أي منافس قد يكون أكثر جدية من السيد بيجل ولد هميد الذي عارض العسكر وناضل وفقد امتيازاته وكان وفيا للرئيس الأسبق معاوية وما يزال يذكره بالخير وقبل هذا وذاك خدم في الوظيف العمومي في أرجاء موريتانيا وفي مختلف المناصب والمسؤوليات وأزيدك من الشعر بيتا أن منزله مثال حي على الوحدة الوطنية
بساكنيه الدائمين من مختلف أعراق موريتانيا وحين مارس السياسة زاولها بمسؤولية ونضج.
وأي منافس أكثر جدية من صار ابراهيم الذي ناضل وما يزال وذاق الأمرَّيْن قبل أن يفكر ولد داداه في الترشح وحين كان جميل منصور طالبا في معهد موريتانيا العلمي" المعهد السعودي" في المرحلة المتوسطة منه... وذاق صار ابراهيم مرارة الغربة مؤمنا بمشروعه مارس التنظيمات السرية حين كانت الديمقراطية مفقودة ثم تدرج في الوظائف الانتخابية حين أحس بأن الديمقراطية موجودة.
ثم إني أسألك أي منافس أكثر جدية من رجل تحول من المجتمع المدني مؤمنا بقضيته بحدة ودون هوادة إلى العمل السياسي- شأن الكثيرين- ناضل وسُجن وما يزال وسحب البساط من تحت من ظلوا إلى حين سدنة القضية.
أما المواطنة الشريفة فحسبها أنها تمثل أكثر من نصف المجتمع حين لم تفكر غيرها من النساء في ذلك.
قل لي إنك ومِن ورائك مَن يفتحون لك إعلامهم على مصراعيه تحتقر هذه الثلة من أبناء موريتانيا- رغم تحفظي شخصيا على قناعاتهم ولكن ذلك لا يفسد للود قضية، قل لي إنك تحتقر الرجال باختصار:
ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يهابا
قل لي إنك تضرب عرض الحائط بكفاحهم ونضالهم وقضاياهم، وفي المقابل تؤمن بنضال وكفاح من هم دونهم من حيث الرصيد النضالي توقيتا وكما وكيفا.
قل لي بأنك تسفِّه أحلام وعقول هؤلاء الرجال، وفي المقابل ترفع من رجاحة عقول الآخرين، فمدح أجواد عيب آخرين.
قل لي بأنك- وأنت المتابع دائما لكل ما يند ويشرد- كنت تتطلع إلى أن يكون من بين المرشحين شباب بما أن نسبتهم تناهز 70 في المائة، وهيهات سبقك بها عكاشة.
أما المجلس الدستوري فلا غرابة أن تحمل عليه لأنك لا ترى في كل ما حولك شيئا دستوريا واحدا، ولكن الغريب أن يقول بعض قادتك إنهم لن يعترفوا بنتائج انتخابات 2014م، فهذا تحصيل حاصل؛ فمن لم يعترف بنتائج انتخابات اختار هو نفسه وزراء سيادتها من صفه، فلن يعترف بنتائج انتخابات اختار هو نفسه 4 من أصل 7 من أعضاء لجنتها المستقلة. ما أشبه الليلة بالبارحة!
واسمح لي أن أسألك: ما الذي تعنيه بالتنافس وبأنه غائب بين هؤلاء؟ هل يعني لك التنافس التنابز بالألقاب وكيل التهم جزافا وتزويرها وتزويقها ثم الحلف عليها بالأيمان الكاذبة؟ هل يعني التنافس أن ينشغل كل مرشح بالتجريح الشخصي للآخر وبالكروع في الأعراض والنبش في الحياة الخاصة؟
ألا يكفيك أنهم سهروا على تحصيل كل تلك التواقيع ثم بادروا بركوب الأخطار في طقس غير حنون يذرعون الصحراء جيئة وذهابا ويتكلفون الخطابة وينفقون المال وينسقون...، إن أفعال العقلاء مصونة عن العبث إلا إذا كان العقل أيضا مثل الجدية لا يوجد إلا في من ترتضي أنت لهم ذلك.
وإني أنصحك وأنصح من ورائك أعضاء المنتدى إلا تواصل أن لا يُلدغوا في جحر مرتين، وإلا فبماذا تفسر أن تواصل وهم أطول الناس ألسنة وأرحبهم أذرعة إعلامية لم يتفوهوا خلال الحملة الحالية بما يُحسَبُ عليهم إلا غُنيمات وحُبيلات والطائف ورحم الله عثمان!
لم يلاحظوا طيلة الحملة- وهم مقاطعون- إلا ما يتعلق بالصور: فلاحظ موقع نسوي تابع لهم قضية صور حملة المرشح محمد ولد عبد العزيز وصدر بيان طويل عريض عن حزبهم بشأن استعمال حملة نفس المرشح صورا لهم!
تخلف المنتدى عنهم في النيابيات أو انشقوا عنه – لا يهم- وحصلوا على مقاعد في البرلمان، وقد ينشقون في أي لحظة وهم يتطلعون إلى رئاسة المعارضة الديمقراطية. بينما أنتم تقاطعون يرتبون هم بيتهم الداخلي في صمت ويزجّون بكم في أتون معركة ستجدون أنفسكم فيها وحيدين من تواصل.
أعني أنك لا ينبغي أن تفرح بتماسك الصف الأول فهو غير متماسك أصلا..
ولن أرد على تبرع أحد المرشحين لمنافسيه، فلا أنت تملك الدليل ولا المواقع التي نشرت ذلك لديها إثبات على ذلك.
