حاجتنا لرمضان / المصطفي ابراهيم امين

ما من شك في ان حاجة اجسامنا لرمضان كبيرة وواضحة فهذا الشهر لاياتى الا والجسم مرهق بالوجبات الخفيفة والثقيلة والمتوسطة ...وهذه حاجة بديهية اشبعها الاطباء بحثا وتمحيصا ’لكنها ليست كل ما نحتاجه في هذا الشهر الكريم  المبارك اننا نحتاجه كي نشعر بالجوع

الذي يقض مضاجع البعض دون ان نشعر بهم ونحتاجه كى نشعر بان اجسامنا قوية تتحمل الجوع والعطش ثم نحمد الله علي ذالك  ونحتاجه حتى نستحضر الانتصارات الباهرة التى تحققت في صدر الاسلام في هذا الشهر العظيم بكل معانى الكلمة ونحتاجه اكثر حتى نعيش مع القرءان  الكريم في شهره الذي انزل فيه  نعيش معه ونعرض انفسنا عليه ونتساءل اين نحن مما يريدنا القرءان  ان نكون  أي نحن من هذا الشاهد المصدق والذي لا ياتيه الباطل مطلقا  ؟اين نحن من الوصايا التى يوصينا بها ؟واين نحن –كمؤمنين- من الصفات التى وصفنا القرءان بها ؟
لنعرض انفسنا علي هذه الاية من سورة التوبة ,قال تعالى :"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلواة ويؤتون الزكواة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم "
يقول ابن كثير –رحمه الله تعالي – لما ذكر تعالى صفات المنافقين –في اشارة الى الاية ":المنا فقون والمنافقات بعضهم من بعض,,," –الذميمة عطف بصفات المؤمنين المحمودة  ثم يشرح الاية فيقول "اولياء : يتناصرون ويتعاضدون كما في الحديث الصحيح :المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك صلي الله عليه وسلم بين اصابعه "وكما فى الحديث الصحيح ايضا :مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر"
لنقف عند هذه الصفة  ولنتساءل ما مدى اتصافنا بها :هل نشعر بالاخر كعضو من جسدنا ؟هل نحسبه لبنة في بناء واحد؟هل ان التصاق ببعضنا ببعض وحاجته اليه مثل التصاق وحاجة اللبنة الى اللبنة ؟وهل تشابك مصالحنا وترابطها وانسجام ذالك  مثل تشابك وترابط وانسجام اصابع الحبيب –صلي الله عليه وسلم-حين شبك بين اصابه ؟
ولنعطي المثال التالى :هل يشعر احدنا وهو يمر بمسكن ذالك الفقير الصابر- والذي لا يقي حرا ولا بردا-هل يشعر بحر الشمس وزمهرير البرد؟هل يحس الام اطفاله ؟وهل يتصور كيف يعتصر قلب  ذالك الاب  الما حين لم يستطع توفير المسكن اللائق لافلاذ كبده؟  ان هذا الشعور وهذا الاحساس مطلوب من كل مؤمن بغض النظر عن واقعه المادي ’فان كان مساويا له في الظروف المادية كان هذا الاحساس دافعا للايثار وان كان  افضل منه ماديا كان دافعا للتصرف الايجابي بسرعة وبطواعية و من هنا يتضح كيف يريدنا القرءا ن ان نكون  انه يصفنا بالتفاعل الايجابي فالمؤمنون في تراحم وتحابب وهم بهذ ا المعني لا يشتكي احدهم ما دام الاخر يستطيع ان يدفع ما يشتكي منه فاحساسهم واحد وشعورهم واحد وطعامهم واحد ومسكنهم واحد هذا مع تشجيع الفوارق الفردية –التى هى وقود تطور البشر- اذ يقرر القرءا ن الكريم :ان افضلية البعض علي البعض في الرزق قضاء وقدر "والله فضل بعضكم علي بعض في الرزق "
ان هذا التفاعل الايجابي عند المؤمنين يقابله ما يسميه النابلسي "الجنس الواحد المعطل "عند المنافقين  فالمنافقون بعضهم من بعض وليس ولي بعض لذالك تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وهم كذلك في تحاسد وتباغض وتدابر أي في تفاعل سلبي
وما دام الفرق بين المؤمنين والمنافقين –في العيش وسط الجماعة –هو في نوع التفاعل فهلا كان هذا الشهر مناسبة لنا كي نتراحم ونتعاون ونتسامح ,,,ثم نحذر كل الحذر من التفاعل السلبي فنبتعد عن التدابروالتناجش والتباغض 
ان هذه مجرد كلمة واحدة من صفاتنا –نحن المؤمنين –التى وصفنا ربنا تعالي بها في محكم كتابه   فتعالوا نتحقق من اتصافنا بها ثم نتابع –ان شاء الله تعالي – بقية الصفات       

6. يوليو 2014 - 22:10

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا