قبعتي للمقاومة ... ثم تحية لأهل قطاع غزة / محمد محفوظ المختار

رفعت الأقلام وجفت الصحف منذ بدء الجريمة الإنسانية والعسكرية والأخلاقية على قطاع غزة الصامد.. حتى اللحظة لم نشاهد مقالا ولم نسمع حسيسا لأي  كاتب ملفق أو خطيب مفوه في الساحة العربية بشكل عام

– رغم وجود ما يسمى الاستثناء الذي يؤكد القاعدة -  وكأن ما يجري في قطاع غزة مجرد سحابة صيف ريثما تنقشع.. أو كأنهم يتمثلون قوله تعالى {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا} .. بل على العكس شاهدنا حالات من التحريض والاصطفاف الفج إلى جانب الصهاينة.
حتى أكون حالة نشاز أو أكون في خانة الاستثناء أو إلى جانب القوى المقاومة في القطاع، أردت أن أعبر عن مكنونات نفسي اتجاه ما يجري هناك على أرض غزة الصامدة. مستنكرا في بداية الأمر التآمر العربي الذي كان وقعه على الشعب الفلسطيني أكثر مرارة وأقوى أثرا من الصواريخ والقذائف الصهيونية مجسدا قول القائل:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ***  على المرء من وقع الحسام المهند
أريد أن أدين حالة التآمر لبعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني الذي بلغ درجات متقدمة من التنسيق جعلته يدخل حيز الفعل المضاد ضد حركات المقاومة في قطاع غزة الصامد وكأنها العدو الأول والأخطر في المنطقة.. كما لا يفوتني أن أسجل إدانتي وبأقوى العبارات لحالة الصمت لبعض الدول العربية الأخرى والذي يضفي مشروعية على المجازر والانتهاكات الصهيونية بحق أهل القطاع الصامد مما يرسخ حقيقة مفادها  أن مشروعية الصمت لا تقل خطورة ولا بشاعة عن مشروعية التأمر الفعلي..
أدرت أن أسجل استنكاري لهذه الممارسات العربية المذلة والمخجلة التي تلحق العار بكل من عزف عن إدانتها واستنكارها  أحرى أن يسايرها أو يدور في فلكها .. أردت أن أسجل عمق المأساة  الذاتية التي أعيشها في موريتانيا وأنا أرى رئيس الدولة محمد و لد عبد العزيز ينعي شهداء مجزرة حي الشجاعية دون أن يدين – بأبسط عبارة-  الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة ..
حتى لا أدور في فلك المتواطئين بالفعل أو المتآمرين بالصمت أود أن أرفع قبعتي إجلالا وإكبارا للمقاومة الفلسطينية وهي تضع بنفسها خطوطا عريضة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي خطته هذه الأيام في أرض الإباء غزة الصمود والمقاومة في حالة من الاحتضان الشعبي عز نظيرها وقل مثيلها.
ختاما أريد أن أعبر عن مدى فخري واعتزازي الممزوج بكثير من النشوة بعد الهزائم المتلاحقة التي ألحقتها المقاومة الفلسطينية بالحلف العربي الصهيوني .. أريد أن أسجل مدى الإعجاب بالمعجزة الملحمية التي تفرضها المقاومة الفلسطينية واقعا سياسيا جديدا يجب النظر كأمر واقع ولا يمكن تجاوزه بحال من الأحوال.. أريد أن أشد على أيدي المقاومة وهي تحتفظ بورقة ضغط قوية تحمل الرقم 6092065 تلك الورقة التي ستكون أكثر تأثيرا وأقوى وقعا في قادم الأيام.

22. يوليو 2014 - 17:53

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا