المقاطعون يتجرعون طعم الفشل / جمال ول الخرشي

نجح المشاركون في الانتخابات الرئاسية وفشل المقاطعون لها وشتان ما بين حلاوة النجاح ومرارة الفشل، فحق للمشاركين أن  يحمدوا الله على النصر المبين ويحتفلوا ويبتهجوا بما حققوه لأنهم  يعبرون حقيقة عن غالبية الشعب الموريتاني الذي يتسم بالوطنية أولا وبالصدق والإخلاص ثانيا،

 ولا أدل على هذه الصفات النبيلة  من مشاركتهم في هذه الاستحقاقات وتعبيرهم تعبيرا ديمقراطيا عن مدى تشبثهم بمن عاهد فأوفى وحارب الفساد والمفسدين فنجح في ذلك واصلح وشيد  ورسخ مفهوم الدولة وقوى اللحمة بين افراد الشعب ووفر الأمن والاستقرار وبنى موريتانيا دولة ديمقراطية حديثة لها مكانتها ودورها الريادى في المحيط الإقليمي والدولي.
أما المقاطعون فلن يتجرعوا مرارة الفشل بسهولة وسيصاحب هذا التجرع الكثير من الهذيان وتكرار الكلمات الممجوجة كالتزوير والأحادية وما إلى ذلك مما مل الشعب من سماعه ولم يعد يوليه أي اهتمام بعد إصلاح الحالة المدنية واستحداث بطاقة تعريف غير قابلة للتزوير وانتهاج أسلوب الشفافية في العملية الانتخابية من بداية التسجيل على اللائحة الانتخابية إلى فرز الأصوات وإعلانها.
المقاطعون للانتخابات سواء التشريعية منها أوالرئاسية يعيشون في انفصام تام مع الاسم البراق الذي يتخذونه عنوانا لهم: المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ففي هذا الاسم الكثير من المعاني والدلالات التي لا تنطبق عليهم نهائيا فلو اختاروا التجمع الأناني للديكتاتورية والتشرذم لكان أنسب لهم وأكثر انسجاما معهم، لأنهم ببساطة عبارة عن مجموعة من الأحزاب السياسية المتهالكة والنقابات الفاشلة وبقايا أشخاص من أنظمة الفساد البائدة يمكن تقسيمها إلى أربع كتل سياسية متعارضة فيما بينها ومتعامدة إلى الأسفل والأعلى والشمال واليمين كتعامد المحاور. اليساريون ومن على شاكلتهم كتلة، والتواصليون كتلة أخرى، كذلك التقدميون ومن يشاطرهم الفكر كتلة ثالثة، والكتلة الرابعة عبارة عن مجموعة من الرجعيين. فكلما حاولت إحدى الكتل التأثير في الشارع وجره ولو لخطوة واحدة في اتجاه تعيده الكتلة المعاكسة لها في الاتجاه المعاكس ليظل الجميع في عملية كر وفر نتيجتها البقاء في النقطة الصفرية.
ما ميز هذه الانتخابات الرئاسية عن تلك التشريعية التي سبقتها هو انضمام حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعروف ب (حزب تواصل ) إلى التجمع الأناني للدكتاتورية والتشرذم المقاطع للمسار الديمقراطي برمته بعد أن تحين فرصة مقاطعة منسقية المعارضة التي ينتمى إليها وشارك في الانتخابات التشريعية والبلدية على حساب زملائه في المنسقية وحاول تبرير مشاركته فلم يستطع، وبعد ما تأكد أنه إذا شارك في الانتخابات الرئاسية فلن يحصد أكثر مما حصد في انتخابات 2009 بعدها قرر المقاطعة فاستقبله المقاطعون بفرح شديد ظنا منهم أنه سيضيف لهم إضافة كمية أو نوعية في سبيل إفشال الانتخابات الرئاسية فلم يقدر لهم جميعا ماتمنوا بل على العكس فقد نجحت الانتخابات وفشل المقاطعون فشلا ذريعا سيظل يلاحقهم لفترة طويلة إلى أن يرميهم في سلة المهملات.

25. يونيو 2014 - 13:30

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا