قررت قبل أيام أن أرد على مقال أحمد ولد الوديعة المعنون "الحملة الكاشفة" رغم قناعتي بأن المقال ليس بمقال رأي ولا ينبغي له أن يكون كذلك !
ونظرا إلى ما يحمله المقال من تجاسر صريح على واقع ملموس لمشهد سياسي هو عليم بحيثياته
قررت أن أرد على الكاتب ولكن بعد أن تضع الحرب أوزارها لأسترشد بنتائج الانتخابات وليكون المعطى أقرب للرياضي .
لقد غيب الكاتب نفسه عن مسرح الحملة وبدأ يغرد بعيدا عن آمال أمة وأحلام شعب مستأنسا بلغة ملهميه وصيغ وافديه مستخدما نفس القواميس والنبرات و الألفاظ وأسدل هواجس هؤلاء على النص ليصبح مادة تواصلية بامتياز بشططها ومزايداتها وإمعتها .
لم أكن أرغب في الرد على هذا النثر ألببغائي الممجوج لأن صاحبه أفقده النكهة التي تشد إلى القراءة و لأنه سجال عقيم يهدم ولا يخدم.
لقد كشفت الحملة عن معطيات أبرزها أن الأحزاب والهيئات والشخصيات المقاطعة واثقة من عمل اللجنة المستقلة للانتخابات لأن هذه الأحزاب لم تقاطع الانتخابات بل قامت بحركة واسعة داخل البلاد تزامنا مع الحملة الانتخابية ونشاطات المرشحين وأقامت مهرجانات ومسيرات في مدن البلاد كان آخرها مهرجان مدينة نواذيب التي بلغت نسبة المشاركة فيها أعلى النسب .
فهل يستساغ أن نقاطع انتخابات لعدم شفافيتها ونطبل لضرورة ظهور نسبة المقاطعة مرتفعة !
أعتقد أن في هذا السلوك ما يشير إلى ثقة المقاطعين بعمل الهيئة المشرفة على عملية الانتخابات.
لقد وصلت نسبة المشاركة في انتخابات 21 يونيو 2014 حدود 57 بالمائة في حين وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2009 حدود 62 بالمائة وتتقاسم تلك الانتخابات مع هذه أنهما أجريتا في نفس الفترة من السنة تقريبا 18 يوليو 2009 و 21 يونيو 2014 شارك في تلك الانتخابات أحمد ولد داداه ، جميل منصور ، كان حميدو بابا ، أعلى ولد محمد فال ، صالح ولد حننا ، مسعود ولد بلخير.
تشير المقارنة المبسطة على أن المقاطعيين على اختلاف مشاربهم تحصلوا على نسبة 5 بالمائة.
كشفت هذه الانتخابات عن وفاء حقيقي لإنجازات محمد ولد عبد العزيز وهو ما تظهره نتائج نواكشوط التي ظلت المعارضة تراهن عليه ولأن أعلى نسبة للمشاركة في مقاطعات نواكشوط سجلت في مقاطعة الرياض التي تتبع لها جل أحياء الترحيل فقد كان واضحا أن المواطنين صوتوا تعبيرا عن تثمين انجازات محمد ولد عبد العزيز وأداء حكومة مولاي ولد محمد الأغظف .
لقد أظهرت النتائج المتحصل عليها في نواكشوط حيث حضر معظم ممثلي المرشحين إلى مكاتب التصويت وحيث أعين المعارضة والمراقبين أنه لكي تقاطع الانتخابات ينبغي أن نحطم أحياء بكاملها بنيت في فترة الرئيس ، أن نحرق مخازن حوانيت أمل ، أن نهدم شوارعا ومطارات ونبني كزرات وكبات على أنقاض حضارة المفسدين التي هدمت بجرافات أوعز إليها عزيز كما هدمت قلعة اليهود من أرض المنارة والصالحين .
كشفت الحملة أن ولد عبد العزيز تحصل على هذه النتائج دون اللجوء إلى دعايات ولا وسائل لأن عموم الشعب انخرط في التعبئة لصالحه ولأن دور إدارات الحملة كان دورا هامشيا باعترافات حتى من داخل الحملة.
كشفت النتائج عن تعلق حقيقي بولد عبد العزيز فبمجرد إلقاء نظرة بسيطة على النتائج المتحصل عليها في استحقاقات 2013 لصالح مرشحي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في مختلف مقاطعات الوطن وتلك التي سجلت لصالح محمد ولد عبد العزيز نجد فرقا واضحا ومساحة تماثل الضعف تقريبا .
كشفت النتائج عن موت سريري لدعاة المعارضة ورجالات المنتدى الذين أفلست حناجرهم حتى من خطابات يستسيغها العقل .
وكشفت الحملة عن أمل حيقي بقطيعة مع الماضي السحيق