إشكالية المقاطعة والمشاركة مابعد انتخابات 21يونيو2014 / جدو ولد سيدي

بعد أن وضعت الانتخابات الرئاسية أوزارها وما صاحبها من مد وجزر بين المترشحين من جهة والمقاطعين من جهة أخرى يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح على المتتبع للشأن السياسي الموريتاني هو هل تجاوزت البلاد أزمتها؟ وهل ستمكن المأمورية الثانية

 والأخيرة للرئيس المنتخب حاسمة في المنتخب السياسي الموريتاني ،وهل هي بداية حقيقية لتجديد الطبق السياسية الوطنية موالات ومعارضة وهل ستجسد لوحدة وطنية حقيقة.
منذ انتخابات 1992 والجدل قائما بين الفائز والخاسر في انتخابات موريتانيا وإن كانت تلك الانتخابات لم تكل شفافة بأدنى المقاييس ولعل انتخابات 2007 هي الفيصل في ماكينة لانتخابات الموريتانية حيث أتت بأول رئيس مدني منتخب وبنسب مغايرة للأرقام والنسب التقليدية في الانتخابات الماضية ،صحيح أن الأزمة الحالية تعود بدورها إلى انقلاب 2008 بيد أن قبول المعارضة المشاركة في انتخابات لاحقة كانت بمثابة الشعر التي قصمت ظهر البعير لليحطب الرئيس والجنرال في تلك الفترة "محمد بن عبد العزيز" بخطاب ثوري تعطشت له الجماهير منذ أمد بعيد فسحب بذالك البساط وبقوة من تحت أقدام المعارضة التقليدية لليصل إلى السلطة بقوة شرعية مقنعة داخليا وخارجيا لتدخل البلاد بعد ذالك في سجال سياسي بلغ أوجهه فترة ما عرف بالربيع العربي ،وفشل المعارضة حينها في استنساخ تلك الثورات على الواقع الموريتاني .
لتأتي انتخابات 21 يونيو في ظل أزمة حادة بين النظام والمعارضة فيكون رهان المشاركة والمقاطعة هو ديدن كلا الطرفين وهناك ملاحظة لابد من أن نشر إليها في هذا الصدد أن كلا من الطرفين سيجد نفسه مرتاحا من تحقق رهانه غير أن المسألة التي لا تقبل التجزئة إلى نصفين هي كيان الدولة الموريتانية المهددة دوليا وإقليميا والأخطر داخليا نتيجة لتنامي الخطاب العنصري المتطرف بين شرائح المجتمع مما يهدد السلم الأهلي الشيء الذي يحتم على الرئيس الناجح محمد ولد عبد العزيز أن يضعه نصب عينيه والدخول الفوري في إجراءات ملموسة تأسس لمواطنة حقيقية تنبذ القبيلة والجهة والفئة من خلال حوار وطني شامل وصريح وجدي يتجاوز إشكالية الوحدة الوطنية والتهديدات المحدقة بها والأمر نفسه ينطبق على المعارضة لأنه بزوال الكيان الموريتاني لن تكون هناك سلطة حاكمة ولا معرضة مغاضبة ،وهنا يضيف خطاب المترشح الفائز والرئيس الذي يخلف نفسه "محمد ولد عبد العزيز" إضافة نوعية في القاموس السلطوي الموريتاني من خلال تركيزه على مسألة الوحدة الوطنية ولعل الجديد في هذه الانتخابات خير تأكيد على ضرورة طرح مسألة لانسجام الاجتماعي والسلم الأهل الآن قبل غد أو بعد غد ليلا يسبق السف العذل وينفجر البركان .

13. يوليو 2014 - 17:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا