليم والصحة والصيد والزراعة والتجارة ...الخ
كلها مطالب ملحة ولاينقصها ان تتحقق وتتجلى منيرة الوطن ومنعشة شعبه سوى ان يحل وقت مجيئ ذلك الرئيس الملهم المنقذ الذي ينتظره بشوق كل الموريتانيين ففي مجيئه خلاصهم ونهضتهم