والعجب العُجاب أنك أنت الغائب عن المنافسة: فكيف تدّعي أن المرشح عزيز لم يطلب ـ ولا لمرة واحدة ـ بعدم التصويت لمنافسيه؟ فأنت لم تتابع خطاباته: لقد كان في كل مدينة يبدأ بشكر الشباب والنساء ثم يقول: جئتكم لتنتخبوني لمأمورية ثانية كي أكمل ما أنجزته. أليس في هذا دعوة صريحة لنفسه وضمنية بعدم انتخاب غيره؟.
ثم أي بشارة في إنشاد شاعر سعودي إلا إذا كانت نشازا عند الإخوان الذين يكفرون اليوم بكل ما هو سعودي- فلم ينقد ذلك إلا موقعهم الأنثوي- ولا يحبون من الطرب إلا ما يرقص على إيقاعه راعي مهرجان الإنشاد الديني!.
أما التعيينات في الحملة فهي لسبب بسيط، إنها لاستيعاب الأعداد الهائلة من الناشطين والأعيان والقياديين التي هجرتكم من أمرج وحتى كرمسين وتكنت والمذرذرة وإنال وازويرات وبوتليميت وادويرارة...
وأما الفتور الذي تنعت به الحملة فلأنها لم تشهد استغلال المال العام، فلم يجرؤ المنتدى أن يلاحظ أو يدّعي استخدام مال عام أو وسيلة عامة.
وأرجو أن تعيد صياغة سؤالك للفقيه ولد سيد المصطف: فأنتم لم تقبلوا برئيس حتى يكمل مأموريته، لأنكم لم تقبلوا به أصلا. أما الذي لم يكمل مأموريته، فلا يعنيك، لأنك لا يمكن أن تكون أكثر ملكية من الملك، فقد قبل هو نفسه في شأن نفسه وفي الشأن العام بما لم تقبلوا أنتم به والاتفاق واحد يشمله ويشملكم ويشمل صاحب المأمورية الثانية. ثم هل بدا لكم أن تقتلوا القتيل وتبكوا في جنازته، قبلتم بالانقلاب على الذي لم يكمل- كلكم أو بعضكم لا يهم- ثم أنتم اليوم طائفة من المسلمين تقاطعون ولم تقبلوا أصلا؟؟!!.
وإذا فسرت لي ما الذي تعنيه بالتنافس فلتشرح لنا ما معنى الوعود الانتخابية في نظرك؟ وهذا يحيل إلى أنك غائب أيضا عن الوعود الانتخابية كما كنت غائبا عن التنافس كما أنت بطبيعة الحال غائب عن الإنجازات أو مُغيَّب وإن كنت منصفا ذات يوم فاعترفت بعظمة تدخل المرشح عزيز في كيدال. وهنا أحيلك إلى وعود الرجل في خطاباته وفي برنامجه الانتخابي، ولكن من لم ير الإنجازات التي هي واقع ملموس ولم يحس بالتنافس فلن يبصر الوعود.
وأبشرك بأن سجن المفسدين الآن هو المنتدى- كما قال المرشح نفسه إنهم في عزلة وإنهم مفسدون. ولكن سجنهم الكبير يضيق يوما بعد يوم بمن فيه..
وذلك رغم مناخ الحرية- بشهادة المنظمات الدولية- الذي لم يستغله الكثير كما ينبغي: فالمواقع تكتب ما عنّ لها، والكُتّاب ينفثون سمومهم، والناشطون لم يميزوا بعد بين حدود العمل الحقوقي في المجتمع المدني وأين يبدأ العمل السياسي، وهم نخبة المجتمع، فما بالك بعامة الناس؟ والأحزاب فشلت في مواكبة تطلعات الشعب- إلا من رحم ربك! وهي تركب تمزيق المصاحف دون فعل فاعل وتجرِّئ الناس على المقدَّس وتقحمه في الحديث مع العامة: حدِّثوا الناس بما يفهمون أتريدون أن يُكذَّب الله ورسوله؟!.
أما وعود الرجل فما لم يتحقق منها فهو طور الإنجاز: لأول مرة سيستغل ماء فم لكليته لتشرب منه ساكنة مثلث الأمل وولاية لعصابة، ومشروع اظهر وصلت أنابيبه وهو قيد الإنجاز، الآبار حُفرت في مناطق كثيرة من بينها مناطق ذات رصيد رعوي كبير- آوكار- لم يكن بالإمكان استغلال مراعيه لأنه كان دون ماء، محطة الغاز الكهربائية قيد الإنجاز، محطة الطاقة الشمسية كذلك..
أما الصحة فالبنية التحتية ما لم تر منها يراه غيرك وهم كثير وعمليات الاكتتاب والتجهيزات...
وقل نفس الشيء بالنسبة للعدالة وغيرها..
ولكن لا طائل تحت تعداد ذلك فأنت وأنتم لا ترونه ولن تروه لأنه قد ينكر الفم طعم الماء من سقم وينكر العُمْيُ ضوءَ الشمس من رمد
وقديما قيل:
ما عُرف شيء واشتهر ثم اندثر إلا بقي منه رسمٌ أو أثارةُ عِلْم
فما بالك بما عُرف واشتهر ولم يندثر؟
أما الأماني والأحلام بالبشارات التي هي أضغاث أحلام وبنسبة مشاركة ضعيفة فهي من باب العجز، والعاجز من أتْبَع نفسَه هواها وتمنى على الله الأماني